الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات التقنية الأجنبية الكبرى تتعثر في الصين

شركات التقنية الأجنبية الكبرى تتعثر في الصين
22 نوفمبر 2013 22:04
أعلنت شركة سيسكو سيستمز الأميركية الأولى عالمياً في صناعة معدات الشبكات، انخفاض الطلبات الصينية خلال آخر ربع بنحو 18% بالمقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي. وتتوقع الشركة انخفاض العائدات العالمية خلال الربع الحالي بنسبة تتراوح بين 8 و10%، نظراً لاستمرار ضعف الطلب الصيني. كما أعلنت في وقت سابق كل من «آي بي أم» و«هيولت باكارد» وشركة مايكروسوفت، عن تراجع في مبيعاتها للصين خلال الفصول الأخيرة. ويفسر المراقبون هذا التراجع بعدد من الأسباب التي تتضمن، بطء وتيرة نمو الاقتصاد الصيني المتعلقة بالاجتماع الأخير للحزب الشيوعي الحاكم ولتوجه الشركات الصينية القوي نحو استخدام الموارد المتوفرة على الصعيد المحلي. لكن مسؤولي سيسكو هم الأكثر صراحة حتى الآن في توضيح خفض العملاء الصينيين، خاصة الذين تربطهم علاقة بالحكومة، لمشترياتهم الإلكترونية من أميركا، كرد فعل للقيود التي تفرضها أميركا على الشركات الصينية وعمليات الرقابة من قبل وكالة الأمن القومي. وفي رد لسؤال طرح عبر الهاتف على جون شيمبرس المدير التنفيذي لشركة سيسكو، حول مدى التأثير الناتج عن عمليات الرقابة هذه على النشاط التجاري في الصين، اعترف قائلاً: «لا شك في أن لذلك تأثير بشكل أو أخر». بينما قال روب ليود، مدير التطوير والمبيعات في الشركة، إن التوترات الحكومية قادت إلى خلق شيء من التراجع في المبيعات. المنتجات الإلكترونية وأشار بعض المحللين لآراء مشابهة، حيث أكد مارك ماكيشني، من شركة أيفركور بارتنرس، إلى أن تداعيات عمليات الكشف هذه لا تخلو من التأثير الحقيقي على مستوى الإنفاق على المنتجات الإلكترونية. وفي الشهر الماضي، ذكر أد ماجواير المدير الإداري لدى بنك سي أل أس أيه الأسيوي الاستثماري، أن هذه الإفصاحات ربما تعمل على تغيير مجرى عمل شركات التقنية الأميركية من خلال زيادة الحصة السوقية للمؤسسات الصينية. ويجئ ضعف أرقام المبيعات وسط توترات تجارية بين أميركا والصين، حيث أججتها عمليات الكشف التي أفصحت عنها وكالة الأمن القومي. وأعربت إحدى وكالات الأنباء التابعة للحكومة الصينية عن قلقها حيال استخدام معدات التقنية الأجنبية. وعلى صدر صفحتها الأولى، نشرت تشاينا إيكونوميك الأسبوعية، مقالاً بعنوان «احذر إنه يراقبك»، حيث رصدت أسماء ثماني شركات من بينها سيسكو وآي بي أم ومايكروسوفت، محذرة من تشكيلها خطراً على شبكات الكمبيوتر الصينية. ويجدر بالقول، إن الشركات الأميركية لا تواجه جميعها مشاكل في الصين، حيث ذكر براد بروكس، المدير التنفيذي لشركة جونيبر نيتوركس المنافسة لشركة سيكسو، أن شركته لم تواجه أي تراجع في مبيعاتها في الصين. وأضاف أن المبيعات ارتفعت خلال آخر فصل من السنة الحالية لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ بما في ذلك الصين، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. كما أعلنت إي أم سي العاملة في صناعة أنظمة التخزين، أن الشركة حققت نمواً مقبولاً في الصين خلال الشهر الماضي. وكانت شركة أبل الأميركية للإلكترونيات قد أعلنت عن تحقيق مبيعات قدرها 35,3 مليار دولار خلال العام الثاني من العام الحالي ع اشتداد المنافسة في السوق. وذكرت الشركة التي تنتج الهاتف الذكي آي فون والكمبيوتر اللوحي آي باد أن أرباحها خلال الربع الثاني من العام الحالي انخفضت إلى 6,9 مليار دولار مقابل 8,8 مليار دولار خلال الفترة نفسها من العام الماضي في حين زادت الإيرادات بمقدار 300 مليون دولار فقط خلال الفترة نفسها. جاءت هذه النتائج الضعيفة، رغم أن الشركة باعت خلال الربع الثالث من العام المالي الحالي 31,2 مليون هاتف آي فون وهو رقم قياسي، مقابل 26 مليون هاتف خلال الفترة نفسها من العام الماضي. ولكن مبيعات آي باد تراجعت لأول مرة منذ بدء إنتاج هذا الجهاز عام 2010 حيث باعت 14,6 مليون جهاز مقابل 17 مليون كمبيوتر خلال الربع الثالث من العام المالي الماضي. وشكلت الصين 13? من إجمالي مبيعات أبل أو خمسة مليارات دولار في الفترة من أبريل إلى يونيو بانخفاض بنحو 19? عن الربع السابق. وكانت هونج كونج نقطة ضعف ملحوظة. وقال تيم كوك الرئيس التنفيذي لأبل في مؤتمر مع المحللين عبر الهاتف «ليس من الواضح تماما لماذا حدث ذلك». سوق التكنولوجيا ويقول المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية كين جانج، أن الصين تتعامل مع الدول الأخرى من منطلق الاحترام المتبادل، في حين تعمل الحكومة على حماية الأمن والمصالح الوطنية. وتشكل الصين 10% من سوق التكنولوجيا العالمية، إضافة لما بين 15 إلى 20% من الطلب العالمي للأجهزة. ووفقاً لبنك سي أل أس أيه الاستثماري، تهيمن الشركات الصينية على 70% من السوق المحلية لمعدات الاتصالات السلكية واللاسلكية، بينما تسيطر نظيراتها الغربية على 70% من مبيعات مخدمات الكمبيوتر. وعكفت الصين لفترة طويلة من الوقت، على تطوير موردي المنتجات التقنية، على حساب العلامات التجارية الأجنبية، مع أن بعض المراقبين رأوا زيادة في هذا التوجه خلال الأشهر القليلة الماضية. وحذر المجلس الأميركي الصيني للأعمال، في تقريره الذي صدر في أكتوبر الماضي، من أن المنظمين الصينيين يعملون على إصدار السياسات التي تكفل دعم الشركات المحلية وتعزيز الأمن ضد القرصنة الإلكترونية بطرق تضر بالموردين الأجانب. وذكرت شركة إنفينتك المتخصصة في صناعة المخدمات للشركات الأجنبية بما فيها أتش بي، أن عملائها تأثروا بالتركيز الجديد على الموردين المحليين. وحقق قطاع التجارة الالكترونية إيرادات بقيمة 5,98 تريليون يوان (807 مليارات دولار) في النصف الأول من عام 2013 بارتفاع نسبته 45,3% بالمقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة مؤخرا أن التنمية السريعة لشبكة الإنترنت عززت التجارة الإلكترونية وكذلك استهلاك المعلومات في الصين أكبر دولة من حيث عدد مستخدمي الإنترنت. وارتفع حجم الاستهلاك في منتجات المعلومات وخدماتها بنسبة 20,7% في النصف الأول من هذا العام على أساس سنوي لتصل قيمته إلى 2,07 تريليون يوان. وارتفع حجم إنتاج الهواتف الذكية بنسبة 120% ليصل إلى 214 مليون وحدة. فوائد إيجابية وفي غضون ذلك، أعرب بعض الموردين المحليين عن ارتياحهم لجنيهم للفوائد الناتجة عن مثل هذا التوجه. ويؤكد ذلك لي يونج مينج، المدير العام في سوجون إنفورميشن لصناعة المخدمات، بقوله :»التوجه الحالي في الصين كالتالي، نحن في حاجة لاستخدام المنتجات المحلية التي نتميز فيها بالقوة بالشكل الذي يواكب خطط الحكومة في قطاع التقنية». وأشار يونج لفوز الشركة ببعض عقود معدات الشبكات، بيد أنها واجهت صعوبات في سبيل بيعها للبنوك التي تسيطر عليها شركة آي بي أم منذ وقت طويل. وتمثل الجهود التي تبذلها أميركا بجانب حلفائها من أجل تنظيم عمل شركة هواوي تيكنولوجيز الصينية، مصدراً آخر من مصادر التوتر. وتقوم الشركة بإنتاج معدات الشبكات والاتصالات السلكية واللاسلكية، حيث تنافس سيسكو في بعض المناطق. وطالبت الحكومة الأميركية هذا العام، شركة سوفت بنك وشركة سبرينت، بإعطاء الحكومة حق الفيتو في بعض مشتريات سبرينت من معدات الشبكات وتوفير الخدمات. وتهدف الاتفاقية الأمنية إلى تقليص حصول الموردين الصينيين على نصيب من الشبكات الأميركية. نقلاً عن «وول ستريت جورنال» ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©