الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

باتريس باولي: فخورون بمشاركة فرنسا في المشروع الثقافي بجزيرة السعديات

20 ابريل 2007 02:02
أحمد مصطفى العملة: أشاد معالي باتريس باولي سفير فرنسا لدى دولة الإمارات العربية المتحدة بمستوى العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات خاصة المجال الثقافي· وقال في تصريحات لـ''الاتحاد'' إن فرنسا تقوم بجهد كبير في المجال الثقافي باتجاه دول الخليج بصفة عامة، لكن ثمة علاقات خاصة مع الإمارات بالتحديد، وذلك تلبية لاحتياجاتها· وأوضح السيد باولي أن ''وجود السوربون أبوظبي هنا، وكذلك مشروع اللوفر أبوظبي في إطار المنطقة الثقافية بجزيرة السعديات هو جزء من استراتيجية فرنسا لصالح الحوار''· مشيرا الى أن فرنسا ترفض مفهوم صراع الحضارات الذي حاول المفكر الأميركي صمويل هنتجنتون الترويج له حتى من قبل هجمات 11 سبتمبر ·2001 وقال إن بلاده ''تضع جميع الوسائل في خدمة الحوار والعمل من أجله''· وأضاف السفير الفرنسي ''إن جامعة السوربون أبوظبي هي المكان الذي يصنع فيه شباب الغد، ولذلك فمن المهم أن تتوفر لدى هؤلاء الشباب الأدوات لفهم العالم ولفهم الآخر والانفتاح على الحوار· هذا هو هدف السوربون والجامعات الأخرى الموجودة في الإمارات العربية وفي المنطقة والتي تمثل جسرا بين المدرسين والطلاب بالاتجاهين''· وأشار باولي إلى أن هناك مؤسستين فرنسيتين أخريين مثل الاينسياد وجامعة الموضة ''ايسمود'' في دبي، كما أن هناك جامعات أخرى تستعد لتطوير تعاونها مع الجامعات الإماراتية· وقال أيضا إن متحف اللوفر أبوظبي سوف يشارك في الحوار الثقافي المستهدف بشكل مختلف، وإنه سيكون جزءا من مجمع يتضمن عدة متاحف لثقافات مختلفة في جزيرة السعديات· وتابع ''إن المنطقة الثقافية في السعديات تهدف الى أن تكون بحد ذاتها مكان حوار والتقاء بين الثقافات، وإني فخور جدا بمشاركة فرنسا في مشروع كهذا· لدينا مع أصدقائنا في الإمارات نظرة مشتركة· إننا عازمون على التطلع نحو المستقبل في إطار شراكة بكل ما لهذه الكلمة من معنى''· وقال إن النشاط الفرنسي المكثف على هذا الصعيد يهدف إلى تعزيز الوجود الفرنسي في المنطقة على المستوى الثقافي بصفة عامة، لكنه يرمي أيضا إلى تعزيز الحوار الثقافي مع دول المنطقة وبين جميع الشعوب· وأكد باولي أن الحكومة الفرنسية تبدي الاحترام الكامل للتنوع الحضاري البشري، مشيرا إلى أنها تدافع عن حق الجميع في التعبير بلغته· وأشار الى أن باريس تقدمت للأمم المتحدة منذ سنوات بمشروع قرار يهدف الى اعتماد مبدأ التعددية اللغوية· وقال ''نحن نعمل من أجل حماية مبدأ التنوع''· وأعرب معالي السفير الفرنسي عن سعادته بشأن ''تطور جهاز تعليم الفرنسية في منطقة الخليج خاصة في الإمارات''· وكشف ان الجانب الفرنسي مهتم بإنشاء مبان جديدة وتوسيع المدارس الفرنسية الحالية لتلبية الطلب المتزايد على التعلم في النظام وباللغة الفرنسية· ومضى يقول ''إننا راغبون في استقبال مزيد من الطلاب الإماراتيين ومن الدول الأخرى في مدارسنا، حيث إنهم يشكلون بوتقة رائعة يشارك فيها جيل المستقبل''· وأشار إلى أن هناك حوالي 50 ألف طالب في الإمارات يتعلمون الفرنسية في المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية، بالإضافة إلى أربعة آلاف طالب في شبكة المدارس الفرنسية الأخرى· وأكد معالي السفير أن فرنسا تعمل من اجل نشر الثقافة من خلال العروض الفنية والموسيقية بالتعاون مع النشطاء الإماراتيين كالعروض التي أقيمت مؤخرا في المجمع الثقافي والمسرح الوطني أو جامعة زايد· وتأتي تصريحات باولي وسط زخم غير عادي تشهده العلاقات بين الإمارات وفرنسا، شمل في الفترة الأخيرة تبادلا مكثفا للزيارات بين مسؤولين رفيعي المستوى من الجانبين· وفي هذا الإطار قام البرفيسور اندريه سيجانو المدير العام لوكالة ''كامبوس فرانس''، المعنية باستقطاب الطلاب الأجانب لاستكمال دراساتهم العليا في فرنسا، بزيارة مهمة للإمارات قبل أيام بغية الترويج لفرص الدراسة المجانية المتاحة ضمن النظام التعليمي الجامعي في فرنسا· وخلال لقاء صحفي شاركت فيه ''الاتحاد'' قال المسؤول الفرنسي البارز في أبوظبي إن الحكومة الفرنسية تقدم الآلاف من المنح الدراسية المجانية للطلاب الأجانب للدراسة في الجامعات الفرنسية بدون قيود تقريبا، وذلك في إطار جهود وكالة ''كامبوس فرانس'' التي تأسست حديثا في باريس لدعم المكانة الثقافية لفرنسا في العالم· وأكد أن الوكالة لا تشترط أبدا ضرورة إتقان اللغة الفرنسية لقبول الطلاب الأجانب، موضحا أن كثيرا من مناهج الدراسات العليا في الجامعات الفرنسية صارت تقدم باللغة الإنجليزية· وأكد على أنه ليس ثمة شروط صعبة أو معقدة لقبول الطلاب·· فقط تميز المستوى التعليمي في المرحلة الجامعية· وتابع: إن فرنسا هي الدولة الوحيدة في العالم التي تقدم مثل هذه المنح المجانية بهذه الكثافة· وأوضح أن فرنسا تستهدف من وراء تلك السياسات الجديدة تعزيز مصالحها السياسية والاقتصادية والثقافية في مختلف أرجاء العالم على المدى الطويل، مشيرا إلى أن فرنسا سيكون لها ملايين الأصدقاء المحبين قوامهم أولئك الخريجون الذين حصلوا على الماجستير أو الدكتوراه من جامعاتها والذين سيفضلون التعاون مع فرنسا مستقبلا·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©