الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الجيش الأميركي... والكوارث الآسيوية

23 نوفمبر 2013 23:31
في عام 1991، أصدرت حكومة فلبينية أمراً للقوات الأميركية بأن تغادر القاعدة العسكرية في خليج “سوبيك”، وهي منشأة مترامية الأطراف استخدمها الأميركيون لعقود. وهناك تعاون بين الجيشين الأميركي والفلبيني منذ ذاك الحين لكن لم تبدأ بعد مناقشة إمكانية إنشاء قاعدة للقوات الأميركية في البلد الواقع في جنوب شرق آسيا. ويعترض هذا عقبة تتعلق بكيفية السماح للجيش الفلبيني أن يستخدم المنشآت الأميركية المقامة هناك. وبناء على هذه الخلفية، سارع الجيش الأميركي بمساعدة الفلبين بعد أن دكها إعصار “هايان” يوم الجمعة الماضي. وقال مسؤولون إن الإعصار ربما قتل أكثر من 10 آلاف شخص كما تعرضت البلاد للدمار بسبب ما حمله الإعصار من مياه ورياح بسرعة زادت على 200 ميل في الساعة. وكانت قوات مشاة البحرية الأميركية بين أوائل الجهات التي استجابت للكارثة وأرسلت نحو 90 فردا وطائراتي “كيه. سي.130 جيه” نقلتها من “فوتينما” في اليابان يوم الأحد قبل الماضي لتقييم الدمار. وبعدها أعلن الجيش تقديم دعم إضافي تضمن نشر المزيد من طائرات سلاح البحرية للقيام بمهام البحث والإنقاذ وتوصيل الإمدادات والغذاء للمدنيين الذين تقطعت بهم السبل. وأمر وزير الدفاع الأميركي بإرسال حاملة الطائرات “جورج واشنطن” وسفن أميركية أخرى إلى الفلبين منها الطرادان “انتيتام” و”كوبينز” والمدمرتان “موستين” و”لاسن” وسفينة الإمداد “تشارلز درو”. وقال “جورج ليتل” المسؤول الإعلامي في “البنتاجون” مساء يوم الاثنين: “كلما اقتضى الأمر، سيكون بوسع هذه السفن والطائرات أن تقدم مساعدات إنسانية وإمدادات ورعاية طبية لدعم الجهود الجارية التي تقودها حكومة وجيش جمهورية الفلبين... ستصل هذه السفن في فترة بين 48 و72 ساعة. وما زالت وزارة الدفاع تعمل عن كثب مع حكومة الفلبين لتحديد مدى الحاجة لمساعدات إضافية”. والاستجابة للكارثة قد تكون أحدث مثال على إظهار الولايات المتحدة لحسن النوايا وتحقيق نقاط سياسية في بلد في جنوب شرق آسيا أثناء عمليات الإغاثة في إحدى كوارث الطبيعة. وفي كل حالة، سهّل وجود قوات أميركية في المنطقة بأن تقدم الولايات المتحدة دعماً قوياً، وبشكل أكثر سرعة وفعالية من أي بلد آخر. وهذا يبرز قدرة الولايات المتحدة على الاستجابة في الأزمات بينما هناك دول أخرى. وقال “مايكل أوسلين” الخبير في شؤون السياسة الأسيوية والقضايا الأمنية في معهد “أميركان انتربرايز” البحثي المحافظ: “الولايات المتحدة، رغم كل مشاكلها، مازال لديها الكثير من علاقات العمل الجيدة والنوايا الحسنة في هذه المنطقة من العالم... الكارثة هنا فرصة لنا للأسف كي نظهر ما نستطيع فعله”. وأشار أوسلين إلى موجات المد العاتية “تسونامي” التي ضربت المحيط الهندي عام 2004 باعتبارها مثالا أكثر قوة لكيفية تقديم الولايات المتحدة مساعدات لتحسين العلاقات الأميركية في آسيا. ففي حالة “تسونامي” عام 2004، كانت إندونيسيا من أكثر الدول تضرراً وعلاقاتها بالولايات المتحدة كانت فاترة بعد أن فرضت أميركا عقوبات على الحكومة الإندونيسية عام 1991 بعد حادثة أطلق فيها جنود إندونيسيون النار على احتجاج في تيمور الشرقية فقتلوا أكثر من 270 شخصاً. وبعد مقتل أكثر من 130 ألف إندونيسي بسبب “تسونامي”، أرسلت الولايات المتحدة إلى المنطقة حاملة الطائرات “ابراهام لينكن” وسفناً أخرى وطائرات هليكوبتر ومساعدات أخرى. وبدأت العلاقات الأميركية مع إندونيسيا تتحسن بعد ذلك، وتحديدا، بعد أن رفعت الولايات المتحدة حظراً على الأسلحة عام 2006. والعام الماضي كان لدى وزراء اندونيسيا ما يكفي من الثقة في الولايات المتحدة لدرجة قالوا فيها إنهم وافقوا على أن توسع قوات مشاة البحرية الأميركية عملياتهم في استراليا المجاورة وأنهم يريدون إجراء المزيد من التدريب على عمليات الإغاثة في وقت الكوارث مع القوات الأميركية. وفي مثال آخر، ساعدت القوات الأميركية في جهود الإغاثة في اليابان بعد وقوع زلزال كبير في شمال شرق البلاد عام 2011. وقتلت الكارثة ما يزيد على 15 ألف شخص وتسببت في تدمير ثلاثة مفاعلات في محطة للطاقة النووية. وشارك ما قدر بنحو 24 ألف جندي أميركي في جهود الإغاثة، وأقر البنتاجون لاحقاً بأن بعض القوات تعرضت للإشعاع في العملية، مما يعزز احتمالات إصابتهم بالسرطان وأمراض أخرى. وخفف مسؤولون يابانيون كبار في وقت لاحق من حدة انتقاداتهم لخطط الولايات المتحدة لنقل قواتها في قواعدها اليابانية وشكروا الأميركيين على المساعدة في الكارثة. وقال “موراي هيبيرت” الخبير في قضايا جنوب شرق آسيا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الذي يتخذ من واشنطن مقراً إن علاقات الولايات المتحدة بالفلبين أفضل بكثير من علاقاتها بإندونيسيا عام 2004، لأن الجيش الفلبيني يشارك الأميركيين في عمليات خاصة بأعداد صغيرة على مدار سنوات للتصدي للجماعات المتمردة التي من بينها جماعة “أبوسياف” و”جبهة تحرير مورو الإسلامية”. وقال “هيبرت” إن مشاركة الولايات المتحدة في جهود الإغاثة من كارثة الإعصار، ستذكر المسؤولين الفلبينيين بأن هناك فوائد من إبرام صفقة للسماح للولايات المتحدة بأن تقيم قواعد لقوات مشاة البحرية والبحارين لتتوافد عليها القوات هناك على أساس دوري. وأضاف أن الطرفين لا يتكلمان كثيرا عن الموضوع حاليا لكنهما سيعودان إلى الموضوع في الأسابيع المقبلة، وأن الفلبينيين يريدون بشدة التعاون مع الولايات المتحدة. دان لاموز كاتب أميركي متخصص في الشؤون العسكرية ينشر بترتيب خاص مع خدمة “واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس”
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©