الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

باب اليُمن .. طاقة خير صنعاء القديمة صورة لمجسم عن باب اليمن الكمالي

باب اليُمن .. طاقة خير صنعاء القديمة صورة لمجسم عن باب اليمن الكمالي
24 مارس 2009 02:19
يعود تاريخ بناء ´باب اليُمن - بضم الياء - إلى أكثر من ألف عام، وهو المدخل الأساسي لمدينة صنعاء القديمة من الجهة الجنوبية، والوحيد المتبقي بكامله من بين أربعة أبواب أخرى عُرفت في السابق كمداخل للمدينة، وهي ´باب شعوب و´باب السبح و´باب سترات ، إلى جانب بابين آخرين أضيفا في فترة لاحقة هما ´باب خزيمة و´باب الشقاريف . تؤكد المصادر التاريخية أن كل هذه الأبواب اندثرت وبقي ´باب اليُمن شاهدا على جملة من الأحداث التاريخية والسياسية، فعبره دخلت جيوش الغزاة، ومن خلاله انطلقت جيوش الفاتحين إلى أنحاء مختلفة من الدنيا. والباب بطابعه المعماري والهندسي الفريد، هو جزء من سور صنعاء القديمة يزينه من الناحية الجنوبية ويمتد بطول 6200 متر وارتفاع 8 أمتار، ليلف المدينة بشكل متعرج ويأخذ شكل الرقم 8. كما أنه بناء متكامل يضم مجموعة من الغرف والدهاليز والأسطح التي كان يستغلها عمال الحراسة في الماضي كسكن وأبراج للمراقبة، وتحولت هذه الغرف اليوم إلى مركز للمعلومات حول تاريخ المدينة القديمة، ومعرض دائم للفنون التشكيلية. ومن فوق سطحها يطل السياح لمشاهدة امتدادات المدينة والوقوف على أبرز معالمها. وقبل الدخول عبر هذا الباب الذي يفصل بين الحديث والقديم لابد من معرفة أن مدينة صنعاء كانت تشكل دائرة في تكوينها 14 ألف بيت بُني معظمها قبل 400 عام على أنقاض بيوت تعود إلى ما قبل الميلاد. وتقول المصادر الموثقة إن مساحة صنعاء القديمة تقارب نحو 118 هكتارا أما سور المدينة فقد ذكر كتاب الإكليل، لمؤلفه أبو محمد الحسن الهمداني، أن السور أقيم منذ عهد ملك سبأ ذو ريدان الذي كان يحكم بقاعا كثيرة من اليمن في أواخر القرن الثاني بعد الميلاد. وبني هذا السور في عهد الدولة الصليحية، وقام بإكماله سلاطين الدولة الأيوبية عام 569 هجرية، فهذا السور حائط كبير ضخم عال يأخذ شكلا ملتويا دائريا يلف صنعاء القديمة ويحيطها مكونا شكل 8 بالإنجليزي ليبلغ طوله 6200 متر وبارتفاع 8 أمتار. ويقال سبب تسمية هذا السور بـ ´باب اليُمن لأنه كان قديما يتجمع حوله سكان هذه المنطقة ومن بخارجها، ليبتاعوا ويشتروا، وكأنه باب جميع الناس لذا سمي باب اليُمن من كثرة اليُمن والبركات التي كانت تلك المنطقة محظوظة بها. وعند السور الواسع الامتداد توجد حصون وقلاع عديدة حيث بلغ عدد هذه القلاع والحصون حوالي 128 حصناً وتسمى شعبيا بـ´النوبة ، وكانت توجد مجموعة من الجنود المراقبين الذين كانت لهم طريقة معينة للتواصل فيما بينهم أثناء المناوبة تحديداً في الليل. وحتى يتأكد الجندي الأول بأن الجندي الأخير ليس بنائم، يقوم الجندي الأول بالصراخ بكلمات سرية مفهومة متعارف عليها فيما بينهم، وما أن يسمعها الجندي الذي يليه في الحصن المجاور حتى يقوم بترديدها وبصوت عال ليتسنى للجندي الذي يليه سماعها وهكذا حتى يعود الصوت للجندي الأول الذي بدأ بالصراخ وذلك للتأكد من أن جميع الجنود المناوبين يحرسون الحصون ولم يناموا بعد. أما عن التركيب البنائي لهذا السور فقد تم تشييده من كتل حجرية كبيرة غير مشذبة كانت تُقطع من جبل ´نقم لاسيما النوع الأبيض كأساس له، ومن ثم يتبع ذلك قوالب طينية من اللبن وكان لسور صنعاء القديمة 12 مدخلاً ´باب . وباب اليُمن لا يزال معلماً أثرياً ورمزاً سياحياً وواحداً من أشهر المعالم الأثرية في اليمن، وهناك العديد من الأبواب التي انقرضت مع مرور الوقت لعدم الاهتمام بها وبترميمها مثل ´باب الخندق و´خزيمة و´النزيلي و´البلقه و´الشمع و´العبيله و´الروم و´الشهاري و´الشقاديف و´شعوب و´غمدان - نسبة إلى قصر غمدان - و´دمشق و´السبحة و´النصر و´شرعة . وقد تعارف الناس على عدة أبواب وتوحدوا على تسميتها مثل، باب القصر، باب السلام، باب شرارة.. حيث يؤكد سكان باب اليُمن أن هذه الأبواب مرممة ومحدثة. أما باب شرارة والسبحة فقد هدما سنة 1966م، وكانت هذه الأبواب وبالتحديد ´باب اليُمن - المتبقي الآن والذي يعد المدخل الرئيسي لصنعاء القديمة - تغلق عند غروب الشمس، ولا تفتح إلا عند الشروق ويمنع الدخول منها مهما كانت الأسباب. والمدينة التي بداخل السور، صنعاء القديمة، تشكل صورة متكاملة للقيمة الحضارية والجمالية التي تتمتع بها، فهي مدينة تمتاز بطابع معماري ذات جمالية فريدة تضم حوالي 36 مسجداً ومن أهمها وأكبرها الجامع الكبير، وهو أول جامع في اليمن. وباب اليُمن اليوم مفتوح للزوار من كافة الجنسيات، خاصة السياح الذين يأتون لزيارة صنعاء القديمة ويتم إدخالهم إلى الأسواق الشعبية الحرفية والمهنية فيها للاستمتاع بما تكتزنه المدينة من عبق الحضارة وعراقتها.
المصدر: صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©