لأن الأطفال هم استثمار الغد وجيل المستقبل، وهم الأمل والطموح واللبنة الأساسية في عجلة النهضة والتطور، فإن الاهتمام بثقافة الطفل وتنشيط ذاكرته مع تلقينه للمهارات المختلفة، وأساليب تربوية وترفيهية هي الهدف والوسيلة للتنشئة السليمة للعقل والجسم، ومن هذا المنطلق كان لمعرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الثلاثين للعام 2011، اهتماما لافتا وغير مسبوق بثقافة الطفل من خلال عدة فعاليات وبرامج منوعة تحتفل به وترفه عنه، وتحمل من ضمنها رسائل وسلوكيات ترتقي بتفكيره وطموحه.
ولأن مسرح الأطفال يعتبر واحدا من الوسائل التربوية والتعليمية التي تسهم في تنمية الطفل اجتماعيا، فكريا، نفسيا، ولغويا، ولا يقل دوره عن دور القراءة كرافد مهم من روافد الثقافة والعلوم، خصصت إدارة المعرض مسرحا مفتوحا للأطفال في الهواء الطلق، لتعرض من خلاله أعمال مسرحية مرحة وهادفة تدعو لغرس القيم والمبادئ كما ترسم الابتسامة على الوجوه.
إلى ذلك، يقول حمد العامري، المدير العام لمعرض الشارقة الدولي للكتاب «مسرح الطفل فن درامي تمثيلي موجّه، يحمل رسائل ذكية ومؤثرة تتضمن العديد من القيم التربوية والأخلاقية والتعليمية والسلوكية، من خلال سرده لحكاية مشوقة بحبكة درامية وشخصيات حية ومتحركة، وبإطار مبهر من المؤثرات الصوتية والضوئية التي تشد الأطفال وتستحوذ على اهتمامهم، كما ترفه عنهم وتسليهم، ما يعزز أهمية المسرح كرافد ثقافي مهم قد لا يقل دوره عن دور الكتاب وتأثيره على ذهنية الصغار وسلوكهم». ويضيف «المسرح الحديث في كل العالم أصبح وسيلة مهمة ومعتمدة من وسائل التربية وتنمية الشخصية وترقيتها، ولأننا نهتم بكل ما يتعلق بثقافة الطفل العربي، اهتماماته، وتطلعاته نحو المستقبل، فقد ارتأينا ضرورة مصاحبة عروضا مسرحية مخصصة للأطفال لفعاليات وأنشطة معرض الشارقة الدولي للكتاب».
وتتحدث هند لينيد، مسؤولة برامج الطفل في المعرض عن هذه الأعمال المسرحية، فتقول «في هذا الموسم استضفنا على مسرح مفتوح في الهواء الطلق عملين للأطفال، حيث ظهر العرض الأول لمسرحية كويتية بعنوان «الكنز» للمخرج خالد السعود، والمؤلف عادل المسلم، وأداء نخبة من الممثلين الخليجيين من بينهم عبد الرحمن العقل، ومشعل الشايع، ونواف نجم، وسوسن هارون، حيث تدور حكاية المسرحية حول وصية أب لأبنائه قبل أن يموت باتباع السلوكيات والمبادئ الإسلامية السمحة من صبر وأمانة وصدق وتعاون وباقي القيم الإنسانية النبيلة، في قالب مشوق ومرح لا يخلو من الكوميديا الهادفة».
وتضيف «أما العمل الآخر فهو المسرحية الكويتية أيضا «مدينة الأحلام» للمخرج عادل المسلم، ومن بطولة باسمة حمادة، وأحمد سليمان، ومشعل الشايع وغيرهم، وهي تعتبر مسرحية هادفة موجهة تحمل من خلال مشاهدها العديد من القيم والأهداف، وتغرس في نفوس الأطفال ميزة المشاركة وحب التعاون وفضل مساعدة الآخرين، وضرورة بر الوالدين وطاعتهم، وكل ما يحث عليه ديننا الحنيف من مثل وأخلاق، مع تعزيز الروح الوطنية لدى الصغار من خلال أسئلة تفاعلية لأبطال المسرحية وهم يتنقلون بين جمهور الأطفال وذويهم حول عيد الاتحاد والإمارات». وتتابع لينيد «كتبت النصوص بصيغة سلسة وبسيطة وفي إطار مدروس من التشويق والمرح، يعمل على إيصال المعلومة بشكل أفضل للطفل وبشكل سهل ومباشر، فيه متعة وترفيه وتوجيه، لكي تصل الرسالة بالشكل الصحيح، كما تم استخدام عناصر لافتة من الإضاءة والمؤثرات المسرحية الأخرى التي أضافت بعدا ثالثا للإثارة والتشويق، وكان لها دور كبير في حبكة وصياغة أحداث المسرحية».
عدد اليوم
