السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تربية الصقور تحقق التوازن البيئي وتحمي الحياة البرية

تربية الصقور تحقق التوازن البيئي وتحمي الحياة البرية
26 نوفمبر 2011 20:50
يخل الصيد العشوائي بالتوازن البيئي، خاصة في حال صيد الحيوانات النادرة، والمهددة بالانقراض، حيث يحد من تكاثر الكائنات؛ ولذلك تبنت الدول توعية المواطنين ووضع التشريعات والقوانين المتعلقة بالصيد، وتبني قوانين ملائمة للصيد الصديق للبيئة، بحيث لا يؤثر على التوازن البيئي والحياة البرية، واعتبرت الصقارة واحدة من أهم طرق الصيد الصديق للبيئة وأقدمها، وقد وُضع هذا النوع من الصيد بالتراث الثقافي، ويعد الصيد بالصقور دليل على الوعي الجماعي للإنسانية، حيث ارتبط بالإدراك والحس بأهمية البيئة والعمل الجماعي. في إحدى البراري التقينا بنواف بن شافي الهاجري، الذي لديه خبرة في مجال تصقير وتربية الطيور الجارحة منذ 31 عاما، ومنذ كان في السابعة من العمر، حين قام والده بإهدائه أول طائر حر مع 15 حمامة، وكان ذلك الصقر لا يزال وحشيا، وطلب منه أن يصّقره في مدة لا تزيد على أسبوع وإلا فإنه سوف يسترده منه، وخلال اللقاء جاء مع طائر حر جير أطلق عليه اسم عضيب، لأن به إصابة في إحدى قائمتيه، وعندما تحدث عن الصقور وأنواعها وتدريبها على الصيد، وجدنا أنه يحفظ موسوعة من المعلومات عن تاريخ الصيد بالصقور، حيث ذكر أن الصقارة واحدة من أهم طرق الصيد والتي تعود لآلاف السنين. الشاهين والباز ويقول نواف الهاجري، إن الطيور تختلف عن بعضها بعضا والنوع المسمى بالحر يختلف عن الشاهين، وهما يختلفان عن الباز، والعرب هم أول من درب الجوارح على صيد الغزلان والأرانب، ويطلق العرب على الصقر لقب الحر، وهم معروفون بتدريبه واشتهر اسم الشاهين عند الفرس والباز عند الروم، ويمكن للصقر أن يصيد ما لذ وطاب له، وهو يؤكد أن التقارير القديمة تشير إلى أن زراعة الحبوب كان ستتأثر بشكل سلبي لولا الصقر؛ لأن الأنواع الأخرى من الطيور في حال زاد عددها، خاصة التي تتغذى على الحبوب، سيؤدي ذلك إلى خلل في البيئة، ولكانت تلك الطيور قد قضت على مزارع الحبوب، وإن كانت تلك المعلومات لم توثق بشكل جدي، ولكن هناك إشارات إلى ذلك. صيد الأرانب والطيور ويضيف الهاجري: الباحثون ومتتبعو سلوكيات الطيور يجدون في الصقور أحد عوامل التوازن في الطبيعة، وهناك عوامل متعددة أخرى تدل على أن للصقور تأثيرا إيجابيا على الطبيعة والبيئة التي تعيش فيها، وتعد تربية الصقور أحد الهوايات التي يمارسها العرب خاصة في منطقة الخليج العربي. وفيما بعد انتشرت في أوروبا ومناطق كثيرة أخرى من العالم، وتربى الصقور لصيد الحيوانات الصغيرة، كالأرانب والطيور خصوصا طير الحبارى وغيره من الطرائد، وتبدأ هذه الهواية من خطوة صيد الصقر وحتى استئناسه وتدريبه والاعتناء به، ومن ثم استخدامه في الصيد، وتعد هذه الهواية من التراث غير المادي للإنسان، وتوجد في الإمارات العربية المتحدة وبلجيكا والجمهورية التشيكية وفرنسا، وجمهورية كوريا ومنغوليا والمغرب وقطر، والمملكة العربية السعودية وإسبانيا وسوريا. ويذكر الهاجري أن العرب قد استخدموا الطيور في الجاهلية للحصول على الطرائد التي هم بحاجة لها كغذاء، وفي العصر الحالي عندما يخرج الصقار للصيد بالطائر خاصته، فإنه يحرص على تدريب الصقر على أن لا يقتل الطريدة، وإنما يحافظ عليها من أجل إكثارها في الأسر ثم إطلاق جزء منها. الصيد الجائر ويوضح الهاجري، أن ذلك يتم بأن يجهز الصقار قطعة طازجة من اللحم، وما أن ينقض الصقر على الطائر حتى يلحق به الصقار، ويقدم له تلك القطعة، بينما يخلص الفريسة الحية قبل أن يقضي عليها، وبينما العرب خاصة دول مجلس التعاون قد منعوا الصيد بالبنادق للمحافظة على التوازن في الأنواع المهددة بالانقراض، نجد بعض الدول المتقدمة والتي سعت لنشر تلك القوانين في العالم، عبر المنظمات المناهضة للصيد بالبندقية، لايزال صيادو تلك الدول يخرجون في رحلات صيد بالبندقية حتى اليوم. ويؤكد الهاجري، أن دولة الامارات ودول مجلس التعاون ضد الصيد الجائر، حفاظا على الأنواع النادرة وللتشجيع على الصيد بالصقور وإكثار الأنواع المختلفة منها والتي تناسب البيئة المحلية وتصلح لهذا النوع من الهوايات العربية الأصيلة، ويتم فتح المجال لصيد الصقور في شهر أكتوبر حين تأتي مهاجرة من دول فارس وأفغانستان ومن دول السوفييت والصين، حيث تهاجر للدولة بحثا عن الدفء والغذاء، وتعود من هجرتها لمواطنها في فبراير من كل عام. الصقر والعرب ويقول الهاجري تنقسم الحشائش لعدة أنواع من العواشب الزراعية، وكل نوع من هذه العواشب فريسة لنوع واحد او أكثر من اللواحم أو الجوارح، وتلك الصلة المعقدة من سلاسل الغذاء تسمى الاشتراك الغذائي. ويعد الصقر أحد هذه المخلوقات التي تشارك في توازن دورة الحياة الطبيعية، وهو نوع مؤثر على البيئة بشكل إيجابي، وهو من فصيلة اللاحم والآكل العاشب. ولذا من المؤكد أنه يشارك في التوازن البيئي للطبيعة، موضحا أن حب الصقر لدى العرب لا يوصف خاصة لدى حكام الجزيرة العربية، حيث كانت للمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، بصمة كبيرة ضمن عشاق هذه الهواية. كما كان لملوك العرب تلك البصمة في تاريخ الصقارة، وقد اتسعت رقعة صيد الصقور أو إكثارها أو الصيد بها، وأصبح بإمكان المربي أن يحصل على أجهزة خاصة لتتبع الطائر، حيث ربما يفقد أحد أغلى الطيور لديه إن لم يكن قد اعتاد على صاحبه.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©