الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

الكفار ينفقون أموالهم ليصدوا عن الحق

27 نوفمبر 2015 00:36
أحمد محمد (القاهرة) كان اثنا عشر رجلاً كلهم من قريش يوم «بدر»، يطلق عليهم «المطعمون» وهم أبو جهل بن هشام، وعتبة وشيبة ابنا ربيعة، ونبيه ومنبه ابنا حجاج، وأبو البختري بن هشام، والنضر بن الحارث وحكيم بن حزام، وأبيّ بن خلف، وزمعة بن الأسود، والحارث بن عامر بن نوفل، والعباس بن عبدالمطلب، وكان يطعم كل واحد منهم كل يوم عشر جرائر، فانزل الله تعالى: «إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون». [سورة الأنفال الآية 36]. وقال سعيد بن جبير، نزلت في أبي سفيان بن حرب، استأجر يوم أحد ألفين من الأحابيش يقاتل بهم النبي صلى الله عليه وسلم سوى من استجاب له من العرب. رجال قريش قال الإمام ابن كثير عن ابن إسحاق، لما أصيبت قريش يوم بدر فرجع فلهم إلى مكة، ورجع أبو سفيان بعيرهم، مشى رجال من قريش أصيب آباؤهم وأبناؤهم وإخوانهم ببدر، فكلموا أبا سفيان بن حرب، ومن كانت له في تلك العير تجارة، فقالوا يا معشر قريش، إن محمدا قد وتركم، وقتل خياركم، فأعينونا بهذا المال الذي أفلت على حربه، لعلنا ندرك منه ثأرا بمن أصيب منا ففعلوا، فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية. وعلى كل تقدير، فهي عامة، وإن كان سبب نزولها خاصا، فقد أخبر تعالى أن الكفار ينفقون أموالهم ليصدوا عن اتباع طريق الحق، فسيفعلون ذلك ثم تذهب أموالهم، وتكون عليهم حسرة وندامة، حيث لم تجد شيئا، لأنهم أرادوا إطفاء نور الله وظهور كلمتهم على كلمة الحق، والله متم نوره ولو كره الكافرون، وناصر دينه، ومعلن كلمته، ومظهر دينه على كل دين، فهذا الخزي لهم في الدنيا، ولهم في الآخرة عذاب النار، فمن عاش منهم، رأى بعينه وسمع بأذنه ما يسوءه، ومن قتل منهم أو مات، فإلى الخزي الأبدي والعذاب السرمدي، ولهذا قال: «فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون»، ليميز الله الخبيث من الطيب، فيميز أهل السعادة من أهل الشقاء ويميز المؤمن من الكافر ويحتمل أن يكون هذا التمييز في الآخرة ويحتمل أن يكون هذا في الدنيا، بما يظهر من أعمالهم للمؤمنين. غزوة بدر وقال محمد رشيد رضا في تفسير «المنار» نزل هذا في استعداد قريش لغزوة بدر، وما سيكون من استعدادهم لغيرها بعدها ويشمل اللفظ ما سيكون مثل ذلك من الكافرين في كل زمن وأنفق أبو سفيان على المشركين يوم أحد أربعين أوقية من ذهب، على ما كان معروفا من بخله كما قالت زوجته يوم المبايعة. والذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله أي عن الإسلام واتباع خاتم الرسل فسينفقونها في سبيل الشيطان صدا وفتنة وقتالا ثم تكون عليهم حسرة وندما وأسفا، لذهابها سدى، وخسرانها عبثا، ثم يغلبون المرة بعد المرة، وينكسرون الكرة بعد الكرة والذين كفروا إلى جهنم يحشرون يساقون يوم القيامة إليها هذا إذا أصروا على كفرهم حتى ماتوا عليه، فيكون لهم شقاء الدارين وعذابهما. فتنة الضعفاء ومن العبرة في هذا للمؤمنين أنهم أولى من الكفار ببذل أموالهم وأنفسهم في سبيل الله لأن لهم بها سعادة الدارين، والفوز بإحدى الحسنيين، هكذا كان في كل زمان قام المسلمون فيه بحقوق الإسلام والإيمان، وهكذا سيكون، إذا عادوا إلى ما كان عليه سلفهم الصالحون.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©