الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الاستثمارات تتدفق على قطاع الطاقة

20 ابريل 2007 23:25
إعداد- مريم أحمد: يشير خبراء الطاقة الى أن هنالك الكثير من الفرص الاستثمارية الموجودة بسوق الطاقة العالمية في الوقت الحاضر، ولن يشكل مفهوم نهاية عصر النفط كارثة في حال استعد العالم له كمستثمرين ومستهلكين· ولاشك في أن الخطوة الأولى تتمثل في قبول فكرة أن عصر النفط لابد سيقترب من النهاية يوما ما· وفي الوقت نفسه، لا يمكننا إنكار أن العالم بأكمله لا يزال متعطشا للمزيد من النفط· ومنذ الأزمة النفطية الأخيرة التي شهدها العالم في فترة الثمانينات من القرن الماضي، كان هنالك معدل نمو سكاني هائل، مع ما لا يقل عن ثلث ذلك التعداد السكاني ممن بدأوا في التحول الى الاقتصاد الصناعي· وعلى سبيل المثال نذكر الصين، موطن ما لا يقل عن 1,3 مليار نسمة، والهند التي لا يقل تعدادها السكاني عن المليار نسمة· وكما هو واضحٌ للعيان، فإن كلا الاقتصادَيْن يشهد نموا سريعا، وكلاهما بحاجة ماسّة للنفط، وذلك علاوة على الإدمان الأميركي على النفط· وبمزج معدلات الطلب المرتفعة على النفط بانخفاض العرض العالمي، وحقيقة أنه لم يتم تسجيل أي اكتشاف قوي وبارز للنفط منذ ما يزيد عن الستة والثلاثين عاما، فلا عجب في أن يصل سعر برميل النفط الى 150 دولارا ، أو ربما أكثر· كيف إذن يمكننا تمويل ذلك، والاستفادة من خلال تحويل الأمر الى رأسمال قوي وكبير؟ لاشك في أن النفط يعد بمثابة عصب الحياة الذي يُيسّر الأمور اليوم، وهو ما يجعل اقتصاد العالم يشهد نموا وفاعلية· وخلال المائة عام الماضية نجح العالم في استغلال النفط الخام، والغاز الطبيعي· ووصلنا الى اعتقاد بأن النفط والغاز سيدومان للأبد· وهذا بدوره أدى الى تكوين قوى عاملة رئيسية في جميع أنحاء العالم· ليس هذا فحسب، بل ساعدنا النفط على حرث الملايين من الهكتارات والأراضي، وإنتاج الأسمدة، ونقل البضائع والسلع والأشخاص· إن الاعتماد على النفط ومصادر الطاقة الأخرى شبيه بالإدمان· وبالنسبة للولايات المتحدة، فهي لا تملك مصدرا فعالا آخر للطاقة غير النفط يتصف بسهولة الإنتاج، ويمكن استخدامه في وسائل النقل· صحيح أن بالإمكان توليد الطاقة الكهربائية من الطاقة النووية، لكن الأرقام تشير الى أن الكمية المتبقية من اليورانيوم الخام لن تصمد سوى لعقود من الزمن فقط، وليس لقرون طويلة· ويبقى احتمال بأن لا تتمكن مصادر الطاقة المتجددة من الإيفاء بالمستويات الحالية من الاستهلاك العالمي للطاقة· ما هو الحل العملي إذن للتغلب على هذه المشكلة؟ يؤكد خبراء الطاقة أن عملية الشفاء من الإدمان على النفط ممكنة· وعلى المدى الطويل، فسيكون من السهل التوصل الى الإجابة الشافية المتمثلة في مصادر الوقود الأخرى، كالفحم مثلا والذي يعد من مصادر الوقود الرخيصة الثمن، والموثوقة· ويبدو أن أسواق العالم قد تنبهت لأهمية الفحم كمصدر هام للوقود مؤخرا، وما يدل على ذلك هو تحليق أسعار الفحم عاليا في العام الماضي· ويجري حاليا تطبيق تكنولوجيا الفحم النظيف حيث يحتوي الفحم على منتجات أخرى ثانوية وشوائب يتوجب استخلاصها قبل الاستفادة من الفحم واستخدامه· وذلك يتطلب عددا من العمليات المعملية لإزالة المعادن غير المرغوبة، الأمر الذي يجعل من عملية حرق الفحم أكثر كفاءة وفاعلية ونظافة· ولطالما أُعتبر الفحم من المصادر القذرة وغير الموثوقة في أسواق صناعة الطاقة، إلا أن تلك النظرة السلبية قد تغيرت الآن، ففي الوقت الذي يبحث فيه العالم أجمع عن حلول بديلة للطاقة، يتصدر الفحم، ويأتي في طليعة المصادر المرشحة· من جهة أخرى، فإن الطلب الصيني وحده على الطاقة الكهربائية ينمو بمعدل لا يقل عن 150 في المائة، وتشير الإحصائيات إلى أنه من المتوقع أن الطلب العالمي على الكهرباء قد يزداد بنسبة 85 في المائة قبل عام ،2020 وهو معدل أسرع من معدلات الطلب على مصادر الطاقة الأخرى· والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو ماذا سيحدث عندما يصل عدد سكان العالم إلى 7 مليارات نسمة، أو ،8 أو حتى 9 مليارات نسمة، كما تشير توقعات منظمة الأمم المتحدة؟ ربما ستكون هنالك مستشفيات تفتقر إلى أجهزة الحياة، ومحلات البقالة والسوبر ماركت بلا ثلاجات أو برّادات، والظلام يهيمن على المراكز التجارية، وأبراج المكاتب، وما إلى ذلك· وتخيلوا ما قد يحدث في حال لم يتم استثمار الأموال في مصادر الطاقة الكهربائية الجديدة· وكل ذلك يبدو مخيفا وغير منطقي أو واقعي، لكن لا داعي ليكون واقعيا في حال استثمرت أكبر اقتصادات العالم وأكثرها طموحا عدة مئات من المليارات للمساعدة في بدء عهد جديد للاستثمار في مصادر الطاقة الكهربائية· والتقارير تؤكد أن مبلغا ضخما لا يقل عن 16 تريليون دولار مُوَجّهة لجميع أسواق الطاقة، بما في ذلك مبلغ 10 تريليون دولار مخصصة للطاقة الكهربائية، وذلك لا يشكل سوى نسبة ضئيلة من إجمالي الناتج المحلي العالمي·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©