صوت المغاربة أمس، في أول انتخابات برلمانية منذ تعديل الدستور الذي منح البرلمان ورئيس الوزراء، مزيداً من الصلاحيات بعد أن تنازل الملك محمد السادس عن بعض سلطاته لصالح الجهاز التنفيذي.
وسجل نحو 13.6 مليون مغربي من أصل 35 مليون نسمة، أسماءهم للتصويت في انتخابات أمس، وهي تاسع انتخابات برلمانية يشهدها المغرب منذ استقلاله عام 1956. وقالت وزارة الداخلية إن نسبة الاقبال على الانتخابات بلغت 22.4% حتى الساعة الخامسة عصراً بتوقيت جرينتش بعد 7 ساعات من فتح أبواب مراكز الاقتراع. وفي العاصمة الرباط، شهدت مراكز الاقتراع إقبالاً متواضعاً من قبل الناخبين، بل إن نحو 40% من البالغين لم يسجلوا أنفسهم في الجداول الانتخابية، ما يعني أن نحو 5ر13 مليون، فحسب تم تسجيلهم في قوائم الناخبين.
وعلى عكس ما مضى عندما كانت نتائج الانتخابات كلها معروفة سلفاً، من المتوقع أن تشهد الانتخابات الحالية منافسة متقاربة بين حزب إسلامي وسطي معارض وتحالف جديد من الليبراليين تربطه علاقة قوية بالقصر الملكي. وقال عبد الإله بن كيران الذي يقود حزب “العدالة والتنمية الإسلامي” المعتدل، بعد أن أدلى بصوته في حي ليزورانجيه الذي تقطنه الطبقة المتوسطة بالرباط، إنه لا يعرف ما سيأتي، لكنه يتمنى أن تتجاوز نسبة الإقبال 50% وأن يمثل اليوم انتصاراً للديمقراطية.
كما امتنع منافسه صلاح الدين مزوار الذي يقود تحالف “الائتلاف من أجل الديمقراطية” عن طرح توقعات. وقال مزوار بعد أن أدلى بصوته في حي سويسي الراقي، أن المردود إيجابي حتى الآن، وأن الشعب يتوجه إلى مراكز الاقتراع، وأنه واثق من أن الشعب المغربي على وعي جيد بالمعنى الحقيقي للانتخابات الحالية.
ووفقاً للإصلاحات الدستورية التي دعمها الملك في وقت سابق العام الحالي، ستكون للحكومة التي تأتي بها الانتخابات، سلطات لم تتمتع بها حكومة مغربية من قبل لكن الملك سيحتفظ بالكلمة النهائية في مسائل الدفاع والأمن والشؤون الدينية. وأياً كانت الكتلة التي تحصل على العدد الأكبر من المقاعد في البرلمان لا يعتقد أنها ستكون قادرة على تشكيل الحكومة بمفردها. ومن شأن ذلك أن يجبر الفائز على التحالف مع كتلة أخرى وربما تحالف أكبر بين كتلة تضم إسلاميين وليبراليين.
ويشارك 31 حزباً إجمالاً في الانتخابات لشغل 395 مقعداً في مجلس النواب بزيادة 70 مقعداً إضافياً عن آخر انتخابات جرت في 2007. وأغلقت مراكز الاقتراع في السابعة مساء أمس ومن المتوقع صدور النتائج الأولية بعد ساعات، بينما يعلن عن النتائج النهائية اليوم.
عدد اليوم
