الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تكليف الجنزوري بتشكيل الحكومة المصرية الجديدة

25 نوفمبر 2011 10:09
كلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر أمس رئيس الوزراء المصري الأسبق كمال الجنزوري (79 عاما) بتشكيل حكومة جديدة خلفا لوزارة عصام شرف التي استقالت مطلع الأسبوع تحت ضغط تظاهرات الشباب في ميدان التحرير. وقال التلفزيون الرسمي ان رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير محمد حسين طنطاوي التقى في مكتبه الجنزوري لتكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة، وانه وافق على المنصب. وأبلغ اللواء مختار الملا التلفزيون ان الجيش يأمل تشكيل حكومة جديدة قبل الانتخابات المقرر أن تبدأ يوم الاثنين المقبل. وتولى الجنزوري رئاسة حكومة من عام 1996 الى 1999 أدخلت بعض الاجراءات لتحرير الاقتصاد. لكن سجله الذي يتضمن تولي مناصب في عهد الرئيس السابق حسني مبارك يمكن أن يثير معارضة من جانب المحتجين. ساد هدوء حذر محيط ميدان التحرير والشوارع المؤدية إلى مقر وزارة الداخلية وسط القاهرة، بعد أن توقفت الاشتباكات بين قوات الأمن المركزي والمحتجين الليلة قبل الماضية للمرة الأولى منذ 5 أيام، لكن المحتجين واصلوا اعتصامهم في الميدان الشهير، متعهدين التمسك بموقفهم إلى حين تنازل الجيش عن السلطة، ودعوا في الوقت نفسه إلى تنظيم “مليونية” اليوم أطلق عليها بعضهم “جمعة حق الشهداء”، بينما أسماها آخرون “مليونية الفرصة الأخيرة”. جاء ذلك، في وقت أصدر فيه المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم بياناً أعرب فيه عن أسفه واعتذاره لسقوط قتلى، قائلاً على لسان اللواء مختار الملا أحد أعضائه في مؤتمر صحفي أمس، إن ترك الجيش للسلطة الآن سيكون بمثابة “خيانة للأمانة” التي حمله الشعب إياها، وأكد مجدداً أن هدف المجلس العسكري “ليس ترك السلطة أو الاستمرار فيها وإنما تنفيذ ما التزم به مع الشعب”. كما أكد المجلس الذي يدير مصر منذ تنحي الرئيس السابق حسني مبارك، أنه لن يعرقل التحول الديمقراطي لكنه لن يرضخ للمحتجين المطالبين بنقل السلطة لمدنيين على الفور، مع تشديده على إجراء انتخابات مجلس الشعب في موعدها المقرر الاثنين المقبل. وفي السياق نفسه، قال اللواء الملا إن الجيش يحترم وجهة نظر المتظاهرين في ميدان التحرير لجهة مطالبتهم بإنهاء الحكم العسكري لكنهم لا يمثلون كل الشعب المصري بصرف النظر عن أعدادهم. فيما أكد عبد المعز إبراهيم رئيس اللجنة الانتخابية في المؤتمر الصحفي المشترك نفسه مع اللواء الملا وزميله اللواء ممدوح شاهين، أنه رغم الاضطرابات الحالية، فإن اللجنة مستعدة لإجراء الانتخابات تحت أي ظرف. وشدد الملا على أن المجلس الأعلى يأمل بتشكيل حكومة جديدة قبل بدء الانتخابات بعد قبول استقالة حكومة عصام شرف. في غضون ذلك، أعلنت وزارة الصحة ارتفاع عدد القتلى في الأحداث الأخيرة منذ السبت الماضي وحتى أمس، إلى 40 حالة وفاة، بينها 35 حالة في ميدان التحرير وحالتان بالإسكندرية وحالتان في الإسماعيلية وحالة واحدة في مرسى مطروح، مبينة أن إجمالي عدد الإصابات للفترة نفسها، سواء تلك التي تم تحويلها إلى المستشفيات أو التي تم إسعافها في المكان، بلغ 3256 مصاباً. وقد أخلى المتظاهرون شارع محمد محمود صباح أمس وعادوا إلى ميدان التحرير إثر اتفاق تم التوصل إليه بوساطة ممثلي القوى والتحالفات الثورية الشبابية، بعد إطلاق سراح 69 معتقلاً تم القبض عليهم بهذه المنطقة. وقال عامر الوكيل المنسق العام لتحالف “ثوار مصر” إن جهوداً جبارة بذلت الليلة قبل الماضية لإقناع المتظاهرين وقوات الأمن بوقف الهجمات المتبادلة والتي كان كل طرف منهما يعتقد أنها دفاع عن النفس، وبدأت إجراءات لإعادة الثقة المفقودة بينهما. ومن بين تلك الإجراءات، التزام قوات الأمن بوقف إطلاق القنابل المسيلة للدموع ضد المتظاهرين لفترة من الوقت حتى وإن قام المتظاهرون بإلقاء الحجارة أو زجاجات المولوتوف في اتجاههم. وشدد الوكيل على الدور الذي قام به اللواء إبراهيم الدماطي نائب رئيس الشرطة العسكرية الذي كان مع فريق الوساطة في الصفوف الأمامية خلال اللحظات العصيبة التي شهدتها المنطقة. وقال اللواء الدماطي إن الهدوء عاد مرة أخرى إلى ميدان التحرير منذ فجر أمس، حيث تمت السيطرة تماماً على الموقف من خلال التعاون مع الشباب المخلصين. وقام مئات المتظاهرين برفع المخلفات وتنظيف شارع محمد محمود، بينما قامت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ببناء حاجز من الكتل الخرسانية عند مبنى مكتبة الجامعة الأميركية بمنتصف الشارع للفصل التام بين المتظاهرين وقوات الأمن. وأعلنت وزارة الصحة ارتفاع عدد قتلى الأحداث الأخيرة إلى 40 حالة وفاة، بينها 35 حالة في ميدان التحرير وقتيلان في الإسكندرية وحالتان بالإسماعيلية وحالة واحدة في مرسى مطروح. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة محمد الشربيني إن إجمالي الإصابات منذ وقوع الأحداث حتى أمس، بلغ 3256 مصاباً. وأفاد الدكتور محمود أحمد علي نائب كبير الأطباء الشرعيين بأن إدارة الطب الشرعي تسلمت 35 جثة لقتلى سقطوا في ميدان التحرير بالقاهرة منذ السبت الماضي. وأوضح أن التشريح أثبت أن 21 توفوا نتيجة إصابتهم بطلقات رصاص حي، بينهم 17 اخترقت الرصاصات أجسادهم ولا يمكن تحديد نوعها و3 سقطوا برصاص مسدس 9 مللي وواحد سقط برصاص بندقية آلية، بينما توفي 9 نتيجة إصابتهم بطلقات خرطوش و3 نتيجة اختناقهم بالغاز و2 نتيجة إصابتهم بارتجاج في المخ لتعرضهم للضرب. وقال إنه تمت أيضاً معاينة 16 إصابة، منها 14 إصابة نتيجة للضرب بالعصي، وإصابتان بطلقات الخرطوش، وإصابة اللواء ماجد مصطفى نائب قائد الأمن المركزي بطلقات خرطوش. وأعلن المجلس الأعلى للقوات المسلحة فتح مستشفى عسكري ميداني متكامل في ميدان التحرير لتقديم الرعاية الطبية للموجودين بالميدان، كما أعلن عن تقديم الرعاية المتكاملة لأسر شهداء الأحداث الأخيرة فوراً من صندوق رعاية أسر الشهداء والمصابين مع تقديم الرعاية الطبية المتكاملة فوراً لمصابي الأحداث كافة وحتى إتمام الشفاء الكامل لهم. وأكد المجلس التحقيق السريع والحاسم لمحاكمة كل من تسبب في هذه الأحداث، معرباً عن الأسف والاعتذار الشديد لسقوط الشهداء خلال الأحداث الأخيرة. وقدم اللواء محمد العصار واللواء محمود حجازي عضوا المجلس تعازي المجلس إلى الشعب المصري. وأعربا عن أسف واعتذار المجلس عن الأحداث التي وقعت منذ يوم السبت الماضي. ودعا اللواء حجازي وسائل الإعلام والشعب المصري إلى عدم التعامل مع المجلس العسكري بميراث عدم الثقة نفسه الذي ساد في عصر النظام السابق. وشدد على أن المجلس ليس لديه سوى هدف واحد ومحدد، هو تسليم السلطة إلى حكومة منتخبة ديمقراطياً وبشفافية ونزاهة متناهية.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©