الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المتابعة الجادة تنمي الكفاءة التحصيلية وتحسن الأداء الدراسي للأبناء

المتابعة الجادة تنمي الكفاءة التحصيلية وتحسن الأداء الدراسي للأبناء
23 نوفمبر 2013 20:45
خورشيد حرفوش (أبوظبي) - يشرف الفصل الدراسي الأول من العام الدراسي الحالي 2013 - 2014 على الانتهاء، ويستعد الطلاب في المراحل الدراسية كافة لتقويم نهاية الفصل، فضلاً عن أجواء أسر الطلاب التي تعيش عادة حالة من التعبئة والاهتمام، وحيث تمثل متابعة الأبناء الدراسية أهمية كبيرة من الأسرة في متابعة الشؤون الدراسية والاتصال بالمعلم والمدرسة ومعرفة نقاط الضعف الدراسي خلال الفصل الأول، ودراسة أفضل الوسائل التي يمكن أن تحقق نتائج إيجابية مع انتهاء السنة الدراسية. ولعل تواصل أولياء الأمور مع المدرسة، وتقوية العلاقة الإيجابية المتبادلة من العوامل الأساسية لتحقيق النجاح والتفوق، ومن المقومات الأساسية التي تساعد المدرسة على القيام بدورها وتحقيق أهدافها التربوية والتعليمية. هناك رابطة وثيقة وهدف مشترك بين المدرسة والبيت، وقد أصبح الإرشاد النفسي للآباء والأمهات مسؤولية مهمة من مسؤوليات الإرشاد التربوي. ويعتبر هذا الاتجاه ثمرة من ثمرات النظريات الحديثة في التربية والتعليم. فالعملية التربوية بكل أبعادها معادلة متفاعلة العناصر، تتقاسم أدوارها أطراف عدة أهمها الأسرة والبيت والمجتمع، بحيث تتعاون جميعها في تأدية هذه الرسالة على خير وجه، للوصول إلى النتائج المرجوة، ولا يتحقق ذلك إلا من خلال توثيق الصلات بين البيت والمدرسة. قواعد عامة يشير جوهر سعيد العلي، وهو من أولياء الأمور الذين يحرصون دائماً على متابعة أبنائه دراسياً، بالتردد وزيارة مدارسهم بصفة مستمرة، إلى أن هناك قواعد عامة يجب على الآباء والأمهات كافة ألا يغفلوا عنها، في مقدمتها العناية توفير المناخ الأسري المناسب للدراسة واستذكار الدروس بصفة يومية بدءاً من بداية العام الدراسي، وتكامل المتابعة بين البيت والمدرسة، وتشجيع الأبناء على الدراسة، وترغيبهم فيها بكل الأساليب، وتنمية الكفاءة التنظيمية للأولاد عبر تخصيص مكان خاص لمراجعة الدروس في بيئة مناسبة. وعلى الوالدين تهيئة كل ما يساعدهم على تحقيق النجاح وتقليل السفرات والزيارات العائلية التي تضر بوضع الأبناء الدراسي، وتشغلهم عن واجباتهم اليومية، وتشجيعهم على الحوار والتواصل والبحث عن الجواب النافع لأسئلتهم أو للمادة التي لم يفهموها بالصف، ويمكن للوالدين تقديم هذا العون، ويمكن بالاستعانة بالمقربين لتجاوز هذه الحالات. مجالس الآباء من جانبه، يوضح نصر الدين فرج، الاختصاصي الاجتماعي في مدرسة الصقور للتعليم الأساسي «الحلقة الثانية» يقول: « ثمة أسباب مهمة تتطلب إقامة التعاون الوثيق بين البيت والمدرسة. فالطالب يشارك في توجيه العملية التربوية داخل مدرسته من زوايا كثيرة، لأنه محورها، لذلك فإن احتياجاته وقدراته وبيئته الاجتماعية التي يعيش فيها سواء كان البيت أوالمجتمع المحلي تدخل في إطار توجيه عملية التربية، وعدم أخذ هذا الجانب في الاعتبار يجعل التربية تعمل بعيدة عن أهدافها المرسومة. ويمكن للمجتمع أن يلبي ذلك من خلال عدة وسائل وأساليب من أهمها مجالس الآباء والأمهات، حيث إن هذه المجالس لم تأتِ من فراغ وإنما جاءت كضرورة ملحة لربط المدرسة بالأسرة والمجتمع المحيط، لذا تعتبر مجالس الآباء والأمهات ذات دور كبير وريادي في العملية التعليمية لخدمة الطلاب والمساهمة في حل العديد من المشاكل». ويكمل فرج:« إن تشجيع وتعريف الآخرين بدورهم كل في مجاله مع توعيتهم بأهمية التعاون بينهم وبين المدرسة لا شك سيؤدي إلى رقي التعليم، حتى يتمكن الطلاب من الإحساس بالمتابعة المستمرة، والاهتمام بهم لإزالة جميع العوائق والعراقيل التي تعيقهم من تحقيق أهدافهم وتفوقهم. فالأسرة كيان يتم بناؤه من أجل الوصول إلى أهداف معينة أهمها إنجاب الأبناء وتربيتهم، والواقع أن تربية الأبناء ليس بالأمر السهل، بل هي مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الأسرة، حيث يتطلب الأمر الكثير من الجهد والتخطيط ،فإذا ابتغى الوالدان التوفيق في تربية أبناء صالحين وبناء مستقبل واعد لهم، ينبغي عليهما تحديد أهداف تربوية معينة ومعرفة الوسائل والطرق اللازمة للحصول على تلك الأهداف، حيث يشكل ذلك برنامجاً تربوياً متكاملاً، وعلى الوالدين تربية أبنائهم وفق هذا البرنامج. فالوالدان اللذان لا يفكران في تربية أبنائهم لا يحق لهما انتظار المعجزة والمستقبل من أبنائهم، فكما نسمع في الزراعة اصطلاحات الري والغرس وجني الثمار». وعي الآباء والأمهات تشير سليمة صالح «موظفة» وأم لثلاثة طلاب في مراحل تعليمية مختلفة إلى عدم وعي بعض أولياء الأمور بدورهم، وتقول:« البعض لا يدرك الدور الكبير الذي يجب عليهم القيام به والمسؤولية الكبيرة التي يتحملونها تجاه أولادهم، وما يفترض منهم من السؤال عن أولادهم ومتابعتهم والتقصي عن أوضاعهم، بما يحقق مصلحتهم، كما لا يدركون الأثر السلبي الذي ينعكس على الأبناء جراء عدم المتابعة لشؤون الأبناء المدرسية. فقد يدرك بعض الآباء ما عليه من مسؤولية وما يتوقع منه من دور، لكنه قد يكون لديه ما يشغله عن الاهتمام العلمي بأولاده، وكثيرا ما يكون هذا الانشغال بأمور غير ضرورية في الحقيقة، وقد يسهم في هذا الاهتمام القليل الذي نوليه عادة لإدارة الوقت، وما ينتج عن ذلك من اختلال في الأولويات وترتيب الأعمال. أو عدم وضوح القيم لدى أولياء الأمور، القيم هي ما يقدرها الفرد وتؤثر في اتخاذ قراراته أو تحديد خياراته، وقيمة الاهتمام بالأولاد لها أولوية عند كل شخص، لكن كثيراً من الآباء قد تغيب عنهم هذه القيمة، أو لا تكون واضحة، بحيث ينشغل عنها بأشياء قد تكون ملحة، لكنها ليست أكثر أهمية، وعندما يخسر الوالدان ولدهما يشعران بندم كبير ويتبين لهما أن ترتيبهما لأولويات القيم لم يكن واضحاً، حيث قدَّما على الاهتمام بأولادهما أشياء هي في الحقيقة أقل بكثير منهم. صور الإهمال ويضيف عبد العزيز عمر، مدرس الاجتماعيات: «إن البعض يخفى عليه سبل المتابعة من قبل المدرسة، فأحيانا تكون طرق التواصل مع المدرسة غير متاحة أو غير متيسرة. وهنا يكون السبب بالدرجة الأولى ناتجاً عن قصور دور المدرسة في هذا المجال. ويتمثل الإهمال التعليمي في صور عدة، مثل عدم الاتصال بالمدرسة أو الاستجابة لدعوتها عند عقد مجالس الآباء أو الأمهات، فمن الملاحظ أن كثيراً من المدارس تعاني ضعفاً واضحاً في تجاوب أولياء الأمور مع دعوات الحضور لمجالس الآباء والأمهات. وكثيراً ما يقتصر الحضور على أولياء أمور الطلبة المجدين. بينما الحاجة الماسة هي لأولياء أمور الطلبة الضعاف. أو عدم تشجيع الأولاد على بذل مزيد من الجهد في الدراسة. وعدم سؤالهم عن تحصيلهم ونتائج اختباراتهم، وعدم إظهار القلق من تدني مستواهم العلمي أو التربوي». وترى ميسورة حسين«ربة أسرة» أهمية المتابعة الأسرية للأبناء دراسياً، وتقول:« أحرص على متابعة أطفالي حتى في أدق التفاصيل، وتنظيم الأوقات بين الدراسة والمطالعة والترفيه. ومن المفيد»أن نوفر للأبناء أسس النجاح والتفوق إلى أن تصبح عادة لديهم ثم تنسحب من مسئولياتها شيئاً فشيئاً لتعزيز الاعتماد على الذات والبحث عن المعلومة، مشيرة إلى أنها تساعدهم في الحالات المستعصية عليهم وتحتاج إلى تبسيط وشرح». وحول تحمل الأب معها مسؤولية متابعة دراسة الأبناء، تؤكد أنها وحدها من تتحمل المسؤولية، والسبب أن الأب عصبي سرعان ما يتذمر من متابعته لدراسة أبنائه، كما أنه يرى أن التربية والتنشئة هي من المسؤوليات الجليلة التي تفلح فيها الأم، بينما تكمن مسؤوليته في الإشراف والمحاسبة حين الإخفاق بالعقاب وحين التفوق بالمكافأة، تصمت قليلاً وتؤكد أن المناهج الجديدة أجبرته في الآونة الأخيرة على متابعة دراسة الأبناء، خاصة في مادة الرياضيات، فكثير من المسائل الحسابية متشعبة التفاصيل يعمد إلى متابعتها مع أبنائه وفقاً لتخصصه». ويقول أحمد المصعبي، مساعد مدير مدرسة الصقور:« إن مسؤولية متابعة الأولاد دراسياً مشتركة بين الأم والأب لا يستأثر بها طرف دون الآخر، مؤكداً أن ذلك يعمق الترابط الأسري ويشيع السعادة في قلوب أفراد الأسرة، فرغم انشغالي، إلا أنني أتابع أبنائي دراسياً، خاصة بينما زوجتي تتولى مسؤولياتها الأخرى، فاهتمامنا مناصفة بيننا، فالأبناء يسعدون كثيراً ويشعرون باهتمامنا وحبنا لهم أثناء متابعتهم لدراستهم، ونحن نشعر بقلق الأبناء أيام الامتحانات وكأننا من سيؤدي الامتحان، ومخطئ من يعتقد أن مسؤولية متابعة دراسة الأبناء هي من مهام الأم فقط كأي مهمة في المنزل، بل إنها مهمة تربوية تحتاج من الزوجين إلى تكامل الأدوار». التأثير الإيجابي للمناخ الأسري استقطب موضوع « تأثير المناخ الأسري على التحصيل الدراسي» للأبناء اهتمام كثير من الباحثين في مجال العلوم التربوية والتعليمية. وفي دراسة منشورة للباحثة نعيمة الدويسان، ذهبت إلى عدد من المؤشرات المهمة، منها: ـ فيما يتعلق بتوفير الجو المناسب في المنزل للدراسة بينت الدراسة أن أغلب الأسر توفر لأبنائها الجو المناسب للاستذكار داخل المنزل (65 %) ، وكانت أهم النصائح التي تقدمها الأسرة لأبنائها( الاهتمام بالدراسة لضمان مستقبلهم )، في حين أن أقل نسبة سجلت للأسر التي تبدي اهتمامها نهائياً للاستذكار داخل المنزل فكانت ( 5 % ). - من حيث متابعة الأسرة لأبنائها تعليميا فقد أوضحت الدراسة أن نسبة (20.5 %) يقوم أولياء أمورهم بالزيارات المدرسية في حين أن أكثر من نصف العينة بنسبة (52.5 % ) يقومون بزياراتهم من الحين إلى الآخر أما متابعتهم لأعمالهم الدراسية الأسبوعية والشهرية فكانت نسبة (35 %) يتابعون أبنائهم بانتظام ونسبة ( 37 % ) يتابعونهم بشكل غير منتظم، وبالرغم من اهتمام الأسرة بنجاحات وتقديرات التي يتحصل عليها أبنائها فنسبة ( 56 % ) من الأسر تولي اهتماماً كبيراً بالتقديرات العالية لأبنائها ونسبة ( 36 % ) من الأسر تمكن أبناءها من الاشتراك في الدورات الدراسية لرفع مستواهم التحصيلي ونسبة (29.5 %) أحياناً تدعم أبناءها بهذه الدورات .
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©