أحمد سعيد، وكالات (عواصم) - أصر النواب المحافظون في مجلس الشورى الإيراني أمس على مساءلة الرئيس محمود أحمدي نجاد عن تدهور الأوضاع المعاشية اوسقوط العملة الوطنية، وسط محاولات كبار المحافظين للتهدئة بعد تهديدات أطلقها نجاد بكشف أسرار جديدة عن الأزمة الاقتصادية التي تضرب البلاد بسبب العقوبات الغربية. في حين أعلنت طهران عن ثلاث منظومات صاروخية واختبرت بنجاح صاروخا متوسط المدى في اليوم الثاني لمناورات (المدافعين عن سماء الولاية 4) التي تجرى شرق إيران.
وقال النائب الإيراني علي مطهري إن مجلس الشورى “لا يمكنه إلغاء مساءلة نجاد بسبب قطع مشروع المساءلة لمراحله القانونية”.
وأكد لـ”الاتحاد” أن “الأسبوع المقبل سيكون حاسما لأن الرئيس نجاد سيحضر إلى البرلمان وسيجيب على أسئلة النواب”.
وكان نجاد هدد بإعلان “أسرار جديدة عن الأزمة الاقتصادية، والإعلان عن الأسماء المقربة من القيادة والتي تسببت في الأزمة الاقتصادية”.
من جانبه أكد النائب محمد رضا باهنر أن “نجاد سيخضع للمساءلة البرلمانية حتى إذا بقي نائب واحد في مشروع المساءلة وانسحب الباقون”. وأكد أن “توقيت حضور الرئيس نجاد سيكون الأسبوع المقبل”.
وحذر نواب مقربون من نجاد من إصرار النواب المحافظين على مساءلة الرئيس، مؤكــدين أن ذلك “سـيدخل البـلد في فـوضى سياسية”.
وقال مساعد نجاد للشؤون البرلمانية محمد رضا ميرتاج الديني إن “إلغاء مشروع المساءلة سيكون لمصلحة البلد، لأن الضغوط الدولية والمشاكل الاقتصادية لايمكن تسويتها عبر التصادم البرلماني- الحكومي”.
وأضاف “ليس من المصلحة الوطنية الإصرار على مساءلة الرئيس، وأن الأعداء سيرقصون طربا للتشنج الموجود في الداخل الإيراني”.
من جانبه أكد برويز سروري وهو نائب مقرب من الحكومة أن “الإصرار على مساءلة نجاد هو خطأ كبير، لأن هذا الأمر جاء بعد خطاب مرشد الجمهورية علي خامنئي الذي دعا إلى تسوية الخلافات بين زعماء السلطات الثلاثة”.وأضاف أن “المساءلة ستشعل الخلافات والاحتجاجات بين أقطاب الأصولية وأنصارهم”.
من جهة أخرى، أعلن قائد مقر “خاتم الأنبياء” للدفاع الجوي العميد فرزاد إسماعيلي أمس في مؤتمر صحفي عقد في المنطقة الميدانية للمناورات عن عرض منظومات (صافات) و(يا زهراء) و(قادر) الصاروخية، بحسب وكالة مهر للأنباء.
وقال إن هذه المنظومات تم تصنيعها محليا، موضحا أن منظومة (قادر) الصاروخية، تتميز بقدرتها على التنقل والحركة وقابليتها على إطلاق الصواريخ دون الحاجة إلى إنزال منصة الإطلاق خلال 30 دقيقة.
وأضاف أن منظومة (يازهراء) لإطلاق الصواريخ بارتفاع منخفض تعتبر أحد أذرعنا الدفاعية ولديها القابلية للاستقرار في شتى النقاط، وسيتم استخدامها للمرة الأولى في هذه المناورات.ولفت إلى أن منظومة (صافات) هي من منظومات المدفعية المضادة للجو وهي متنقلة أيضا وتتمتع بقابلية لإطلاق النار بكثافة وبدقة عالية وقدرة كبيرة على اكتشاف الأهداف المعادية.
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية أن إيران اختبرت بنجاح إطلاق صاروخ من طراز (هاج) متوسط الارتفاع في اليوم الثاني للمناورات المشتركة. وقالت إن الصاروخ (هاج) تمكن بعد الإطلاق من تتبع وتدمير الأهداف المتحركة المحددة سلفا.
كان وزير الدفاع الإيراني العميد أحمد وحيدي أزاح أمس الأول الستار عن حوامة “تندر” القتالية الثقيلة محلية الصنع. وأطلقت إيران تدريبات عسكرية أمس الأول فى شرق إيران لاختبار قدراتها الدفاعية الجوية. في غضون ذلك قالت وكالة الطاقة الدولية التي تقدم المشورة للدول الصناعية في سياسات الطاقة، إن انتعاش إنتاج إيران من النفط يعزز إمدادات النفط مع استمرار ضعف الطلب بسبب هشاشة الاقتصاد العالمي.
وأضافت أن جولة جديدة من العقوبات على إيران من المرجح أن تلحق مزيدا من الضرر بالوضع المالي لإيران، لكنها لن تقلل بالضرورة تسليماتها النفطية للأسواق. وتابعت “مع اتجاه معظم الخام الإيراني حاليا إلى آسيا فإن الأثر الرئيسي لإجراءات الاتحاد الأوروبي الجديدة سيكون على الأرجح في القطاع المالي للبلد”.
وتتعرض الموارد المالية لإيران لضغوط منذ تسببت عقوبات من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في انخفاض صادراتها النفطية إلى أكثر من النصف مقارنة مع العام الماضي مما قوض ميزانيتها وأدى إلى طفرة في التضخم وانخفاض حاد للعملة. وقالت وكالة الطاقة إن انتاج النفط الإيراني ارتفع نحو 70 ألف برميل يوميا إلى 2,7 مليون برميل يوميا في أكتوبر.
وقفزت الصادرات الإيرانية إلى 1,3 مليون برميل يوميا، من مليون برميل يوميا في الشهرين السابقين.
وقالت الوكالة “يبدو أن الصين وكوريا الجنوبية تحوزان نصيب الأسد من حجم الزيادة في الصادرات الإيرانية”.
عدد اليوم
