زار كبار الممثلين والمخرجين العالميين قصر ´آيت بن حدو? وسط المغرب لتصوير أفلامهم أمثال راسل كرو ومايكل دوغلاس وريدلي سكوت وعمر الشريف ومارتن سكورسيزي وأوليفر ستون وتيموثي دالتون، وخرجت من أروقة هذا الموقع التاريخي ومحيطه أعمال سينمائية حصدت جوائز عالمية مثل لورانس العرب وجوهرة النيل والمصارع والإسكندر والمومياء وشاي في الصحراء، وعطيل، وكوندوم، والرجل الذي كان يعرف أكثر مما يلزم، وكليوباترا وغيرها الكثير.
ويحظى قصر آيت بن حدو باهتمام السينمائيين وعلماء الآثار فقد تم تسجيله سنة 1987 ضمن الثراث الإنساني العالمي، وصُورت به العديد من الأفلام التاريخية ويستقبل سنويا عشرات المشاريع لتصوير الأفلام السينمائية والوثائقية التي تستغل هذا الموقع كديكور سينمائي.
وكان لضمه إلى قائمة التراث العالمي أثرا بالغا على أهميته السياحية، فرغم بعده عن العاصمة الرباط بـ 530 كلم وصعوبة الوصول إليه إلا أنه يشهد زيارات مكثفة لأفواج السياح حيث يزوره سنويا أكثر من 150 ألف سائح.
ويعتبر قصر آيت بن حدو، بهندسته المتميزة، نموذجا للسكن التقليدي بالجنوب المغربي، وهو عبارة عن قلعة من الرمل مبنية وسط حقل تملأه أشجار اللوز، ومحاطة بتجمع بنايات تقليدية شيدت من الطين وأحيطت بأسوار دفاعية وأبراج مراقبة، ويتميز طرازه المعماري بالبساطة والمتانة، لكنه يخفي في الداخل ثراء وفخامة تذكر بالطراز المعماري الأندلسي الذي يميز الدور المغربية، كما تتزاوج فيها الرسوم الهندسية الأمازيغية مع فنون العمارة الإسلامية.
ويقع القصر على بعد 30 كيلومترا من مدينة ورزازات وتبلغ مساحته الإجمالية حوالي 1300 متر مربع، ويطل على وادي أونيلا حيث يجري نهر صغير يعرف بالواد المالح، وقد شكل وجود هذه القلعة المبنية داخل حقل تعمه أشجار اللوز وسط واحة مزهرة، منظرا خلابا جذب السياح والسينمائيين.
وشيد القصر في عهد دولة المرابطين في القرن الحادي عشر الميلادي في قرية آيت بن حدو ومنها اتخذ اسمه، إلا أنه تعرض للإهمال نتيجة لهجرة السكان المتواصلة من المنطقة بسبب الجفاف والتصحر، وتم تجديد بنائه خلال القرن الثامن عشر الميلادي. وقد دفعت أهمية هذه المعلمة التاريخية منظمة اليونسكو لإعداد مشروع لإنقاذ قصر آيت بن حدو من خلال القيام بعمليات ترميم شاملة لأجنحة القصر والبنايات المحيطة به، مع الحرص الحفاظ على طبيعة الطراز العمراني الذي بني به القصر، ويهدف المشروع إلى ترميم هذه المعلمة وتطوير المنطقة المحيطة به سياحيا واجتماعيا ورصف الأزقة والطرق المؤدية إليه.
ويتوافد على المنطقة كـــــبار المخــــــــــــرجين والمنتجين بحثا عن ديكورات سينمائية تناسب قصور العصور الوسطى، لاسيما أن مدينة ورزازات القريبة تتوفر على استديوهات ´أطلس? للانتاج السينمائي العالمي مجهزة بأحدث المعدات، فضلا عن أن الأبراج العالية والقصور الطينية وأبوابها الخشبية الضخمة تشكل معمارا فريدا يصلح كديكور للأفلام التاريخية.
ويستغل السينمائيون واحات منطقة بن حدو والقرى والتلال الممتدة والمناظر المتنوعة لتصوير أفلامهم، فقد جمعت المنطقة بين سحر الطبيعة والمناخ وجمال القلاع والبنايات التي تحتفظ بالطراز المعماري التراثي القديم، وتاريخ وتقاليد سكان الأمازيغ، مما جعلت منطقة جذب سياحي وسينمائي مهمة في المغرب تتوفر على العناصر الضرورية في الإنتاجات السينمائية الكبرى.
وتستهوي قصبات وواحات ووديان هذا الموقع خاصة مخرجي هوليود حيث صورت فيه من قبل العديد من الأفلام السينمائية العالمية فأصبح قصر آيت بن حدو من أهم الخلفيات التي يعتمد عليها المخرجون في مشاهد أفلامهم.
وتنتشر في المغرب قصور شبيهة بقصر بن حدو، وتشترك هذه القصور في شكلها الهندسي مع اختلاف بسيط في التزيين والأبواب، وتشكل هذه القصور الرملية التي تطلق عليها المغاربة ´القصبات? امتدادا في الصحراء على طول مجاري ينابيع المياه الجوفية والواحات المنتشرة في الصحراء شرق المغرب، ومن أهم هذه القصور والقصبات توجد قصبة تاوريرت، وقصبة أمريديل، وقصبة تامداخت، وقصر أمزرو، وقصبة تامنوكالت
عدد اليوم
