هند صبري: العمل المسرحي دورة تدريبية للفنان

استطاعت هند صبري أن تحقق نجومية كبيرة في السينما العربية والمصرية، وخلال سنوات قليلة أصبحت واحدة من أهم النجمات وقدمت مجموعة متميزة من الأفلام. وهي تملك القدرة على إقناع المشاهد بكل حالة تجسدها، حتى أنها كانت من أنجح الفنانين الذين قدموا برامج تليفزيونية وحصد برنامجها الرمضاني ´الشقة? الإعجاب وأثبتت قدراتها في جذب الجمهور على خشبة المسرح من خلال تجربة واحدة هي ´امسك حكومة? للمخرج جلال الشرقاوي، وانتهت من تصوير أحدث افلامها السينمائية ´إبراهيم الأبيض? مع المخرج مروان حامد وبطولة أحمد السقا ومحمود عبدالعزيز. وعن فيلم ´إبراهيم الأبيض?، قالت ´علاقتي بالفيلم ترجع إلى سنوات بعيدة، فقد عشت تفاصيله وتحمست له منذ كان فكرة عرضها عليَّ صديقي المخرج المتميز مروان حامد، وكان المفروض أن ألعب بطولة الفيلم مع أحمد السقا. وأعتقد أنه كان أول سيناريو يتناول موضوع العشوائيات ولكن بشكل مختلف تماما عما قدمته السينما المصرية في السنوات الأخيرة. وميزة الفيلم انه لا ينظر إلى سكان العشوائيات باعتبارهم مختلفين، بل يقدمهم كما هم في الواقع. لأنهم جزء من نسيج المجتمع. ولا يتعامل معهم على أنهم مشكلة يجب التخلص منها. لأنهم شريحة موجودة في العديد من دول العالم?. وأضافت صبري ´تعرض الفيلم لظروف إنتاجية عطلت تصويره عدة مرات وانشغلنا بارتباطات وأعمال أخرى وشاءت الظروف أن يعود الفيلم بنفس أبطاله القدامى أنا والسقا وكتب السيناريو والمعالجة عباس أبو الحسن ويشارك في البطولة محمود عبدالعزيز وانتهيت من تصوير مشاهدي وربما هناك مشهدا أو اثنان وينتهي المخرج من التصوير تماما?. وتصف صبري التعاون مع النجوم الكبار مثل محمود عبدالعزيز قائلة ´أنا سعيدة بعودة كبار النجوم للسينما وأعتبر وجود محمود عبدالعزيز قيمة للفيلم، وهو ما سبق أن تحقق في فيلم ´الجزيرة?، حيث كانت عودة محمود ياسين والذي أضاف بحضوره وأدائه نجاحا للفيلم. وكل مشهد لهؤلاء النجوم درس في الأداء وأذكر فيلم ´ملك وكتابة? مع محمود حميدة وتجربتي مع عادل إمام في ´عمارة يعقوبيان? كانت من أجمل التجارب والفيلم ضم كل الأجيال?. وحول تجربتها السينمائية الأخيرة ´جنينة الأسماك? مع المخرج يسري نصر الله، قالت صبري ´أنا فخورة بالعمل مع يسري نصر الله واستمتعت بالفيلم. ومنذ البداية أعرف أن اختياري لهذا الفيلم سيحقق لي متعة وأحيانا يكون الفنان في حاجة لأن يقدم عملا لمزاجه وبقصة غير تقليدية وعندما شاهدت الفيلم كنت سعيدة وراضية عنه، وقد خلق حالة من الجدل وتفاعل معه الجمهور والنقاد?. وعن الفرق بين العمل مع الجيل الجديد من المخرجين وكبار المخرجين، تقول ´كل مخرج له مميزاته وأدواته واختلاف الأجيال لا يحدث فرقا لأن المخرج الجيد يملك أدواته ويعرف كيف يستخرج أفضل ما لدى الممثل في كل مشهد. وقد بدأت أولى خطواتي في السينما المصرية مع المخرجة ايناس الدغيدي في فيلم ´مذكرات مراهقة ثم قدمت ´مواطن ومخبر وحرامي? مع داود عبدالسيد و?بنات وسط البلد? مع محمد خان واستفدت من العمل مع الأجيال الجديدة من المخرجين في تجاربهم الأولى مثل ´أحلى الأوقات? مع هالة خليل و?لعبة الحب? مع محمد علي وكاملة أبو ذكري في ´ملك وكتابة? وسعد هنداوي في ´حالة حب? والأجيال الجديدة من المخرجين تربطني بهم صداقة واحترام وأشاركهم في مشاريع التخرج وبعض الافلام القصيرة والمهم أن تكون للمخرج رؤية?. وردا على ما يتردد عن استعدادها للتحول إلى الإخراج، تقول صبري ´أحد أحلامي أن أخرج فيلما تسجيليا وهذه الفكرة تلح عليَّ منذ فترة ولدي عدة مشاريع لأفلام وثائقية وتسجيلية، لكني أحتاج إلى وقت لتنفيذها وربما أضطر للتفرغ لعدة أشهر لأحقق هذا الحلم، وحاليا أحاول جمع مادة من خلال قراءاتي لإعداد فيلم تسجيلي عن الأوضاع في عالمنا العربي?. وحول تقديم جزء ثان من البرنامج التليفزيوني ´الشقة? الذي قدمته قبل عامين تقول ´لست مقدمة برامج، و?الشقة? كانت فكرتي ونجح البرنامج لانه تم الاعداد له جيدا واعتمد على خفة الظل والتلقائية في استضافة الفنانين ومن الصعب ان اكرر البرنامج بنفس الأسلوب وأفضل تطويره حتى لا يصاب المشاهد بالملل ويمكن استضافة كتاب ومفكرين ورجال سياسة?. وتؤكد صبري أن تنقلها بين الأعمال الخفيفة والكوميدية والجادة يحقق لها حالة من التنوع ترضيها وتشبعها فنيا. وتقول ´لست كوميديانه لكني أحب الكوميديا المبنية على المواقف الطبيعية كما في فيلم ´أحلى الأوقات?. وتقول ´تجربتي الوحيدة في المسرح من خلال مسرحية ´امسك حكومة? مع المخرج جلال الشرقاوي واحمد رزق وصلاح عبدالله أكسبتني خبرة وثقة في مواجهة أي موقف مفاجئ. ورغم نجاح المسرحية فإن تكرارها يحتاج إلى تدريب ودراسة حتى تكون العودة للمسرح إضافة?. وتضيف ´العمل المسرحي دورة تدريبية للفنان يحتاج فيها الى كامل لياقته البدنية والنفسية ويحصل على شحنة من التفاعل تجعله أكثر قدرة على العطاء، بشرط ان يكون النص المسرحي جيدا وهناك فكرة عرضها عليَّ د. أشرف زكي لكن تم تأجيلها. وعن جديدها قالت هند: لدي مشروع فيلم سينمائي مع المخرج أحمد يسري بعنوان ´ميك أب? لكنه في مرحلة الإعداد ولم يتم الاتفاق على بدء التصوير. وعن تأثير الزواج على حياتها الفنية تقول ´الحياة صارت أجمل والمهم أن أجد الوقت لأعيشها، فبعد الزواج مباشرة دخلت تصوير مسلسل ´بعد الفراق? ثم فيلم ´جنينة الأسماك? ثم ´ابراهيم الأبيض? واحاول التوفيق بين العمل وحياتي الزوجية، وزوجي يحترم عملي ويقدره، وحاليا أصبحت مصرية تونسية، أما شائعة الحمل فهي غير صحيحة، وبالتأكيد سأكون أسعد الناس بلقب الأم.