الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إنفلونزا الجنازير

إنفلونزا الجنازير
22 نوفمبر 2013 21:21
ليس ثمة - في العنوان- أي خطأ طباعي ولا لغوي ولا نحوي ولالالالا... يا الخيزرانة، فنحن ضحايا إنفلونزا جنازير الدبابات منذ أن داست أول دبابة دحنون المشرق العربي، بينما كنا منهمكين في ممارسة التفاخر على بعضنا، داست دولنا الفتية المتحررة من الاستعمار للتو، ثم استقرت فوق قلوبنا وحناجرنا منذ البيان رقم واحد حتى الآن. أما إنفلونزا الخنازير الخنازيرة التي يلقونها في وجوهنا بين عام وآخر، عن طريق تكثيف أخطارها ومخاطرها، حتى لو لم يكن ثمة حولنا خنازير على بعد ألف كيلو متر مكعب، لأنها تنتقل من إنسان إلى إنسان، ولا داعي للخنازير أصلاً... أو هكذا يقولون. تذكروا قبل أن تهلعوا، بأن قصة إنفلونزا الطيور التي صرعونا بها قبل الخناززير، واشترت دول العالم بالمليارات المواد التي من المفترض أن تكون واقيه من المرض والطعومات والأمصال وخلافه. ومع ذلك لم يزد عدد ضحايا إنفلونزا الطيور عن حادثتي تحطم طائرتين، أو نصف عدد ضحايا الموت بنيران صديقة في القوات الدولية التي تحتل أفغانستان، على سبيل المثال لا الحصر، طبعاً.. لا أقول بأن التهديدات جميعها غير جدية، بل أقول إن الأميركان وأحلافهم أو بالأخرى الشركات المتعدية الجنسيات والحدود، التي تخطط لنهب خيرات الشعوب عن طريق التخويف والترهيب من الوباء، ثم بيع المطاعيم وأساليب الوقاية المفترضة من الوباء المفترض. بعد إنفلوزنزا الطيور، ثم الخنازير، ابتكروا لنا الكثير من الفيروسات والأمراض والأوبئة القاتلة، واحدة تأكل الدماغ، وأخرى تأكل الرئة، وثالثة تأكل الضمير... حتى لم يعد أحد يصدق هذه الشركات المتعدية الجنسيات؟ الشركات المحتكرة صار فيها ما صار في الراعي الذي كان يخيف أهله ويصرخ بأن الذئب قد جاء، وعندما كانوا يركضون إليه لإنقاذ القطيع كان يسخر منهم ويقول، بأنه ضحك عليهم ... على مرتين ثلاثة .. جاء الذئب عن حق وحقيق، فصرخ الراعي ولم يأبه به أحد، فأكل وقتل ثم قتل الراعي. نحن ضحايا جنازير الشركات العملاقة التي تبتلع الأخضر والأحمر واليابس، من دون أن يكون لنا حول ولا قوة. أما الخنازير فهي مجرد أداة لاعتصار العالم، وتحويله إلى مليارات تعبئ خزائنهم مرة أخرى بعد أن أفلستها المضاربات والألاعيب المالية الخسيسة. ونحن ضحايا جنازير الدبابات التي تفتك بلحمنا وتتغوط على دمنا، نحن الشعب، لا فرق إن كنا في هذا الصف أم ذاك، فحين تتقاتل الأفيال لا يتضرر سوى العشب... أقصد الشعب. ghishan@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©