السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«رق الحبيب».. من روائع كلاسيكيات الموسيقى العربية

«رق الحبيب».. من روائع كلاسيكيات الموسيقى العربية
26 نوفمبر 2015 21:46
القاهرة (الاتحاد) «رق الحبيب وواعدني يوم، وكان له مدة غايب عني، حرمت عيني الليل من النوم، لاجل النهار ما يطمني، صعب عليا أنام، أحسن أشوف في المنام، غير اللي يتمناه قلبي، سهرت أستناه، واسمع كلامي معاه، واشوف خياله قاعد جنبي».. مقدمة واحدة من الأغنيات الرومانسية المهمة التي شدت بها كوكب الشرق أم كلثوم العام 1944. وتعد الأغنية التي كتب كلماتها الشاعر أحمد رامي ولحنها الموسيقار محمد القصبجي، من أفضل كلاسيكيات الموسيقى العربية، خصوصاً أن شهرتها جابت الآفاق، ويؤكد متخصصون أن عام 1944 شهد الاختراق الأكبر لجدار زكريا أحمد وبيرم التونسي المنيع الذي أحاط بأم كلثوم من كل جانب على يد القصبجي، وأنه لم يكسر الحصار فقط، بل تفوق على منافسيه في رائعته «رق الحبيب» من مقام النهاوند. ألحان جديدة واللافت أن الأغنية كانت الأخيرة التي تتغنى بها أم كلثوم للقصبجي وتغنيها في حفلات عامة، وقيل عن أسباب توقفه عن التلحين لها بعد ذلك أنه قد نضب فنه ولم يعد قادراً على تقديم ألحان جديدة، وهذه تهمة باطلة القصبجي بريء منها تماماً، خصوصاً أنه ملحن موهوب ومعلم الأساتذة وسابق عصره في التطوير والتحديث، والدليل أنها غنت له بعدها ثلاث أغنيات شدت بها في فيلم «فاطمة» العام 1948 وهي «ياللي انحرمت الحنان» و«نورك يا ست الكل» و«يا صباح الخير يا اللي معانا». ويروى أنه وقع سوء تفاهم بين أم كلثوم ورامي أدى لحدوث خصام بينهما وقطيعة مؤقتة، وكان رامي يحبها، وتعذب من الهجر وعدم قرب من يهوى، وذات يوم دق تليفون منزله فإذا بأم كلثوم تطلب منه أن يأتي إليها في المنزل في اليوم التالي، فطار من الفرح، ولم يكن مصدقاً أنه سيقابلها وينتهي الخصام، وأنه في اليوم التالي عند مروره على كوبري عباس فوق نهر النيل، تخيل أن الكوبري سيفتح ويقع هو في النيل قبل أن يصل إلى لقاء من يحب، وقام بتأليف الأغنية بالكامل قبل وصوله إليها. معلم رئيس ويقول المؤرخ والناقد الموسيقي الدكتور ياسر علوي إن «رق الحبيب» مثلت النقلة الحقيقية لأم كلثوم من الطقاطيق القصيرة التي بلغت ذروتها في «ما دام تحب بتنكر ليه» إلى الكلثوميات الطويلة، التي شكلت المعلم الرئيس في مسيرتها منذ بداية الأربعينيات من القرن الماضي وحتى وفاتها، وأن مضمون الكلمات البديعة لرامي يعد تجربة شديدة الطرافة، خصوصاً أن المحبوب قرر أن يتوقف عن دلاله، وواعد محبه الواله، ولكن دوننا والموعد ساعات الانتظار، وعن تجربة الانتظار هذه، دارت كلمات هذا المونولوج الذي لا يتكون من مذهب وكوبليهات، إنما من مشاهد متتالية، بينها فواصل موسيقية تحدد أين ينتهي كل مشهد ويبدأ المشهد التالي. وأشار إلى أن البناء الشعري الرائع استفز القصبجي، فأخرج كل ما عنده من إبداع ليتم تلحين هذا المونولوج الخالد دفعة واحدة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©