16 ألف شخص يشاركون في حملة السكري «امش ِلحياة أفضل» على حلبة ياس

تدفقت الجماهير العريضة لحلبة مرسى ياس، عصر أول أمس الجمعة، للمشاركة في فعالية «امش لحياة أفضل»، هذا الحدث السنوي في دورته الخامسة، الذي نظم تحت رعاية سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، من طرف مركز امبيريال كوليدج لندن للسكري بدعم من الشركة الوطنية للضمان الصحي. حيث ساهم أكثر من 16 ألف شخص في إنجاح هذه الفعالية، التي سبق ووجهت نداء على صعيد الوطن لتبني نمط حياةٍ صحي من خلال المشي لمسافة 5 كيلومترات في حلبة مرسى ياس في العاصمة أبوظبي، وذلك من خلال مخاطبة الدوائر الحكومية والخاصة، ومن خلال الإعلانات وخطبة الجمعة، وذلك لدفع الناس للمشاركة، في مبادرة حملة « السكري، معرفة مبادرة» فتحت أبواب التسجيل لحاملي التذاكر التي لا يتجاوز سعرها 10 دراهم، وهو سعر رمزي حسب القيمين على الحدث، عصر الجمعة الساعة الثالثة مساء، ليتسلم صاحب التذكرة «تيشيرت وكاب « بعدها يسمح له بالانخراط في الحدث، والتفاعل مع منطقة الترفيه العائلي الذي ضم العديد من المنشطين وألعابا للأطفال الصغار، والرسم على الوجه ومسابقات حية في عين المكان، بالإضافة لفرقة «طبول دبي» التي رقص على إيقاعها الجمهور، بينما انتشرت في المنطقة زوايا للعب كرة القدم وتسجيل أهداف، تحت عنوان «العب لحياة أفضل»، ناهيك عن فرصة السماح لكل فرد بقياس قوة ضربة الكرة برجله، كما شارك الجميع في القيام بحركات رياضية على إيقاع الموسيقى اللاتينية برئاسة المدربة «زومبا» لقضاء أوقات مرح واستفادة، ولعب وحركات وموسيٍقى، وهي أحداث توجت بالحدث المهم وهو المشي الذي بدأ بعد العد الكسي في الساعة الخامسة مساء، ليقطع الجميع 5 كيلومترات مشيا على مضمار حلبة ياس، وهو مضمار ذو اتجاه واحد، يصعب الرجوع فيه للوراء، فما كان على الجميع سوى السير في اتجاه خط الوصول ليحصل في النهاية على شهادة وصول ومشاركة كتحفيز ومكافأة على المشاركة في الحدث، كما كانت هناك لوحات وعلى طول نقاط المشي كتب عليها المسافة التي تم اجتيازها. 16? إصابات السكري وتقول كارول صنصور مديرة حملة «السكري معرفة مبادرة» ومديرة التواصل بمركز امبيريال كوليدج لندن للسكري، إن الهدف من الحملة هو لفت انتباه الناس لأهمية الحركة في حياتهم العادية، وأشارت إلى أن نسبة السكري في الإمارات حسب آخر البحوث والدرسات تصل إلى نسبة 16? من مجموع السكان، وهذه الحملة تشجع على تغيير عادات الناس وسلوكهم، واتباع نظام رياضي يقلل من مخاطر السكري، ونحن هنا بصدد الحديث عن السكري من النوع الثاني، الذي يرتبط بنوع الحياة، ويدعو هذا النشاط أيضا الجميع إلى التحكّم في طريقة عيشهم عبر تبني حمية غذائية صحية وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، كالمشي سريعاً لمدة 30 دقيقة يومياً، وتساهم هذه الخطوات الصغيرة والبسيطة في السيطرة أو حتى تفادي مرض السكري، الذي بات ينتشر حول العالم بسرعة تعادل انتشار الأوبئة، أذ سجّلت إصابات لدى أطفال لم يبلغوا السابعة من العمر، ويذكر أن حملة مركز امبيريال كوليدج لندن للسكري استهدفت أكثر من 125,000 شخص في دولة الإمارات العربية المتحدة منذ العام 2007. أربع حملات وأوضحت كارول أن حملة السكري تشمل عدة فعاليات، منها «امش لحياة أفضل» الذي وصل دورته الخامسة هذه السنة، وهو يقام مرة في السنة، كما يشمل البرنامج أيضا حدث «العب لحياة أفضل». وتضيف كارول: نقوم بهذا النشاط في شهر رمضان الكريم، ونقوم أيضا بعدة فعاليات على مدار السنة في المدارس والجامعات، من أجل مساعدتهم على اختيار نمط سليم في التغذية، وممارسة الرياضة، طول السنة، وذلك في إطار «كل لحياة أفضل» وهذه الحملة موجهة لأطفال المدارس ومن خلالها نتوجه لصغار السن، وهذه الفئة مهمة جدا لبناء صحة سليمة، بحيث تتم توعيتهم بضرورة اختيار الأكل الصحي، وذلك للحد من الإغراءات المتواجدة خارج البيت من ناحية الأكل، أما برنامج أو حدث» اطبخ لحياة أفضل» فهو موجه للأهل والأمهات والآباء، لتوعيتهم بأهمية ما نطبخ وما نقدمه لأهلنا، والنشاط كله يدور حول الأكل السليم والمتوازن. أما عن سبب اختيار حلبة ياس قالت كارول: تعتبر هذه ثالث مرة يجري فيها هذا الحدث على مضمار مرسى ياس، وتم اختيار الحلبة لأنها عامل جذب من جهة، بحيث تخول للمشارك أن يستمتع بالتجوال في أهم مرافقها، واستكشاف هذا الإنجاز الضخم، كما أنها منطقة يسهل فيها التعاطي مع الكم الهائل من الناس. وتضيف: في بداية الحدث كان الكورنيش هو مكان الحدث، لكن كان يعصب توجيه الجمهور وتنظيمهم، فليس من السهل تنظيمه بهذه الجودة إلا في حلبة ياس، والفكرة هي خلق جو ممتع للجميع، لكي نلفت انتباه الناس لضرورة الحركة، ونوجه رسائل بطرق ترفيهية تشمل الكبار والصغار، وكما لاحظ الجميع فإن مضمار الحلبة ذو اتجاه واحد، بحيث من اختار الانطلاق يلزمه إكمال المسافة كلها، وهي 5 كيلومترات، وكان هناك طاقم جاهز لتقديم المساعدة على طول نقاط الحلبة، ونقاط أيضا لتوزيع الماء. تفاعل جماهيري وتضيف كارول: لاحظنا أن هناك جماعات، وأفرادا وشركات، عائلات، كبارا وصغارا، مشاركون في الحدث، كما شاهدت الأسر مع عربات الرضع، وأطفال يحملهم أولياء أمورهم على أكتافهم، وآخرين يمشون على «سكوتر صغير» أو على أحذية رياضية بعجلات صغيرة، وما فاجأني هو شاب يعاني من كسر في إحدى رجليه ليمشي المسافة على عكازين، كما كان هناك من يمشي على كرسي متحرك، فنحن دعونا للحدث والقرار يرجع بالطبع للأفراد والجماعات، ولأصحاب القرار أيضا، بحيث هناك بعض الشركات تفاعلت مع الحدث ونظمت لإرسال موظفيها وخصصت لهم حافلات نقل، وهناك من سمع عن الحدث من خلال وسائل الإعلام، وغيرهم أتى مع أصدقائّه. وتقول كارول إن الحدث شاركت فيه فرق موسيقية وبهلوانات ومشاة على العصي، وتفاعل الصغار مع منطقة الترفيه العائلي، وانطلق المشي بحركات رياضية انخرط فيه جموع المشاركين، أما عن العدد التي تم تحقيقه، والذي وصل لأكثر من 16 ألف شخص، ليكون الأكبر من نوعه على صعيد خمس سنوات فتقول كارول: هذا العدد تم التوصل إليه أو معرفته من خلال بيع التذاكر ومن خلال التيشرتات والقبعات التي تم توزيعها، كما أن الأطفال لم يتم ادخالهم في هذا العدد. وفي نهاية الحفل تم توزيع جوائز على المشاركين في الحدث، كانت من نصيب أربعة فقط، بحث فاز مشارك بليلة في فندق ياس، بينما فازت سيدة أجنبية بدراجة هوائية، وآخر بثلاثة أشهر اشتراك في نادي مدينة زايد الرياضية، بينما فازت سيدة بمبلغ 10 آلاف درهم. على إيقاع موسيقى «زومبا» تقول ليليان سانديرسن» زومبا»، التي نشطت الحفل وجعلت الجهور يتفاعل معها على إيقاع الموسيقى اللاتينية، وهي مدربة الأيروبيك والرقص اللاتيني في مدينة زايد الرياضية، إنها سعيدة بتفاعل هذه الجماهير العريضة، التي أدت ببراعة ما قدمته لهم من حركات، لتكون الحياة جميلة وخالية من الأمراض بفعل الرياضة، وتضيف: يجب تغيير فقط عاداتنا من أجل حياة أفضل، وذلك بنهج أسلوب رياضي بسيط يوميا، وحتى داخل البيت يمكن القيام بذلك، والمهم هي الرغبة، فالرياضة والنظام الغذائي هما سر الصحة الجيدة.