السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

سوريالية الواقع وحقيقة الإنسان في معرض «حياتنا والكائنات»

سوريالية الواقع وحقيقة الإنسان في معرض «حياتنا والكائنات»
6 ديسمبر 2014 23:43
مجدي عثمان (القاهرة) استهلت قاعة الفن في الزمالك - القاهرة موسمها الفني بحوار بين تضخيم الكتلة للنحات محمد الفيومي، تحت عنوان «حياتنا والكائنات»، وبين المشهد السوريالي الواعي لأحد رواد السوريالية المصرية الفنان الراحل محمد رياض سعيد، وسط حشد من الفنانين التشكيليين والنقاد والمهتمين بالفن. وجاءت أعمال الفنان سعيد رياض، كما ألفه الكثيرون من دراسي الفن، في أسلوبه المتميز لسوريالية ترتبط بعناصر الواقع المصري، وطالما شاهدنا نموذجها ضمن مقتنيات متحف الفن المصري الحديث، حيث تنبع فرادة أسلوبه، من خلال أفكاره المطروحة عبر لوحاته، وتمكنه الأكاديمي الذي يُطيّع يده لتنفيذ تلك الأفكار بنقل يقترب من التصوير الفوتوغرافي. يقول الفنان الدكتور مصطفى عبدالمعطي، إن رياض سعيد فنان متميز في الحركة الفنية المصرية المعاصرة، يعشق الإتقان ويتفانى في تحقيقه، ما جعله يكره الزيف والمزيفين، ويبتعد عن تلك العلاقات الزائفة مع البشر، راكنا إلى صدق العلاقة وحقيقتها مع القلة، فلجأ إلى الحلم بما يحتويه من غموض وحقيقة، ذلك العالم الذي شكل له نبعاً ثرياً بالموحيات، غنياً بالعلاقات الحميمية بين عناصره، كان الحلم الذي يستوطن العقل الباطن أكثر صدقاً من ذلك العقل الواعي المزيف والمتكيف، والمبرر للإنسان كل ما يفعله من اعتداء على الحقيقة. يذكر أن الفنان رياض سعيد الذي استقبلت أعماله القاعة الجديدة لجاليري الفن، حاصل على شهادة الأستاذية في الفن العام 1976 من أكاديمية سان فرناندو للفنون الجميلة بمدريد، ودبلوم ترميم الأعمال الفنية، وعمل أستاذاً للترميم بكلية الفنون الجميلة بمصر، كما كان عضوا بجماعة الباحثين والمرممين بمدريد. أما الفنان محمد الفيومي، فيطرح من خلال أعماله سؤاله: هل يسارع الإنسان بزوال نسله وفناء بني جنسه، بقصد من على وجه الأرض بإبادته للكائنات التي تشاركنا الحياة وتمدنا بأسبابها؟. قائلا إن الله سبحانه كرم الإنسان وفضله على الكثير من الخلق بنعمة العقل وأستخلفه وحمّله بأمانة إعمار هذه الأرض لا دمارها، ورعايته كائناتها وكنوزها، والحفاظ عليها دون فساد أو إفساد، لينعم بها أولادنا وأحفادنا من بعدنا، إلا أن هؤلاء البعض يقتلون لمجرد القتل. ويؤكد الفيومي أن الفن بشكل عام له السبق في استشراق المستقبل، وتقويم المعوج وزرع القيم الإنسانية الراقية، ولذلك، فإن معرضه بمثابة دعوة للتفكير خارج الأطر التقليدية، حيث اتخذ من هذه الكائنات أبطالاً لمعرضه لطرح موضوعات تهم البشرية، بما يواكب العصر ومتطلباته لبناء جسور حب واحترام وتعايش وسلام ورحمة مع بني جنسنا في كل أرجاء المعمورة، ومع كل الكائنات التي تشاركنا الحياة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©