أرباح شركات الاتصالات المدرجة بسوق أبوظبي للأوراق المالية تتراجع 12,2% بنهاية الربع الثالث من العام الحالي

ضغطت المنافسة التي يشهدها سوق الاتصالات على أرباح الشركات الثلاث المدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي والتي تراجعت بنسبة 12,2%، لتصل إلى 7,18 مليار درهم مقارنة مع 8,18 مليار درهم للفترة ذاتها من العام الماضي. وتراجعت أرباح مؤسسة الإمارات للاتصالات “اتصالات” في الإمارات للأشهر التسعة بنسبة 8,4%، لتصل إلى 5,13 مليار درهم مقارنة مع 5,60 مليار درهم للفترة ذاتها من العام الماضي، وانخفضت أرباح شركة الاتصالات القطرية “كيوتل” بنسبة 17,8% لتصل إلى ملياري درهم مقارنة مع 2,43 مليار درهم، وتراجعت أرباح شركة الاتصالات السودانية “سوداتل” 68,3% لتصل إلى 50 مليون درهم مقارنة مع 158 مليون درهم. وقال محللون ماليون، إن تشبع اسواق الاتصالات في الدول التي تعمل فيها الشركات الثلاث، يساهم في تراجع حصصها لصالح المشغلين الجدد، ففي الإمارات تعمل شركة “دو” إلى جانب “اتصالات”، وفي قطر تعمل شركة “فودافون” إلى جانب “كيوتل”، وفي السودان يوجد منافسان لـ”سوداتل” هما زين الكويتية، و”إم تي إن” الجنوب أفريقية. وبحسب النتائج المعلنة، انخفضت أرباح الشركات الثلاث للربع الثالث من العام بنسبة 5,4%، لتصل إلى 2,28 مليار درهم مقارنة مع 2,41 مليار درهم، وسجلت أرباح “اتصالات” انخفاضاً طفيفاً، خلال الربع الثالث بنحو 0,57% لتصل إلى 1,72 مليار درهم مقارنة مع 1,73 مليار درهم. وانخفضت أرباح “كيوتل” 13% إلى 567,05 مليون درهم مقارنة مع 651,90 مليون درهم، في حين منيت شركة “سوداتل” بخسارة خلال الربع الثالث بقيمة 35,2 مليون درهم، مقارنة مع أرباح بقيمة 9,59 مليون درهم للفترة ذاتها من العام الماضي. ولوحظ من ميزانيات الشركة الثلاث أن سعر الصرف وتحويلات العمليات الخارجية، اثرا سلبا على أرباح الشركات، حيث تحملت مؤسسة “اتصالات” فروق صرف ناتجة عن تحويل العمليات الخارجية لشركاتها التابعة بقيمة 478,56 مليون درهم أكثر من 3 اضعاف مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي والبالغة 102,36 مليون درهم. وبلغت قيمة المبيعات الخارجية لـ”اتصالات” نحو 6 مليارات درهم، تعادل نحو ربع اجمالي الايرادات مقابل 17,94 مليار درهم الايرادات المتحققة من سوق الإمارات. وقال المحلل المالي وضاح الطه “من الملاحظ وجود ارتفاع كبير في فروقات الصرف من تحويل مبيعات الشركات التابعة لـ(اتصالات) في الخارج، الأمر الذي يتعين فيه على الشركة تأسيس ادارة متخصصة، تعمل على اختيار توقيت التحويل والعملة المستخدمة عند التحويل، خصوصا بعدما أصبحت المبيعات الخارجية تشكل ربع الايرادات، ويتوقع ان ترتفع مساهمتها خلال الفترة المقبلة بشكل كبير، ويمكن أن تصل إلى 50% من اجمالي ايرادات المجموعة”. وقالت شركة “سوداتل”، إن التغير في سعر صرف الدولار مقابل الجنيه السوداني أثر سلباً على أرباح الشركة، حيث ارتفع سعر الدولار الواحد امام الجنيه من 2,37 جنيه في سبتمبر 2010 إلى 2,68 جنيه في سبتمبر 2011 بارتفاع 13%، كما اثرت المنافسة التي يشهدها سوق الاتصالات في السودان سلبا على أرباح الشركة. في المقابل، ارتفعت ايرادات الشركات الثلاث للأشهر التسعة بنسبة 9,1% لتصل إلى 49,11 مليار درهم مقارنة مع 45 مليار درهم، وذلك بدعم من عملياتها في الأسواق الخارجية خصوصا “اتصالات” وكيوتل”، حيث تعمل “اتصالات” في نحو 18 دولة، كما تعمل “كيوتل” في 17 دولة. ونمت ايرادات مؤسسة “اتصالات” خلال الأشهر التسعة الأولى بنسبة 3% بما يعادل 686 مليون درهم، لتصل إلى 24 مليار درهم مقارنة مع 23,32 مليار درهم. وارتفعت ايرادات شركة “كيوتل” بنسبة 16,6% لتصل إلى 23,57 مليون درهم مقارنة مع 20,2 مليون درهم، واستقرت ايرادات “سوداتل” عند مستويات الأشهر التسعة نفسها من العام الماضي تقريبا بقيمة 1,53 مليار درهم. وحافظت “اتصالات” على صدارتها من حيث حجم الأصول التي بلغت بنهاية الأشهر التسعة إلى 76 مليار درهم، و”كيوتل” 8,41 مليار درهم و”سوداتل” 8,41 مليار درهم. ومن حيث حقوق الامتياز، بلغ حق الامتياز الاتحادي الذي يتعين على “اتصالات” سداده عن الأشهر التسعة الأولى من العام والبالغ نسبته 50% من الأرباح نحو 5,13 مليار درهم، وتسعى “اتصالات” من خلال المفاوضات مع الحكومة إلى خفض هذه النسبة، بعدما فرضت نسبة 15% كأول حق امتياز على شركة “دو”. في حين، حققت “كيوتل” أرباحا اضافية بقيمة 554 مليون درهم، من قرار الحكومة القطرية خفض رسم الامتياز المفروض على الشركة من 25% إلى 12,5% من صافي أرباحها كرسوم صناعة بالاضافة إلى 1% من اجمالي ايراداتها كرسوم ترخيص. وقال المحلل المالي وضاح الطه، إنه في حال نجحت جهود مجلس ادارة “اتصالات” في خفض حق الامتياز الاتحادي البالغ نسبته 50% من ارباح المؤسسة، فإن ذلك سيدعم المركز المالي كثيرا للمؤسسة، خصوصا انها تواجه تحديات عدة خلال المرحلة المقبلة، منها ما يتعلق بظروف المنافسة في السوق الداخلي، حيث ترتفع حصة المشغل المنافس على حسابها، اضافة إلى أن التقنيات الجديدة تتيح اجراء مكالمات دولية، بدون تكاليف تذكر، وهو ما يؤثر على ربحية الشركة. وبالنسبة لعدد المشتركين، تجاوز عدد مشتركي الهواتف المتحركة لدى مجموعة الاتصالات 130 مليون مشترك منهم 7,5 مليون مشترك في الإمارات، وبلغ عدد مشتركي “كيوتل” في سوقها المحلي والدولي 82,4 مليون مشترك، ويقدر عدد مشتركي “سوداتل” نحو 6 ملايين مشترك. وتعتبر الإمارات في مقدمة دول المنطقة الأعلى انتشارا من حيث نسبة انتشار الهواتف المتحركة التي تتراوح بين 196 و200%، ويقدر عدد مشتركي الهواتف المتحركة في الدولة بنحو 11,16 مليون مشترك. ومن حيث الإنفاق الرأسمالي، حافظت “اتصالات” على قاعدتها الرأسمالية مدعومة بمركز مالي قوي بلغ 10,5 مليار درهم بنهاية الربع الثالث، مع الحفاظ على موقف تمويلي جيد وسيولة مالية كافية لتغطية مستحقات القروض، بالإضافة إلى تمويل النفقات الرأسمالية ضمن وجودها الدولي وبحسب البيانات المالية، بلغ مخصص الديون المشكوك في تحصيلها لدى “اتصالات” بنهاية الربع الثالث نحو 123,873 مليون درهم، وجنبت المؤسسة مخصصات بقيمة 414 مليون درهم متعلقة بالتزامات ضريبية غير مباشرة محتملة في إحدى الشركات التابعة للمجموعة في الخارج، وقامت “اتصالات” في نهاية سبتمبر الماضي بإعادة تصنيف قرض بمبلغ 631 مليون درهم إلى مطلوبات متداولة، حيث يستحق السداد خلال 12 شهرا.