«برج خليفة» أسطورة تشهد على إرادة أبناء الإمارات

«برج خليفة»، في دبي، ليس مجرد مبنىً سكني وتجاري ضخم، أو مجرد ناطحة سحاب تتجاوز الأرقام القياسية العالمية، وإنما أصبح من أهم المعالم والصروح الحضارية والسياحية في دبي والإمارات، وفي طليعة الإنجازات العمرانية العملاقة الراقية في ظل دولة الاتحاد، فالإنجاز المبهر يقف صرحاً شامخاً أمام الأجيال القادمة، وشاهداً عملاقاً يروي قصص ومآثر أبناء هذا الوطن العزيز. التعاون العالمي الإنجاز الإماراتي، يمثل نموذجاً مشرفاً لروح التعاون العالمي، وحجم الإنجازات الهائلة التي يمكن لتضافر الجهود البشرية أن تحققها، حيث عمل به أكثر من 60 شركة استشارية عالمية. برج خليفة وبعد افتتاحه رسمياً في 4 يناير 2010 تقترب شرفته الواقعة في الطابق 124، وعلى ارتفاع 442 متراً من استقبال صاحب بطاقة الزيارة التي تحمل الرقم «مليونين» قبيل احتفالات أعياد الميلاد المجيدة للعام الحالي 2011. ورغم أن قمة برج في الطابق 160، إلا أن أعلى نقطة يمكن أن يصل إليها الزائر هي الطابق 124، التي باتت تعرف بمنصة المراقبة، وهي أعلى منصة للمراقبة في العالم، وقد استقبلت نحو مليون زائر من كافة أنحاء العالم في العام الماضي الذي شهد افتتاحه. وبرج خليفة، ناطحة سحاب تعد في مقدمة أرقى الوجهات السياحية على الصعيد العالمي، وتشكّل المعلم الرئيسي لمدينة دبي، ويعد البرج المبنى الأعلى في العالم، ويحطم كافة الأرقام القياسية الحالية للمباني الشاهقة، وأصبح خليفة أعلى بناء شيده الإنسان، وأطول برج في العالم حيث يصل ارتفاعه 828 متراً، «2,716.5 قدم». بدأ بناء البرج في دبي في 21 سبتمبر 2004، وبلغت تكلفته الإجمالية حوالي 5.5 مليار درهم، ضمن مشروع عمراني ضخم في دبي تبلغ تكلفته الاستثمارية حوالي 20 مليار دولار، وتم الانتهاء من الهيكل الخارجي من البرج، في الأول من أكتوبر 2009، وتم افتتاحه رسمياً في 4 يناير 2010، ليصبح البناء الأعلى في العالم، ليحل محل برج تايبيه في تايوان، الذي يبلغ ارتفاعه 101 متر، وفي مساحة إجمالية تقدر ب 4,000,000 متر مربع، ومساحة مبنية تقدر بـ 526760 متراً مربعاً، ويضم 37 طابقاً مخصصة كفندق تضم 403 جناحاً فندقياً، وبه 57 مصعداً كهربائياً، يعمل بسرعة 10م/ثانية، وللوصول إلى ارتفاع 500 م يحتاج إلى 55 ثانية فقط. ويضم البرج أعلى شرفة مشاهدة مفتوحة للجمهور، وكذلك أعلى مسجد، وأعلى مطعم، وأعلى حوض سباحة، فضلاً عن أرقام تخص مكونات البرج الذي شارك في تنفيذه نحو 12 ألف عامل ومهندس منذ بدء إنشائه. إعادة التسمية البرج كان يعرف قبل تاريخ الافتتاح بـ«برج دبي»، إلا أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، حاكم دبي، أعلن إطلاق اسم «برج خليفة» عليه أثناء حفل افتتاحه الأسطوري، تيمناً باسم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، كتكريم لسموه على جهوده ودعمه اللامحدود لإمارة دبي وجميع إمارات الدولة في ظل دولة الاتحاد. ونجح «برج خليفة» في الحصول على لقب أعلى هيكل شيده الإنسان في العالم، متجاوزاً برج KVLY-TV للبث التلفزيوني في داكوتا الشمالية في الولايات المتحدة الأميركية بارتفاع 628.8 متر، «2063 قدماً»، وذلك بعد 1325 يوماً فقط من بدء عمليات الحفر الخاصة بالمشروع. كما حصل على لقب أعلى هيكل قائم بذاته في العالم، والذي حمله برج «سي إن تاور» في تورونتو بكندا لمدة 31 عاماً بارتفاعه البالغ 553.33 متر «1815.5 قدم منذ عام 1976. كما بلغ حجم استهلاك «برج خليفة» من الإسمنت المسلح 330 ألف متر مكعب، و39 ألف طن من الفولاذ الصلب، و142 ألف متر مربع من الزجاج، وما يعادل 22 مليون ساعة عمل في تنفيذ البناء. كما حطم البرج أرقاماً قياسية أخرى، من بينها أعلى طابق مأهول بالسكان، وذلك على ارتفاع أكثر من 550 متر «1800 قدم»، وأعلى منصة مراقبة في العالم «قمة البرج» في الطابق 124؛ وأعلى مصعد خدمة، والذي يقطع مسافة تبلغ 504 أمتار «1654 قدماً». ويوفر «برج خليفة» مجموعة متكاملة من مرافق الحياة العصرية الراقية ومنها النوادي ومراكز اللياقة البدنية والمطاعم الفاخرة. إضافة إلى منصة المراقبة «قمة البرج»، ويمكن للزوار استخدام مناظير خاصة لرؤية الشوارع والمناطق المحيطة بالبرج في الأسفل. كما تتميز هذه المناظير بكونها مبرمجة لتتيح للزوار فرصة رؤية مناظر رائعة للمدينة والمناطق المحيطة بها ليلاً أو نهاراً بغض النظر عن توقيت الزيارة. الحياة النباتية تم اختيار النباتات المزروعة في حديقة برج خليفة بعناية وبحسب قدرتها على النمو والتكيّف مع مناخ دبي القاسي الذي يتميز بالارتفاع الشديد للحرارة صيفاً وشحّ المياه والرياح الصحراوية والتربة الفقيرة. وتم اختيار بعض النباتات كالأشجار الدائمة الخضرة لقدرتها على توفير الظل على مدار السنة، مثل: الهيمنوكاليس، والعنكبوت الزنبق، وديلونكس ريجيا، والبيونسيانا الملكية، شجيرة الفتنة، والياسمين الهندي، والصبار الأميركي، وشجيرة الأدينيوم، ووردة الصحراء، وصبار العمة، وفوركريا عملاقة، ونخيل مدغشقر، ونبتة الفل، والياسمين العربي. حقائق وأرقام البرج الأطول في العالم، يتألف من 200 طابق، ولن تكون الطوابق العليا مأهولة وسيتركز النشاط البشري في البرج حتى الطابق 160. وسيقيم ويعمل في البرج نحو 12 ألف شخص، فيما يشبه «المدينة العامودية»، ويمكن رؤية قمة البرج من مسافة 95 كيلومتراً، ووصل الارتفاع الذي تمت فيه عملية ضخ الأسمنت 605 أمتار، وهو رقم قياسي عالمي. ويبلغ عدد الطوابق المخصصة للمكاتب 49 طابقاً، منها 12 طابقاً في مبنى المكاتب الملحق بالبرج. ويلحق بالبرج موقف للسيارات تحت الأرض يتسع لعدد 3000 سيارة، ويمكن تجميع 15000 لتر من المياه من معدات التبريد في البرج بغرض إعادة استخدامها في ري الحدائق، ويبلغ طول نوافير فيه «دبي فاونتن» 900 قدم، وتعد من أطول النوافير الاستعراضية في العالم، كما تبلغ مساحة الحدائق المحيطة بقاعدة البرج 19 هكتاراً.