الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

وديمة.. ضحية خلّدها قانون يحمي شقيقتها ميرة والأطفال

14 نوفمبر 2012
دينا جوني (دبي) - حملت الطفلة المواطنة وديمة، وزر اسمها 8 سنوات، في «السحابة السوداء»، لم ينتظرها سوى مصير قَطف بعنف عمرها الذابل قبل أوانه، وطفولتها المنسية خلف ستار الظلم العائلي. ربما لم تفهم وديمة هذا التناقض بين صورة الوالد الوديع والعطوف داخل القصص الملونة، التي كانت معلمتها ترويها داخل الصف، وبين تلك الصورة التي كانت تواجهها يومياً بذهول بين جدران المنزل الصامتة. ربما حاولت اختلاس النظر والتقاط شرارة عطف قد تكون دفينة خلف عيون والدها، فتحاول إحياءها بآهة مكتومة، ببسمة بريئة. لكن قلب الوالد رمى رقة نبضاته وحشرها في الجانب الآخر من ضلوعه. صرخات وديمة ودموعها ووجعها لم يتمكن من كسر تلك البرودة المتربعة في نفسه. البخار المتصاعد من الماء الساخن الذي يسكبه الوالد بيديه على جسدها خلق غشاوة دائمة، رسم في ذهن وديمة صورتها الخاصة النهائية عمن يفترض أن يكون والدها. ماذا عن لحظات الأنين الأخيرة؟ ماذا عن الصوت الواهن والجسد المكسور في أرض المنزل؟ تلك النفس المشوهة لا تشبعها إلا الأرواح البريئة، ولا تنتشي إلا برائحة الموت. قَتل الطفلة وديمة بالوحشية التي هزت كل قلب إماراتي وقاطن على أرض الدولة، لم ينته بانتهاء نداءات التعاطف، وكلمات العزاء، ومطالبات الإعدام، والتغريدات المنددة. وديمة، «السحابة السوداء المحملة بالأمطار»، حمت في غيابها آلاف الأطفال الموجودين في دولة الإمارات العربية المتحدة، بعد أن أينع قتلها المؤلم قانوناً يضمن حمايتهم، ويؤمن بيئة آمنة مستقرة تكفل براءتهم وتحميهم من أي انتهاك أو أذى. مجلس الوزراء خلّد ذكرى وديمة. أراد أن يُبقي ألمها ماثلاً في نفوس كل من يرغب العيش على أرض الإمارات. رغب أن يجعل من اسمها أيقونة ترمز إلى ضرورة استنفار مختلف أطراف المجتمع في حماية كل طفل لقريب أو غريب، وعبّر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي عن ذلك بقوله إن «وديمة فقدت حياتها ولكن ستظل قصتها وذكراها حية بيننا بهذا القانون». واعتمد مجلس الوزراء أمس قانوناً لا تهاون فيه مع من لا يلتزم تطبيقه. قانون «يشكل رادعا لمن لا تردعه أخلاقه ودينه عن التعدي على الأطفال». ترتاح الطفلة وديمة لمن سيمنع من يمد يده مرة أخرى على شقيقتها ورفيقتها في المأساة ميرة، وغيرها من الأطفال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©