الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحاسة السادسة

14 نوفمبر 2012
عندما يقال إنك تمتلك قدرة عالية على استشعار الأحداث قبل وقوعها، فيعني ذلك أنك تتمتع بمستوى جيد من التخاطُر والجلاء البصري، أو بمعنىً آخر أن لديك حاسة «سادسة» عالية!. لعل أشهر واقعة عبر التاريخ الإنساني، واقعة سارية الكناني، أحد قادة جيوش المسلمين في فتوحات بلاد الفرس سنة 645 م، وبينما كان يقاتل المشركين على أبواب نهاوند، تكاثر عليه الأعداء، وفي اليوم نفسه كان الخليفة عمر بن الخطاب يخطب يوم الجمعة على منبر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في المدينة، فإذا بعمر ينادي بأعلى صوته أثناء خطبته: «يا سارية الجبل، الجبل، من استرعى الذئب الغنم فقد ظلم». وبعد انتهاء الخطبة تقدم الناس نحو عمر وسألوه عن هذا الكلام، فقال: «والله ما ألقيت له بالاً، شيءٌ أتى على لساني». ثم ما لبث أن تبينت القصة فيما بعد، فقد قدم سارية على عمر وأقر بأنه سمع صوتاً ينادي: «يا سارية الجبل، الجبل، من استرعى الذئب الغنم فقد ظلم»، عندئذ التجأت بأصحابي إلى سفح جبل واتخذت ذروته درءاً لنا يحمي مؤخرة الجيش، وواجهنا الفرس من جهة واحدة، فما كانت إلا ساعة حتى فتح الله علينا وانتصرنا عليهم». ثم كانت مورجان روبرتسون الذي كتب قصة غرق سفينة «تايتانك» الشهيرة تفصيلياً، وتنبأ بها عام 1898م، وكان هو نفسه من بين ضحايا ها بعد 14 عاماً. «الحاسة السادسة» مصطلح استخدم للمرة الأولى في منتصف عشرينيات القرن الماضي، واتسع استخدامه بعد أن نشر جوزيف راين في عام 1934 م كتابه المشهور الذي أسماه « الإدراك الحسي الفائق» وتضمن حصيلة سنين من تجاربه العلمية على هذه الظاهرة، وأسهم هذا الكتاب في التعريف بهذه الظاهرة، وكيفية إخضاعها للبحث العلمي بأساليب منهجية. وخلاصة هذا الإحساس، أن الإنسان يستطيع توقع الأحداث التي هي على وشك الحدوث، حتَّى من دون وجود أي معلومات أو أفكار خارجية تُساعده على ذلك، وقيل أيضاً إنها إحساس فطري لا إرادي بعيد عن المنطق يمكن صاحبه من معرفة المجهول والتنبؤ بالمستقبل، وبعض الناس يمتلكونها بدرجات متفاوته. فقد يكون بيننا أناس كثر حباهم الله بقدر كبير من الحدس والتوقع لما يحدث، وحاستهم السادسة تخبرهم غالباً بالأشياء قبل حدوثها. في الآونة الأخيرة ، خَلُصَ باحِثون من جامعة نورث ويسترن، بعد أن حلَّلوا نتائج 26 دراسة ما بين 1978 و2010، إلى أن العقلَ الباطن «اللاشُعور» يُدرِك أحياناً أكثر من العقل الواعي، وأن العقل البشري قد يكون قادراً على اكتشاف تلك التغيُّرات الاستباقيَّة خلال فترة ثانيتين إلى عشر ثوانٍ . ويُسمَّى هذا النوعُ من الحوادث، في بعض الأحيان، بالحسِّ الداخلي«مثل الشعور بالمستقبل»، لكن من غير الواضح ما إذا كان الناسُ يشعرون بالمستقبل فعليَّاً أم لا، لأن البشر لا يستطيعون تفسيرَها وفق فهمنا الحالي لعمل علم الأحياء، وهذه الظاهرة توقّعيَّة، لأنَّها تستشعر التغيُّرات الفيزيولوجيَّة في المستقبل استجابةً لحدث مهم، من دون معرفة أفكار تُساعد على ذلك، وهي نشاط لأنَّها تتألَّف من تغيُّرات في القلب والرئتين والجلد والجهاز العصبي». وللحديث بقية. المحرر | khourshied.harfoush@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©