الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«هايان» والعلاقات الأميركية- الفلبينية

22 نوفمبر 2013 23:08
يضيء القمر على شاطئ تاكلوبان المدمَّر، بينما تحلق طائرة شحن عسكرية أميركية حول مهبط الطائرات. وفي داخل الطائرة، يغفو جنود البحرية الأميركية على «أجولة» أرز وإمدادات أخرى بارتفاع 7 أقدام، بينما تتدلى أقدامهم فوق رؤوس عمال المساعدة، الذين يجلسون على مقاعد إضافية، في اتجاههم إلى أكثر المناطق تضرراً من إعصار هايان. وتبدو بقع النيران متفرقة في تلك المناطق، حيث بدأت المياه تنحسر، بعد أن بلغ ارتفاع العاصفة زهاء عشرين قدماً. ويواصل الجنود الأميركيين التدفق إلى الدولة، وتبدو الآثار الأميركية الكبيرة والمتزايدة واضحة للعيان، لكن القادة الأميركيين على الأرض، يؤكدون مراراً وتكراراً أنهم يأخذون تعليماتهم من الجيش الفلبيني والشرطة. وفي واقع الأمر، أخذ التعاون العسكري بين الولايات المتحدة والفلبين يزداد قوة خلال الأعوام الماضية من التدريبات المشتركة، وتؤتي هذه العلاقات أكلها في الوقت الراهن، إذ يقول مسؤولون في الجيش الأميركي «إنهم يسحبون أسطولهم من المحيط الهادئ إلى الدولة للمساعدة في جهود الإغاثة». ويقول قائد أركان لواء بعثة البحرية الثالث، «إنهم يقودون طائرات الهليكوبتر ذات الصناعة الأميركية ويتدربون معنا باستمرار»، مضيفاً «إن لديهم قدرات فائقة». وإلى جانب مدرج الطائرة، يجلس عشرات من سكان تاكلوبان ينتظرون في صفوف منتظمة إجلاءهم مما يصفه خبراء الأعاصير في قنوات الطقس بأنه «ذروة أي نظام استوائي رأيناه على كوكبنا». وثمة بداية لبعض بوادر عودة الحياة إلى الطرق، حيث يمكن الآن للسيارات البدء في محاولة شق طريقها عبر المدينة الساحلية، بينما تعمل الجرافات على مدار الساعة لإزالة الأطلال التي تمثل أهم الأولويات. ووصلت أمس إلى المنطقة مجموعة من سفن البحرية الأميركية، وأحضرت معها معدات هندسية ثقيلة، تشمل مزيداً من الجرافات والمضخات وشاحنات النفايات والحفارات، بناء على طلب الحكومة الفلبينية. وأشار القائد الأعلى «ديني ويثيرالد»، الذي يقود الأسطول الأميركي البحري السابع، إلى أن هذه الشاحنات ستعمل على إخلاء الطرق كي تمكن أفراد الجيش الفلبيني من نقل الغذاء والمياه والغاز بمفردهم». وأضاف «يمكننا نقل الأشياء، لكن من المهم أن نساعد على تشغيل شبكة النقل المحلية». ولفت قائد لواء بعثة البحرية الأميركية السابع الجنرال باول كيندي، إلى أنه كان في الفلبين منذ شهر فقط، موضحاً أن التدريبات مع الجيش الفلبيني خلال حياته المهنية ساعدت على بناء علاقات قوية بين الجيشين. وعندما عاد لواؤه في أعقاب الإعصار، تعرفوا إلى نظرائهم مباشرة، ويقول كيندي «تنظر من حولك وتتذكر .. اعرف هذا الشخص». وأضاف كيندي «كنت آتي إلى هناك خلال الأعوام الثلاثين الماضية ذهاباً وإياباً» موضحاً أن أحد المسؤولين لديه قضى وقتاً طويلاً في الفلبين أثناء عمله في السفارة، ومن خلال علاقاته الآن، يمكنه العمل على نقل المساعدات بصورة أسرع. ويوجه قائد القوات البرية والبحرية والجوية الأميركية السابق في الفلبين روي ترينداد جهود المساعدات في مطار تاكلوبان، حيث بات سقف المبنى الذي ضربه الإعصار يشبه مشروع مدرسة ابتدائية هجر في مراحله الأولى. وخصص كيندي واحدة من السيارات التابعة لوحدته للقائد ترينداد الذي يغطي جهود الإغاثة في مناطق شاسعة، لكنه كان يقضي معظم الوقت سيراً على الأقدام». وإذا كان التواجد الأميركي نادراً ما يرحب به في مناطق أخرى من العالم، فإن السكان هنا في الفلبين يعربون بشكل متكرر عن امتنانهم لأفراد الخدمة الأميركية، عندما يرونهم في أروقة الفنادق والمقاهي حول مانيلا. ومع إقلاع الرحلة من «تاكلوبان»، صاح أحد الأشخاص الذين تم إجلاؤهم، بينما كان يجلس واضعاً إحدى قدميه على الأخرى داخل الطائرة الهيلكوبتر «شكراً لكم». وسرعان ما انضم له مجموعة كبيرة في إعرابهم عن الشكر، بينما كانوا يحملون ما يمتلكونه في هذا العالم داخل حقائب مدرسية وأكياس بلاستيكية. ‎آنا مولرين تاكلوبان – الفلبين ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©