الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

تخوف من تعلق الصغار بـ «التواصل الاجتماعي» ودعوات لتكثيف الرقابة

تخوف من تعلق الصغار بـ «التواصل الاجتماعي» ودعوات لتكثيف الرقابة
24 نوفمبر 2013 15:30
يبدي اختصاصيون اجتماعيون تخوفاً من ازدياد التعلق بمواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً عند الأطفال والمراهقين، مع ما يعنيه ذلك من خلل في قدرة الأسر على ضبط إيقاع العملية التربوية، وضعف التحكم في مدخلات هذه المواقع ومخرجاتها. ويقبل كثيرون من مختلف المراحل العمرية على مواقع التواصل الاجتماعي نظراً للمساحات الواسعة التي توفرها لإبداء الآراء وتبادل الأفكار دون وجود رقابة أو قيود، وسط تحذيرات من تأثير الانغماس في التواصل الافتراضي على علاقات الشخص الحقيقية، فضلاً عما تحتويه بعض تلك المواقع من مواد وصور لا تتناسب مع طبيعة الأسرة العربية المحافظة. ويبقى الوعي الالكتروني بجميع محتوياته ومساراته الحل الأمثل لمواجهة صراعات وتيارات التعدي على الخصوصية الفردية أو الاجتماعية، إلى جانب تحديث القوانين والتشريعات المتعلقة بالجرائم الإلكترونية، بحسب خبراء. وحذر الدكتور أحمد العموش أستاذ علم الاجتماع وعميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة الشارقة من تنامي ظاهرة استخدام الأطفال لمواقع التواصل الاجتماعي، لما لذلك من انعكاس سلبي على ثقافة الطفل واتجاهاته وميوله، فاستخدام الأطفال لمواقع التواصل الاجتماعي في وقت مبكر يؤثر على تفاعل واندماج الطفل مع بيئته الأسرية، كما أن الاستخدام المفرط لهذه المواقع يعزز الانسحابية للأطفال. وأضاف أن هناك عدداً من الآثار السلبية المترتبة على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي أبرزها تعرض الأطفال للانحراف والمشكلات السلوكية، إضافة إلى وضع الطفل تحت الخطورة والمتمثلة في تعرضه لمشكلات وإساءات كثيرة وأبرزها الإساءات الجنسية. كما قدم الدكتور العموش عدة نصائح اجتماعية تكمن في ضرورة توعية الأسر، خصوصاً الأبوين بمخاطر استخدام الأطفال لشبكات التواصل الاجتماعي، مؤكداً أهمية دور المدرسة في توعية الأطفال بمخاطر استخدام هذه المواقع. ورأى الأخصائي الاجتماعي بدر عبدالفتاح أن التواصل الاجتماعي في مفهومه العام مفيد جداً، ويساعد في توطيد العلاقات الاجتماعية بين الناس، كما أنه وسيلة للتواصل مع الأصدقاء والأقارب، ولكن من الضروري أن تكون هناك رقابة جادة ومتابعة من الوالدين لأطفالهم بين حين وآخر، مشترطاً وجود الثقة المتبادلة بين الطرفين. كما اعتبر أن الاستخدام السلبي لمواقع التواصل بين الأطفال يؤدي إلى وجود بعض الأخطار الاجتماعية، ذكر منها: زيادة الإشاعات السلبية بين الأطفال، إضافة إلى إثارة الغيبة والنميمة، وتبادل الألفاظ المشينة والمسيئة والمخالفة للعادات والتقاليد والقيم الإنسانية. كما شدد الأخصائي بدر عبدالفتاح على خطورة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لفترات طويلة، حيث تعتبر من أهم أسباب انعزال الأطفال وتوتر علاقاتهم مع أسرهم. ووجه عبدالفتاح أولياء الأمور إلى ضبط استخدام مواقع التواصل الاجتماعي من قبل الأطفال، كاطلاع أولياء الأمور على المواقع التي يتصفحها الأطفال، مع مراعاة إعطاء مساحة من الحرية والثقة للطفل، كما أن مشاركة أولياء الأمور في مواقع التواصل الاجتماعي مع أطفالهم يعزز العلاقات الأسرية بشكل أفضل. الخصوصية مستباحة أكد عادل رزق مدير منظومة جاما التعليمية أن الخصوصية أصبحت مستباحة ولو نسبياً في ظل وجود مواقع التواصل الاجتماعي، فيمكن بقليل من البحث الوصول إلى بيانات أو معلومات عن أي مشترك في هذه المواقع مثل الفيس بوك وغيرها. كما لفت رزق إلى وجود مجموعة إعدادات في كل موقع من مواقع التواصل الاجتماعي تتيح للشخص المحافظة على خصوصيته، وتسهم إلى حد ما في تقليل احتمالات اختراق البيانات، ومنها عدم الدخول للحساب عبر أكثر من جهاز، إضافة إلى استخدام خاصية الإشعار بالموبايل عند محاولة آخرين للدخول لحسابك ببيانات خاطئة، علاوة على وجود برامج لمكافحة الاختراق والقرصنة. وبين رزق أن أغلب المشكلات تتسبب بها الحسابات الوهمية في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ينتحل صاحبها شخصية أخرى ويغرر بالآخرين. وأشار القانوني ابراهيم التميمي إلى أن مواقع التواصل مع ما تمثله من تطور هائل إلا أن لها أبلغ الأثر على الخصوصية الفردية والأسرية عندما يساء استخدامها، وقد يتسبب قراصنة الإنترنت في الاطلاع على أدق الأسرار الشخصية والأسرية. لذلك نصت المادة (2) من المرسوم بقانون اتحادي رقم (5) لسنة 2012 في شأن مكافحة جرائم تقنية المعلومات على أنه «يعاقب بالحبس والغرامة التي لا تقل عن مائة ألف درهم ولا تزيد على ثلاثمائة ألف درهم كل من دخل موقعا إلكترونيا أو نظام معلومات إلكترونية أو شبكة معلومات بدون تصريح، وتكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنة والغرامة التي لا تقل عن مائتين وخمسين ألف درهم ولا تتجاوز مليون درهم إذا كانت البيانات أو المعلومات محل الأفعال الشخصية». كما نصت المادة (21) من ذات المرسوم على أنه «يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر والغرامة التي لاتقل عن مائة وخمسين ألف درهم ولا تتجاوز خمسمائة ألف درهم كل من استخدم شبكة معلومات إلكترونية أو إحدى وسائل تقنية المعلومات في الاعتداء على الخصوصية». ونصح التميمي كل من يتعرض لاختراق حسابه أو قرصنته، بالتقدم بشكوى إلى الجهات المختصة لإبراء ذمته من أي فعل أو قول قد يرتكبه الشخص. رفض لاستخدام الأطفال عبرت عائشة محمد، معلمة رياض أطفال، عن رفضها استخدام الأطفال لمواقع التواصل الاجتماعي دون رقابة، نظراً لما تحتويه من بيانات وصور لا تناسب مراحلهم العمرية. ولفتت عائشة إلى أن الأخطار ليست اجتماعية فحسب، بل هناك تأثير سلبي كبير في الجانب الصحي، داعية الآباء والأمهات إلى تخصيص وقت معين خلال عطلة نهاية الأسبوع للسماح للأطفال بمتابعة المواقع التي تعود عليهم بالفائدة شريطة عدم تجاوز مدة الاستخدام لساعتين. وأكدت لمى، وهي طفلة في الحادية عشرة من عمرها، أنها تمضي ساعتين على الأقل في تصفح صفحتها على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدة أنها لا تضيف أي شخص لا تعرفه وجميع من في صفحتها هم أصدقاؤها وأقاربها. إلا أن نيفين، في الصف السابع، اعتبرت أن الاقتصار على إضافة الأقارب والأصدقاء فقط يخل بمفهوم التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أنها تفضل إضافة أشخاص من بلدان أخرى لتتواصل معهم وتتعرف على طبيعة المجتمعات. ونفت نيفين تعرضها لأي تحرش أو مضايقة من أي من أصدقاء صفحتها، إلا أنها قالت إن لديها صديقة عانت من تطفل أصحاب حسابات وهمية على صفحتها وإرسال عبارات أو صور مخلة، ما دفعها إلى إغلاق صفحتها بشكل نهائي والانتقال إلى موقع تواصل آخر. نصائح ? المواقع مفيدة لكنها تحتوي على مواد وصور خطرة ولا تتناسب مع الأطفال. يجب على الأهالي الجلوس إلى أبنائهم وشرح كيفية استخدام هذه المواقع وتحذيره من دخول صفحات مقيدة بأعمار معينة. ? على الرغم من أهمية المواقع للتواصل بين أفراد الأسرة خصوصاً في حالات الاغتراب، لكن هذا التواصل لا يجب أن يكون على حساب العلاقات الاجتماعية الحقيقية، فالحوار مع الصديق والقريب عبر شاشة الحاسوب لا يغني عن الجلوس إلى الأخ أو الأخت أو الصديق على أرض الواقع. ? على الأهل أن يكونوا حاضرين دائماً في صفحات أبنائهم، لكي يراقبوا عن بعد الأصدقاء الآخرين ولكي يحموا الطفل من تطفل أي شخص غريب في حياته. ? يجب مراعاة حق الطفل في الحديث عبر الكاميرا مع أصدقائه، لكن في هذه الحالة يجب أن يبقى الحاسوب في غرفة الجلوس تجنباً لحدوث أي أخطاء. الحسابات الوهمية.. قناع ذكرت شهلة الشحي طالبة اتصال جماهيري من جامعة الإمارات، أنها تشارك في مواقع التواصل الاجتماعي بحساب وهمي، معللة ذلك بأن الحسابات الوهمية تمنح حرية متابعة أكثر من الحسابات الشخصية، حيث يستتر خلفها صاحبها طلباً لمساحة من الاستقلالية يمكنه أن يتحدث من خلالها بدون قيود عائلية أو مجتمعية. كذلك يملك بدر علي موظف فني في جهة حكومية حساباً باسم مستعار يخلو من أي معلومات شخصية على موقع تويتر، يتيح له متابعة بعض الشخصيات التي يراها أقرباؤه وأصدقاؤه حسابات تافهة لا تستحق المتابعة. وأضاف أنه لم يواجه أي مشكلة مع الحسابات الوهمية، ولكن ذكر قصة صديقه الذي تعرض لاختبار من زوجته، حين اختبأت خلف حساب وهمي لقياس مدى تجاوب زوجها مع الفتيات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©