الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الإمارات نموذج للتنويع الاقتصادي في المنطقة

الإمارات نموذج للتنويع الاقتصادي في المنطقة
14 نوفمبر 2012
مصطفى عبدالعظيم (دبي) - أكد ميروسلاف دوسيك القائم بأعمال رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنتدى الاقتصادي العالمي، أمس أن دولة الإمارات العربية المتحدة تقدم أفضل نموذج للتنويع الاقتصادي، والاقتصاد القائم على المعرفة في المنطقة. وقال في حوار مع “الاتحاد” إن الإمارات نجحت خلال السنوات الماضية في تنويع مواردها وتقليص اعتمادها على النفط كمصدر رئيسي للدخل، الأمر الذي مكنها من معالجة تحدي الوظائف الذي يتصدر قائمة القضايا التي تؤرق المنطقة والعالم. وأكد دوسيك أن الإمارات نجحت كذلك في إعداد جيل جديد من الشباب القادر على الانخراط والعمل في الشركات العالمية وذلك نتيجة الانفتاح الواسع للإمارات على الاقتصاد العالمي، ما اعطى الكفاءات الإماراتية المواطنة الفرصة للعمل في ظروف عالمية. وأشار إلى أن أوضاع التوظيف الإمارات في تحسن مستمر مما يعكس الإيجابية التي يتمتع بها اقتصاد الدولة. مؤشرات الاقتصاد ووصف دوسيك الوضع الاقتصادي في الإمارات بـ”الممتاز” وهو ما تعكسه المؤشرات الكلية ومؤشرات التنافسية العالمية، التي سجلت الإمارات فيها قفزات ملموسة عكست استقرار وقوة الاقتصاد والقطاع المالي، حيث جاءت في المرتبة 24 عالمياً في تقرير التنافسية للمنتدى الاقتصادي العالمي للعام 2012 و2013. وأشاد بالجهود التي تقوم بها حكومة دولة الإمارات لترسيخ تنافسيتها في كافة المجالات، مؤكدا أن الإمارات باتت تجسد نموذجا جيدا بالنسبة لمستقبل المنطقة. وفيما يتعلق باستضافة الإمارات لقمة مجالس الأجندة العالمية والتي تعد الحلقة الأساسية في صياغة الأجندة الرئيسية لأعمال منتدى دافوس بسويسرا في يناير المقبل، أكد دوسيك أن اختيار المنتدى الاقتصادي العالمي للإمارات لتكون مركزا دائما لهذه القمة يعكس ثقل الدولة على الخارطة العالمية، ودورها الرائد في تحسين البيئة العالمية في كافة المجالات. وأشار إلى أن المنتدى الاقتصادي العالمي وبناء على النجاحات المتكررة في الدورات الأربعة الماضية، قام برفع سقف توقعاته لهذه الدورة بعد أن قفز عدد المشاركين فيها الى قرابة الألف مشارك يشكلون نخبة من قادة الفكر والخبراء والإبداع في كافة المجالات. وقال دوسيك إن قمة مجالس الأجندة العالمية، تكتسب أهمية كبيرة من حيث التوقيت، لأنها تأتي في ظل أوضاع وظروف صعبة وتحديات عدة يواجهها العالم حاليا من أزمات اقتصادية واجتماعية وإنسانية وكذلك سياسية، الأمر الذي يسلط الأنظار على النتائج التي يمكن الوصول إليها من قبل نخبة من المفكرين والعلماء والخبراء في شتى الميادين. مواجهة التحديات واكد أن المشاركين في القمة سيكثفون جهودهم عبر لقاءات المجالس المختلفة من اجل التوصل لنماذج جديدة لعلاج التحديات والأزمات التي تحيق بالعالم، وذلك لوضعها على طاولة النقاش خلال أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس في يناير 2013. واكد دوسيك تفاؤل المنتدى الاقتصادي العالمي باستضافة دبي لقمة هذا العام والتي تأتي تتويجا لعلاقات ممتازة مع دولة الإمارات التي استضافت اعمال هذه القمة خلال السنوات الاربع الماضية والتي كان لها مردود قوي على صعيد تحريك الافكار العالمية باتجاه علاج الأزمات التي تواجه العالم، مؤكدا ثقته في نجاح اعمال القمة وفي التنظيم الممتاز لها. وقال ان اختيار المنتدى الاقتصادي العالمي لدولة الإمارات مقراً دائماً لاستضافة أعمال قمة مجالس الأجندة العالمية، عبر شراكة طويلة المدى مع حكومة الإمارات، لم يأت من فراغ. وأوضح قائلا”إن الإمارات تملك العديد من المقومات التي أهلتها لهذه الاستضافة، خاصة في مجال المواطنة العالمية والاستدامة والبنية التحتية التنافسية، لتكمل بذلك أحد أضلاع مثلث الاجتماعات العالمية للمنتدى الاقتصادي العالمي الذي يتشكل من المقر الرئيسي في دافوس بسويسرا وقمة الصين وقمة المجالس في الإمارات”. الأجندة العالمية واكد أن استضافة الإمارات لهذا الحدث سنوياً من شأنها أن تؤسس لدور إقليمي فاعل في صياغة الأجندة العالمية ورسم التوجهات المستقبلية للقضايا العالمية، الأمر الذي يؤهل الإمارات لأن تصبح ممثلاً لصوت البلدان خارج مجموعة العشرين. وأشار إلى أن فسلفة المنتدى الاقتصادي العالمي في اختيار البلدان التي تشكل مثلث اجتماعاته الرئيسية ترتكز على معايير محددة تتصدرها الاستدامة والاستقرار والمواطنة العالمية والبنية التحتية. وأكد أن الإمارات تتمتع بريادة وسجل مشرف في ممارسة دورها المسؤول كمواطن عالمي، الأمر الذي حفز المنتدى لاختيارها مقراً لاستضافة قمة مجالس الأجندة العالمية. وأكد دوسيك أن ما حدث في الإمارات خلال السنوات الماضية، وقدرتها على الوصول لمعدلات نمو اقتصادي قوية وتنويع اقتصادها بشكل سريع، بعيداً عن الاعتماد على النفط، جعل منها نموذجاً يحتذى في بلدان المنطقة، بالإضافة إلى أن الانفتاح الواسع على العالم مكنها من لعب دور ريادي مهم على الخريطة العالمية والمساهمة في رسم المستقبل. وأوضح أن قمة أجندة مجالس الأعمال هذا العام تتناول محاور رئيسية تتنوع بين الحالة الاقتصادية العالمية وتحديات البطالة، بالاضافة الى الأوضاع السياسية في مختلف مناطق العالم ومنها بلدان الربيع العربي في الشرق الأوسط، وكذلك مشاكل نقص المياه والغذاء والبيئة والمخاطر الأخرى التي تهدد الاستقرار العالمي، حيث ستتم مناقشة هذه المحاور من خلال اكثر من 88 مجلساً، تضم نخبة من أفضل العقول والخبرات العالمية من أكاديميين ومفكرين وخبراء ورجال أعمال ومسؤولين في الحكومات المختلفة يصل عددهم الى ألف مشارك. فرص العمل واعتبر دوسيك أن تحدي البطالة وتوفير فرص العمل في المنطقة يمثل ابرز التحديات التي يسعى المجلس الخاص بقضايا البطالة في معالجتها في اطار عالمي وليس اقليمي. وأشار الى ان ازمات البطالة لم تعد تهدد دولة أو اقليما بعينه وانما باتت مشكلة عالمية، ويجب ان تحل بجهود عالمية مشتركة. واوضح ان الأمر المهم بالنسبة للمجتمع الدولي هو ضرورة العمل على ايجاد سياسات واستراتيجيات للعمل وابتكار مزيج من الافكار لمعالجة المخاطر والاستفادة من الفرص. وأوضح انه على الرغم من اختلاف تحديات البطالة والتوظيف من دولة الى اخرى واقليم لآخر، لكن هناك بشكل عام نماذج عالمية ناجحة يمكن تطبيقها لمعالجة هذه الأزمة في الشرق الأوسط على سبيل المثال. ولفت الى انه سيتم خلال اعمال مجالس الأجندة الخاصة بالتوظيف واسواق العمل، استعراض النموذج الآسيوي ونموذج أميركا اللاتينية من خلال الخبرات المشاركة من هذه البلدان، للمساعدة في تقديم توصيات وابتكار سياسات جديدة للتعاون بين القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني، لعلاج هذه الأزمة في المنطقة. وقال دوسيك إن القمة تشكل فرصة لتوسيع ارتباط منطقة الشرق الأوسط بالعالم بعيد عن الارتباط التاريخي بينها وبين الغرب، مشيرا إلى ضرورة الانفتاح بصورة أوسع على الأسواق والاقتصادات الواعدة في آسيا وفي اميركا اللاتينية والتي تلعب دورا مهما في قيادة النمو المستقبلي للاقتصاد العالمي، ليس فقط على صعيد الاستثمار والتجارة، وانما على صعيد نقل المعرفة ايضا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©