ميقاتي يؤكد التزام لبنان بالتعهدات المالية الدولية

مصطفى ياسين (بيروت) - أكد رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي امس ان لبنان سيستمر في تطبيق كل القرارات الدولية واحترام تعهداته المالية، بما يؤمن مصلحته الوطنية. وشدد خلال افتتاح المؤتمر المصرفي العربي السنوي في بيروت على مواصلة العمل لتنفيذ القرار رقم 1701 لحماية لبنان من أي عدوان، والحرص على دور “يونيفل” في حماية امن الجنوب وإدانة الاعتداءات الاسرائيلية والسعي لترسيخ حدود لبنان البحرية للإفادة من ثروته النفطية. ودعا ميقاتي جميع القيادات السياسية في لبنان لاجراء حوار صادق وحقيقي يحفظ الوحدة الوطنية، معتبرا انه لا بديل عن ذلك لتعزيز هذه الوحدة التي يحتاج اليها لبنان في ظل ظروف واوضاع دولية واقليمية مليئة بالصعوبات والتحديات، لافتا إلى ان الحوار هو مفتاح الاستقرار وبوابة الازدهار. إلى ذلك، نفت جبهة النضال الوطني برئاسة النائب وليد جنبلاط ما نشر عن أن وزراء الجبهة سيستقيلون من الحكومة اذا لم تتم الموافقة في جلسة مجلس الوزراء 30 نوفمبر، على تمويل المحكمة الدولية الخاصة بقضية اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري. وقال الوزير وائل ابو فاعور “لم نصل الى لحظة الحزم والحسم في هذا الموضوع” مشيراً الى ان رئيس المحكمة الدولية ديفيد باراغوانث ابلغ لبنان انه اذا لم يتم تمويل المحكمة من الآن وحتى 15 الشهر المقبل فإنه سيحيل الأمر الى مجلس الامن الدولي. وقال النائب اكرم شهيب “لن نستقيل من الحكومة، لأننا قلنا ان اي حكومة افضل من لا حكومة ونحن لا يمكننا الدخول في المجهول ان طارت الحكومة”، مشدداً على ان المحكمة الدولية هي حجر الاساس للحد من مسلسل الاغتيالات في لبنان. ورأى عضو كتلة المستقبل النائب عمار حوري ان يوم 30 نوفمبر الجاري سيكون يوم استقالة الحكومة وانتهاء هذه المرحلة، وقال “سيطرح خلال جلسة مجلس الوزراء بند تمويل المحكمة وستكون الجلسة الاخيرة للحكومة، لأن فريق حزب الله وحلفائه يصر على عدم التمويل فيما رئيس الحكومة لا يستطيع اقناعهم بوجهة نظره”. بينما قال النائب احمد فتفت “ان حزب الله لن يقبل بتمويل المحكمة وان ميقاتي لن يستقيل لانه اعجز من القيام بأي شيء في ظل الظروف السورية اللبنانية الراهنة”. وواصل رئيس المحكمة الدولية امس لقاءاته في بيروت واجتمع مع وزير العدل شكيب قرطباوي والنائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا، ونقيب المحامين نهاد جبر والسفير البريطاني في لبنان طوم فلتشر الذي كرر اعتراض بريطانيا على فكرة ان يبقى اولئك الذين يقومون باغتيال قادة لبنانيين بمنأى عن العدالة، وقال “لقد شجعنا التزام القادة اللبنانيين بأن لبنان سيفي بالتزاماته الدولية، لأن هذا يصب اولاً واخيراً في مصلحة لبنان”. واعلنت المحكمة الدولية الخاصة على صفحتها الرسمية على موقع “تويتر” ان رئيس المحكمة لم يناقش اطلاقاً مسألة اتخاذ مجلس الامن اجراءات ضد لبنان، بعكس تقارير وسائل الاعلام وان هذا الموضوع خارج نطاق اختصاصات المحكمة. من جهة اخرى، التقى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي امس رئيس تيار المستقبل رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري في قصر الاليزيه في باريس، وجرى عرض لآخر المستجدات وخصوصا تلك المتعلقة بتمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وما تشهده الساحة الإقليمية من تطورات.