الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«أبوظبي للعلوم» يقرن المعرفة النظرية بالتجربة العملية

«أبوظبي للعلوم» يقرن المعرفة النظرية بالتجربة العملية
26 نوفمبر 2011 12:48
تختتم اليوم السبت فعاليات «مهرجان أبوظبي للعلوم» الذي شهد حضورا كثيفا من الجمهور في كل من «مركز أبوظبي الوطني للمعارض» وكورنيش العاصمة. والمهرجان الذي تنظمه «لجنة تطور التكنولوجيا» ويقام للمرة الأولى في الوطن العربي، يقدم مجموعة من العروض التي تتناول دور العلوم الحديثة في التصدي للتحديات البيئية. وقد شكلت أجواؤه التفاعلية على مدى الأيام الثمانية الفائتة مشهدا حضاريا أضاف إلى الإمارة المزيد من العلامات البارزة على صعيد تنظيم الأحداث الهادفة. من العناوين اللافتة التي تشكل محور اهتمام الكبار والصغار في المهرجان، العروض والمعروضات التفاعلية وورش العمل الممتعة التي تتضمن شرحا وافرا من المرشدين العلميين. والتي تهدف إلى إطلاع الزوار من مختلف الأعمار على الجوانب العلمية للطاقة المتجددة. ولما كانت حكومة أبوظبي تقوم باستثمارات واسعة في مجال الاستدامة ومصادر الطاقة البديلة، وتؤدي دوراً محورياً في النقاش العالمي الدائر حولها، فهي تسعى من خلال المهرجان إلى تعزيز اهتمام الأطفال بالعلوم والتكنولوجيا والابتكار. وذلك من خلال شرح القواعد العلمية المتعلقة بها بطريقة مبسطة لا تخلو من المرح. تجربة وخبرة لكل من لم تسنح له الفرصة بعد بزيارة المهرجان، فإنه لابد من اصطحاب العائلة اليوم للتعرف إلى فعالياته الـ 150 سواء في «مركز المعارض» أو عند الساحة الغربية للكورنيش. وهناك سيكون واضحا للجميع أن موضوع الاستدامة يشكل أحد المحاور الرئيسية للمهرجان الذي يقدم تجارب حية للأطفال والعائلات. حيث يكتشفون بأنفسهم أهمية الدور الذي يمكن أن يلعبوه في الحفاظ على بيئة نظيفة. ومن الفعاليات الخاصة بهذا الحقل، معروضات تفاعلية حول الطاقة الكهرومائية، طاقة الرياح، طاقة الأمواج والطاقة الشمسية. وعروض أخرى تتناول التقنيات الحديثة التي تسهم في تعزيز البيئة، بما في ذلك الوقود الحيوي والطاقة المتجددة وإعادة التدوير، إضافة إلى تعليم الأطفال كيفية استخدام وسائل عملية للحفاظ على البيئة. وهنا بإمكان الناشئين المشاركة في ورش العمل وبناء توربينات الرياح لتوليد الكهرباء. وتسهيلا لعملية الفهم لدى صغار السن من جمهور المهرجان، فقد عملت اللجنة المنظمة على تدريب أكثر من 500 مرشد علمي من جامعات أبوظبي والتعليم العالي، لتقديم المعلومات اللازمة والشرح عن الفعاليات. وهم منذ اليوم الأول لإطلاق الحدث الضخم، يعملون بين أجنحة المهرجان وورش عمله، بكثير من الجدية والالتزام. ويتحدث الطالب عبدالله أبو جعفر، الذي يدرس محاسبة في جامعة أبوظبي، عن طبيعة عمله في المهرجان كمشرف علمي. ويقول «المشاركة في المهرجان تجربة جديدة بالنسبة لي. وهي مفاجأة مفيدة جدا لأنها تكسبني الكثير من الخبرة الحياتية التي لم أكن لأحصل عليها لولا احتكاكي اليومي بالناس». ويشير إلى أن الطلبة من صغار السن يطرحون الكثير من الأسئلة، مما يدل على اهتمامهم بالمواضيع التي يشاهدونها. ويضيف «أنا مشرف على مختبر الدم، وهنا لاحظت أن شريحة غير قليلة من الطلبة تدون المعلومات الجديدة على دفاترها الخاصة. وأحيانا يقوم البعض برسم المسائل النظرية بطريقة فنية وفقا لما يفهمونه من الشرح». ويؤكد أن الحقائق المقدمة في المهرجان، هي في غاية الأهمية، شارحا «لذا كان من الضروري أن نقوم بتبسيطها للأطفال حتى يستوعبوها. ولاسيما أن هنالك الكثير من الأدوات الخطيرة والمعقدة التي تستعمل في هذا المجال». ويرى أبو جعفر أن الإقبال على المهرجان يدل على نجاح فعالياته، التي أثبتت أن خروج الطالب من الأجواء الروتينية أمر ضروري لتعزيز قدراته. ومنحه المزيد من الطاقة لفهم المعلومات العلمية بطريقة عملية أكثر سهولة. ورش متخصصة من جهتها، تذكر مريم أحمد، طالبة دراسات مالية في جامعة أبوظبي، أن مهمتها كمرشدة علمية في المهرجان لم تكن سهلة كما توقعت. وتقول «الأمر مسؤولية والتزام وخصوصا في التعامل مع الطلبة الصغار. وكوني أشرف على ورشة «سحر الكرباء»، فقد كان لابد من إعادة الشرح عدة مرات وبأساليب مختلفة لتوصيل الفكرة الصحيحة». وتشير إلى أنها تستمتع حين تشعر بالتفاعل من قبل الأطفال الذين يفاجئونها بأسئلتهم الذكية، وأحيانا بصياغتهم للعبارات العلمية التي يحفظونها. وتقول «هذه التجربة هي الأولى بالنسبة لي على صعيد إدارة الفريق والتحدث أمام العامة. وأظن أن هذا الأمر سيعود علي بالفائدة في مجال عملي مستقبلا». وتضيف أن التعامل مع الأطفال متعة لأنهم مختلفو الأطباع. منهم العنيد ومنهم الهادئ ومنهم سريع البديهة ومنهم كثير الاستفسارات. لكنهم جميعا يمرحون بالطريقة نفسها ويعبرون عما في داخلهم ببساطة وتلقائية». وتعلق نور أحمد عن حسن التنظيم، وهي معلمة تربية وطنية في مدرسة «البداية» التي اصطحبت مجموعة من طلبتها إلى المهرجان. وتقول «الحدث رائع لأنه مخصص للأطفال بكل ما يحتاجون إليه من وسائل المعرفة. وقد لمست ذلك مع طلبتنا الذين كانوا مبهورين بكل ما يرونه من وسائل جذب». وهي تشدد على أهمية تقسيم الفعاليات بحسب الفئة العمرية لصغار السن وبحسب الاهتمامات المختلفة. وتضيف «نحن كهيئة تعليمية نتمنى أن تتكرر مثل هذه الفعاليات على مدار السنة لأنها تساعد على استيعاب الطلبة للأمور العلمية المعقدة. فمن المفيد جدا أن يشعر الطفل بقدرته على تطبيق مثل هذه الأمور بنفسه». وتشير نور أحمد إلى أن ورش العمل المنتشرة في المهرجان تؤكد حرص المنظمين على إيصال الرسائل العلمية بشكل مبسط إلى المشاركين من طلبة المدارس. وتوضح «لا يكفي أن نشرح للصغار حقائق التكنولوجيا، وإنما لابد من جعلهم يعيشون التجربة بحذافيرها». وتورد أن هذه هي المرة الأولى التي تقوم فيها مدرستها بتنظيم رحلة ميدانية من هذا النوع للطلبة. وتشرح «اصطحبنا معنا 6 شعب، قاموا بأعمال تطبيقية بمساعدة المرشدين العلميين الذين يمتازون بالصبر والأسلوب المرن». القيام بالتجارب تقول إيمان محمد، معلمة علوم في مدرسة «اللولو» للتعليم الأساسي للبنات «لا أحد يمكن أن ينكر حجم الرقي الذي يمتاز به المهرجان الموجه إلى فئة الطلبة من صغار السن». وتذكر أن أكثر ما لفتها فيه، أن المعروضات بمجملها تخدم المناهج العلمية لدى المدارس. «وأكثر من ذلك فقد شكلت زيارة المهرجان متعة لنا كمدرسات ومتعة للطالبات اللاتي لم يتركن ركنا إلا وتوجهن إليه بقصد الوقوف عند أبعاده». وتشير إلى أهمية توفير القيام بالتجارب الشخصية، ومنها المشاركة في استخدام المواد الكيميائية ومراقبة تفاعل المواد فيما بينها. وتستطرد أحمد أن الطالبات قمن بتدوين كل الملاحظات عن معروضات المهرجان وورش عمله، وقمن بإعداد تقارير عنها للمدرسة. وكذلك بتقديم ملخص لزميلاتهن في الصفوف الأخرى، عن أهم ما تعلموه من هذه الزيارة الميدانية. وتتابع «كان أكثر ما لفتهن الجناح المخصص للشرح عن تاريخ الفراعنة وكيفية تحضير المومياء، وذلك بأسلوب مبسط يتناسب مع سنهن». وتذكر نايفة الزعبي، مسؤولة المختبر العلمي في مدرسة «كامبريدج»، أن الطلبة عدا عن استمتاعهم بالمهرجان، فقد استفادوا من المعلومات التي استقوها بشكل علمي وعملي. «وهذا من شأنه أن يرسخ المعلومات في أذهانهم، ولاسيما أن المعروضات التفاعلية تساعدهم على فهم التغيير المناخي وكيفية التعامل معه والحفاظ على البيئة. وكذلك ورش العمل والعروض المتنوعة التي يوفرها المهرجان بأسلوب شيق». ويحتل معرض «ألف اختراع واختراع» يحتل حيزا واسعا من الأجنحة المعروضة على كورنيش العاصمة، وستستمر فعالياته إلى ما بعد انتهاء المهرجان حتى 24 ديسمبر المقبل. ومما تتضمنه أجنحة المعرض الحائز جوائز عالمية، فيلم «مكتبة الأسرار» الذي نال إعجاباً واسعاً في بلدان مختلفة وحاز جوائز عدة. يقوم ببطولته سير بن كينجزلي الحائز جائزة الأوسكار. وتدور قصته حول ثلاثة طلاب يتوجهون بزيارة إلى مكتبة قديمة لإعداد بحث عن «العصور المظلمة». وما يجدونه بداخلها يغير نظرتهم حول عالمهم تغييراً مثيراً، إذ يظهر أمامهم بعض المخترعين العباقرة ورواد العلم والتقنية وكأنهم عادوا إلى الحياة. وقد فاز هذا الفيلم بأكثر من 20 جائزة عالمية، كـ»أفضل فيلم» في مهرجانات لندن ولوس أنجلوس وكان ونيويورك. اختراع وإبداع يضيء «جناح الهندسة» في المعرض على أهمية الاختراع والإبداع. ويتعرف خلاله الزوار على «الجزري» أستاذ الهندسة الذي اخترع ساعة الفيل التي أصبح ذكرها كالأساطير. وهو اخترع عدة آليات تستخدم في حياتنا اليومية وفي كل مكان على الأرض. وتعرف إحدى الألعاب الإلكترونية الزوار إلى أثر العالم الإسلامي في البيت الحديث، كما إن أجهزة ميكانيكية تم إنتاجها حسب المواصفات القديمة تبين كيف كان من الممكن استخدام طاقة الرياح والماء لإحداث ثورة في عالم الزراعة. وبالانتقال إلى «جناح المستشفى»، يظهر كيف اخترع الطبيب الأندلسي «الزهراوي» مئات الأدوات والتدابير الجراحية قبل أكثر من ألف سنة. وكيف أن اختراعاته لا تزال حتى اليوم تنقذ حياة المرضى في المستشفيات الحديثة. وتتيح غرفة العمليات في الجناح الاطلاع على التدابير الجراحية التي كان يقوم بها عباقرة الطب القدامى. وتتولى لجنة أبوظبي لتطوير التكنولوجيا و»توازن» بالتعاون مع «دولفين للطاقة» وبالشراكة مع «مجلس أبوظبي للتعليم» تقديم «مهرجان أبوظبي للعلوم»، بهدف دعم خطط الإمارة الطويلة الأمد لتنمية رأس المال البشري، وتحقيقاً لأهداف اللجنة في ترسيخ العلوم والتكنولوجيا والابتكار في مختلف المجالات والأصعدة في الإمارة. وتنبثق فكرة «مهرجان أبوظبي للعلوم» من أهمية الأثر الذي تعكسه التجربة الحقيقية على أفكار النشء حول مهنة المستقبل. وهو بأنشطته الحية التي تخاطب كل الحواس، مصمم لإدهاش صغار السن وإثارة فضولهم العلمي وذلك من عمر 5 أعوام حتى 15 عاما. وإذ تثبت دراسات أنه خلال هذه المرحلة العمرية، تتشكل النواة الأولى التي تلعب لاحقا دورا بارزا في حياة العلماء، وجميع الذين يخوضون غمار التكنولوجيا. فإن المهرجان الذي من المقرر أن يقام سنويا، هو حجر الأساس لمشروع نشر الوعي التفاعلي للأجيال المقبلة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©