الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«آبل» تركز على قطاع الأعمال لزيادة مبيعاتها

«آبل» تركز على قطاع الأعمال لزيادة مبيعاتها
26 نوفمبر 2011 21:38
لم يكن ستيفن جوبز مهتماً ببيع منتجات آبل لكبريات الشركات. بلغ عزوف رئيس «آبل» التنفيذي الراحل عن تلبية متطلبات الشركات (وليس المستهلكين) درجة أنه تهكم على مديري معلومات الشركات في مؤتمر عقد عام 2005 وقال إن هناك 500 رجل وامرأة في الشركات الخمسمائة الأكبر في العالم يتعين أن ترضيهم. غير أنه حدث شيء طريف في السنوات القليلة الماضية، حيث بدأت شركات كبرى في شراء منتجات آبل لموظفيها، فقد أتاح كل من آي باد وآي فون المجال لرمز آبل حضوراً في أماكن العمل لم تشهده آبل أبداً حين كان اهتمامها مقتصراً على بيع أجهزة كمبيوتر ماكنتوش. ورغم أن مشتري أجهزة تكنولوجيا الشركات يقولون إن آبل لا تحاول أن تخفي حقيقة أن المستهلكين لا يزالون يشكلون أسبقيتها الأولى إلا أنهم لاحظوا أن التعامل مع الشركة أضحى أكثر يسراً في السنوات القليلة الماضية، حيث أضافت الشركة خصائص في أجهزتها لجعلها أكثر قبولاً للشركات، وليس من المستغرب أن رئيس «آبل» التنفيذي الجديد تيموثي دي كوك اشتهر بالاهتمام بلقاء مديري تقنية المعلومات الذين كان جوبز يستهين بهم. وقال ريتش ادوتشي مدير تقنية المعلومات في بوسطن سيانتفيك، شركة تصنيع أجهزة طبية وزعت نحو 3000 آي باد لموظفي المبيعات لديها وينتظر أن تشتري 1500 أخرى بحلول نهاية العام: “ما فعلوه خلال السنوات القليلة الماضية هو أنهم بدأوا بالفعل التفكير بطريقة أعمق في متطلبات الشركات”. وبدأت آبل في التلميح إلى أنها تعتبر سوق الشركات مجال تنمية ضخماً. كما كشفت آبل في شهر أكتوبر عن نسبة الشركات كبيرة التي تستخدم وتوزع أجهزة آي باد وآي فون في أكبر 500 شركة (حسب إحصائيات فورتيون) والتي بلغت 92% و93% على الترتيب. وقالت جين مونستر خبيرة التحليلات في بايبر جافري: “لم يسبق أن سمعنا عن هذه الإحصائيات من قبل، والسبب وراء ذلك هو أن الشركة سعت بصعوبة إلى ذلك لعقود وأخيراً استطاعت أن تقنع الشركات”. وتعتبر شركة لويز لبيع اللوازم المنزلية بالتجزئة أحد أهم العملاء الذين كسبتهم آبل مؤخراً، والتي تقول إنها اشترت نحو 4200 جهاز آي فون ليستخدمها موظفوها في طوابق المتجر، وبدلاً من الاضطرار إلى البحث عن جهاز كمبيوتر في وسع الموظفين أن يستخدموا الأجهزة في ممرات المتجر للتفتيش على أرصدة البضائع واختيار أفلام فيديو شرح الأجهزة وإعانة المستهلكين على تقدير تكاليف الطلاء وتركيب الأرضيات وأشياء أخرى. كذلك بدأت شركات الخطوط الجوية في استخدام آي باد ليحل محل كتيبات الرحلات الجوية المطبوعة وجداول الملاحة وغيرها من المواد التي يجب على الطيارين إحضارها على متن الطائرات. وكان يتعين دائماً على الطيارين فتح الملفات المحتوية على تلك الكتيبات كل بضعة أسابيع لكي يتمكنوا من تبديل الصفحات بمعلومات محدثة. أما باستخدام أجهزة آي باد فالتحديث يجري إلكترونياً. لدى جميع طياري شركة ألاسكا للخطوط الجوية الآن البالغ عددهم أكثر من 1400 طيار أجهزة آي باد، كما بدأت شركتا يونايتد وكونتننتال ايرلاينز اللتان اندمجتا توزيع أجهزة آي باد على جميع طياريهما البالغ عددهم 1100 طيار في شهر أغسطس الماضي. وقال الكابتن بيرنز الطيار في شركة يونايتد ومدير عام التكنولوجيا وفحوص الرحلات الجوية: “أثبتنا أنه يمكننا البحث عن صفحة إلكترونية أسرع من بحثنا عن صفحة في كتيب مطبوع”. وثبت أن آي باد في بعض الحالات يكون بديلاً أكثر جاذبية عن أجهزة الكمبيوتر المحمولة (لابتوب) خصوصاً في المواقف التي تكون فيها سرعة البحث عن المعلومات وخفة الوزن وسهولة الحمل أموراً مهمة. فعلى سبيل المثال يتعين على فنيي سيمنز اينرجي باستمرار تسلق أبراج عالية لصيانة توربينات الرياح في حرارة قاسية أحياناً وفي مناطق مثل غرب تكساس. واعتاد بعضهم على استخدام أجهزة لابتوب لقراءة دليل الصيانة والاطلاع على جداول حين يباشرون أعمالهم، غير أن الأجهزة كبيرة نسبياً وتستغرق وقتاً طويلاً لإعدادها حسب تيم هولت رئيس تنفيذي شركة خدمات الطاقة المتجددة التابعة لشركة سيمنز إينرجي. والآن توزع الشركة على فنيي خدمة طاقة الرياح أجهزة آي باد الخفيفة والتي تبدأ تشغيلها لحظياً ومزودة بكاميرات تتيح للعاملين إرسال صور إلى قسم الإسناد الفني إذا احتاجوا تشخيص عطل ما. يحمل الجهاز فعلياً الآن نحو 350 فنياً، وفي غضون خمس سنوات سيحصل 5000 فني عليه، حسب هولت. غير أن أقسام تكنولوجيا المعلومات ربما يتبين لها أن العمل مع أبل ينطوي على تحد. ذلك أن مديري المعلوماتية يعتبرون أن أجهزة ماكنتوش باهظة السعر كما بدت آبل غير جادة في إدماج أجهزة الكمبيوتر في أجواء الشركات. وقال هولت إن قسم المعلوماتية المركزي في سيمنز في ألمانيا استبعد في بادئ الأمر احتمال استخدام أجهزة آي باد ضمن حزمة معداته التكنولوجية. ورغم أن تكتم آبل على توجهات أجهزتها قد يساعدها في حملاتها التسويقية الصارخة في سوق المستهلكين، إلا أن تنفيذيي أقسام المعلوماتية بالشركات يريدون أن يعرفوا المزيد من منتجات آبل بحيث يمكنهم إعداد ميزانية استثمار تكنولوجي جديدة. وقال تود سكوفيلد رئيس مجموعة حركية الشركات في بنك ستاندرت تشارترد: “عادة أنت تجلس مع مسؤول في شركة ما ويعرض أمامك خريطة طريق لخمس أو عشر سنوات. ولكن في آبل فإنهم لا يفعلون ذلك. فلا تعرف ما هو آت لديهم ولو حتى لسنتين”. ومع ذلك بدأ ستاندرد تشارترد توزيع ما يصل الى 11 ألف آي فون على موظفيه مع إبعادهم عن أجهزة بلاكبيري. إذ أعجب البنك بالقدرة على إصدار تطبيقات في آي فون - مثل تلك التطبيقات التي تتيح للمصرفيين الاطلاع على أسهم العملاء ومعاملاتهم بالعملة الصعبة واعتمادها بسرعة تكاد تكون لحظية. وهناك عامل مهم في صالح آبل هو ما يسمى بالملاءمة مع المستهلكين وهو توجه عام تصبح فيه الشركات أكثر استجابة لتقنيات المستهلك مثل الوسائط الاجتماعية. وذكر سكوفيلد أنه للتو أصبح معتاداً على طريقة آبل في إجراء الأعمال. لسنوات عديدة تأكدت فكرة عدم اهتمام أبل بخدمة الشركات من خلال تصريحات ستيفن جوبز الذي توفي في أكتوبر الماضي. وفي الحالات النادرة التي التقى فيها جوبز بمستهلكي الشركات كان تنفيذيو آبل كثيراً ما يستعدون لتحمل اللحظات الحرجة التي كانت تطرأ بسبب ميل جوبز إلى الحديث العفوي وعدم القدرة على إخفاء ما في ذهنه، بحسب أشخاص كانوا يعملون في مبيعات الشركات في آبل. تذكر أحد هؤلاء الأشخاص اجتماعاً في مقر آبل الرئيسي عام 2007 بعد الإعلان عن آي فون والذي التقى فيه جوبز رئيس قطاع الرعاية الصحية لأحد اتحادات الشركات الكبرى. وأبلغ هذا التنفيذي جوبز بأن شركته ستتبنى آي فون لو أن أبل أضافت بعض الخصائص لجعل الجهاز يعمل بشكل أفضل في أجواء الشركات. فغضب جوبز لذلك الاقتراح وأخبر التنفيذي عن مدى تقلص مبيعات بلاكبيري - الذي كان آنذاك أكثر الهواتف المحمولة مراعاة لمتطلبات الشركات في السوق - بالنسبة لإجمالي عدد الهواتف المحمولة المبيعة عموماً. وسأل التنفيذي جوبز ساخراً: “أي الأسواق التي تروج لها؟”. وقال موظفو آبل السابقون إن كوك الذي كان مدير عام تشغيل آبل قبل أن يصبح رئيسها التنفيذي التقى كثيراً بعملاء الشركات وبدا أنه يراعي متطلباتهم حتى لو لم يحد عن آراء جوبز في جعل المستهلكين هم الأولوية عند تصنيع منتجات آبل. وقال أحدهم: “تيم كان دائماً مراعياً للعملاء”. ورغم الموقف الصعب الذي أبداه جوبز لتنفيذي الرعاية الصحية أضافت آبل عدداً من الخصائص المفيدة للشركات - مثل التوافق مع مايكروسوفت اكستشنج (وهو نظام بريد إلكتروني شائع في الشركات) مع برنامج آي فون تم تحديثه لاحقاً. نقلاً عن: «انترناشيونال هيرالد تريبيون» ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©