الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ندوة تستعرض سيرة السينما في الإمارات

ندوة تستعرض سيرة السينما في الإمارات
25 نوفمبر 2011 10:35
إبراهيم الملا (الشارقة) - نظمت إدارة معرض الشارقة الدولي للكتاب مساء أمس الأول بقاعة المؤتمرات الكبرى في مركز أكسبو الشارقة ندوة بعنوان “الفن السابع القادم في الإمارات” شارك بها كل من الشاعرة والمخرجة نجوم الغانم والمخرج هاني الشيباني وقدم للندوة الدكتور عمر عبدالعزيز رئيس قسم البحوث والدراسات بثقافية الشارقة. حضر الندوة الشيخ سالم بن عبدالرحمن القاسمي مدير مكتب سمو حاكم الشارقة، وأحمد بن ركاض العامري مدير معرض الشارقة الدولي للكتاب ولفيف من الإعلاميين والمهتمين. قدم الدكتور عبدالعزيز في مستهل الندوة نبذة عن السيرة الأكاديمية والإبداعية لنجموم الغانم وهاني الشيباني، مشيرا إلى أهم الإسهامات الفيلمية التي قدمها هاني الشيباني مثل فيلم “جوهرة” الحائز على عدة جوائز محلية وإقليمية، وفيلم “حلم” الذي يعتبر أحد الأفلام الروائية الطويلة المبكرة في تجربة السينما الإماراتية الطموحة، كما أشار إلى بعض الأفلام التسجيلية التي قدمتها المخرجة نجوم الغانم مثل “المريد” و”بين ضفتين” و”حمامة” وذكر أنها أفلام امتلكت لغة بصرية عالية ومستندة إلى مرجعية شعرية واضحة، واشتغال متمكن على الأدوات التي تمنح الفيلم الوثائقي قوته وتأثيره على المشاهد. تحدث بعدها المخرج هاني الشيباني عن تجربته الشخصية مع صناعة الأفلام، وعن واقع السينما الإماراتية وملامحها المستقبلية، مشيرا إلى أن الجيل السينمائي الحالي في الإمارات هو جيل محظوظ، لأنه تجاوز العقبات الصعبة والواقع المجهول والغامض الذي واجهه الجيل الأول أوالمؤسس للسينما في المكان، وذكر من رواد ذلك الجيل المخرجين عبدالله النقي وعلي العبدول ومحمد نجيب وغيرهم، والذين لم يستطيعوا في النهاية أن يستمروا في هذا الحقل الفني الجديد، أو يواصلوا جهودهم السينمائية لعدم وجود بيئة مشجعة وحاضنة كما هو الحال في الزمن الراهن، الذي بات يتوفر على مبادرات تمويلية ويشهد مهرجانات كبرى مثل مهرجان دبي السينمائي ومهرجان أبوظبي السينمائي ومهرجان الخليج. ونوه الشيباني إلى أن مسابقة أفلام من الإمارات التي أسسها أمر الله وانطلقت في المجمع الثقافي في العام 2000 كانت هي الشرارة التي أضاءت كل هذا الوهج السينمائي الذي نراه اليوم في الإمارات والذي ما زال ينتظره “الكثير من تحديات العمل والدعم والمتابعة حتى يقدم الشباب الجدد أفلاما مميزة تعبر عن لغتهم البصرية الخاصة التي لها علاقة بملامح المكان وبروحه وبحكاياته الكثيرة والمتشعبة التي تحتاج لمن يترجمها بصدق وإتقان وينقلها بكل فرحها ومأساتها إلى الشاشة الكبيرة”. بدورها قدمت المخرجة والشاعرة نجوم الغانم في بداية مداخلتها بعض الإحصاءات حول الحضور الملموس للسينما في الإمارات، وذكرت أن هناك 250 دار عرض في الإمارات، تستقبل شاشاتها سنويا 400 فيلم، ويصل مدخول هذه الأفلام في العام الواحد إلى ما يقارب المائة وعشرة ملايين دولار، وأوضحت الغانم أن هذه الأرقام تترجم مدى الإقبال والحضور الشعبي الذي تحظى به السينما في الدولة وبمختلف الأطياف والجنسيات التي يضمها المكان. ولكن في المقابل ــ وكما أشارت الغانم ـــ فإن السينما التي ينتجها الإماراتيون لم تصل حتى الآن إلى المرحلة التي يمكن أن نطلق عليها: “الصناعة السينمائية”، وهي الصناعة التي أصبحت عنصرا مهما للدخل القومي في بعض الدول مثل الولايات المتحدة والهند وجمهورية مصر وغيرها. وأكدت الغانم على أن حماس المخرجين الموهوبين ومبادرات التمويل ليست كافية في ظل ندرة كتاب السيناريو الجيدين، وفي ظل انعدام الوعي بالإشكالات المعقدة لعمليات ما بعد الإنتاج وتفاصيل الترويج والتسويق والدعاية، وفي ظل غياب الفنيين والتقنيين الذين يعتبرون مفاصل أساسية في الهيكل العام لأي فيلم ناجح. وتقول الغانم ورغم ذلك، فإن السينما في الإمارات تعتبر الأكثر غزارة والأكثر نضجا مقارنة بالدول المجاورة لنا، واشادت بالدور الكبير والجهد المقدر الذي قدمه الشاعر والسينمائي مسعود أمر الله لهذه الحركة الفنية الواعدة، ووصفت الغانم إخلاص أمر الله ووفائه ووقوفه بحرارة وحب مع السينمائيين الإماراتيين الشبان في بداياتهم أثناء ولادة مسابقة أفلام من الإمارات قبل عشر سنوات، بأنه كان السبب في انتباه المسؤولين بالقيمة الثقافية والاقتصادية الكبيرة لهذا الفن، فظهرت مهرجانات دولية كبرى في المكان، وأصبحت هناك جهات تمويلية باتت تنظر للأفلام كإحدى العناصر الاستثمارية على المدى الطويل، وذكرت من هذه المبادرات “مبادرة إنجاز في مهرجان دبي”، ومبادرة “سند” في مهرجان أبوظبي، بالإضافة إلى الخطط الإنتاجية الملحوظة لشركة “إيميج نيشن أبوظبي”، ومؤسسة “تو فور فيفتي فور” بأبوظبي أيضا. وفي نهاية مداخلتها أكدت الغانم على أن طموح السينمائيين الإماراتيين بحاجة لمن يسانده ويدعمه من كافة الجهات الحكومية والقطاعات الخاصة، وأشارت أن الجيل الحالي هو جيل يستند إلى وعي مختلف وأرضية علمية وأكاديمية قوية ويمكن لهذا الجيل أن يقدم في المستقبل القريب وبقليل من الصبر والاهتمام والرعاية أعمالا سينمائية لافتة ومبهرة في المشهد المحلي والدولي على السواء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©