(1) أمي التي تحملت كل الطرق غير المعبدة بين عُمان والإمارات قبل 35 سنة من أجلنا.. أمي التي ضحت بالوطن والصحراء وآلام لأضغاث أحلام ونهاية عمر، تحملت حرب الكويت .. وحرب لبنان .. والبوسنة والهرسك، وحدها تعبت من العطاء.. والصمت لـ السنين العجاف، لـ تباريحي بك، هي لا تنتظر الأعذار، ولا كلمة شكر، ولكن أين المنطق الذي ينصف كل الأشياء الجميلة من حولي ..
(2)
الحياة مراحل في كل مرحلة إما أن تجد حياة وإما أن تجد موتا، عليك جيداً أن تبحث عن مرحلة الموت قبل مرحلة الحياة ولأنني ضمير مستتر تقديره الـ ´آه?، ولأنك تستطيع أن تشتري بـ مالك كل شيء إلا قلبي .. أنا ما زلت أنا والغيم من تحتي، الذئب جائع، وجائع جداً هذه المرة، فالذئاب وحدها من تأكل الجن حتى وإن قرأت رواية محمد سيف الرحبي مرتين على الأقل.
(3)
هي تحبك أكثر من عدد أرقام النساء في جوالك
أنا أصيلة وبتشديد اللام، أعلم أن ابتساماتي كانت تنغرس في قلوبهم ليلة أمس كـ ´سكاكين? اليوم العاشر من شهر ذي الحجة، النخيل في بلدي تموت وهي واقفة، من تحبها أنت ستظل لك، ومن تحبه هي سيظل اسمه رمز الحماية لهاتفها ...
البكاء لا يعني الضعف في أغلب الأحيان، البكاء يعني الحاجة لـ ´قلب? أو خبز، البكاء لا يعني الألم، البكاء نتيجة خيبة أمل ما.
المشكلة بعض خيبات الأمل لا تكفيها الدموع، أنا أحتاج إلى رجل واحد حتى أفهمه، هو يحتاج لكل نساء الكون حتى يفهمني.
(4)
لا تجرحه دام الجرح ما سقاني
إلا القصايد والسهر لا عزمته
وينه ؟ يطمني ؟ ويبكي عشاني
مـ أنا تلحفته وفا .. لين نمته ؟
لو تهدم صروف الليالي كياني
حشمتها وانت الوفا ما حشمته
(5)
يُقال إن الأماكن التي تجمعنا .. هي نفسـهـــا التي تفــرقنا بعد عقدين من الزمن، يقال أيضاً إن المسافة بين اللقاء والرحيل هي أقرب للضياع حتى وإن حفظت رسائلك في صندوق أصغر من الحب .. يقال إن الليل الذي يذكرني بك، هو نفسه الفجر الذي يجمع أحلامنا الطويلة والتي لا تلتقي جباهنا فيها، لا أستطيع أن أضع رأسي بـ ´رأسك?.
المسألة باتت أصعب من المساحات الفارغة ومن الفضاء الممتد، أحبك مثلما أحب ذلك الطفل الذي يشبهني فيك.
تبكي الأرض، وحدها الأرض التي جمعتنا لن تفرقنا، هو إحساسي بها لا يخيب، وحدها خلقتنا وحشرتنا في نفس الأزمنة، وبين نفس الزوايا لـ ´نبقى? على الوعد، تبكي الأرض عندما تموت النخيل بك يا صديقي.
أصيلة المعمري
شاعرة وكاتبة عمانية
عدد اليوم
