تصل اليوم إلى كورنيش أبوظبي، يخوت سباق فولفو للمحيطات التي تحط رحالها في محطة العاصمة، للمرة الأولى في الشرق الأوسط، وتتواجد حتى 14 من الشهر الجاري، ومن المتوقع أن تصل اليخوت المشاركة في الحدث تباعاً، من بينها اليخت “عزام” الذي يمثل أبوظبي في السباق، حسب ترتيبها في الرحلة القادمة من ميناء كيب تاون بجنوب أفريقيا، لتتوقف في أبوظبي، قبل ان تشد الرحال إلى ميناء سانيا بالصين المحطة الأخيرة التي تختتم بها رحلة تسعة أشهر حول العالم.
وتستضيف قرية سباق فولفو للمحيطات اليخوت، وتم إعداد مراسم خاصة لاستقبالها، حيث تقام عدد من الفعاليات الخاصة بهذا الحدث، من قبل هيئة أبوظبي للسياحة، للإعلان مجدداً عن قدرة الإمارات ممثلة في أبوظبي على إبهار العالم في كافة الأحداث التي تستضيفها على الدوام.
ومن المقرر أن ترسم الفعاليات المُقرر تنظيمها لوحة فريدة تجمع عناصر عديدة من التراث البحري العريق لإمارة أبوظبي، حيث ستُرافق يخوت “سباق فولفو للمحيطات” لدى دخولها المرسى سفن “الداو” الشراعية التقليدية يقودها بحارة إماراتيون يرددون أناشيد البحر القديمة التي شدا بها الأجداد خلال رحلاتهم الطويلة لصيد اللؤلؤ.
وترسو يخوت السباق بجوار سفن الداو التي سيتم تزيينها احتفالاً بهذه المناسبة، وسيتم تقديم عروض العيالة أثناء نزول أعضاء الأطقم إلى الشاطئ، وسيتلقون أيضاً تحية أطفال يرتدون الأزياء الإماراتية التقليدية ينثرون عليهم قصاصات ورق بألوان علم الإمارات خلال توجههم إلى لجنة الترحيب، ويستقبل اليخوت وفد من “هيئة أبوظبي للسياحة وشركاؤها” إلى جانب نوت فروستاد، الرئيس التنفيذي لـ”سباق فولفو للمحيطات”.
وفي إطار نفس الاحتفالات بوصول اليخوت، تنظم هيئة أبوظبي للسياحة مساء اليوم عروضا للألعاب النارية، بهدف استمتاع الحضور في قرية سباق فولفو للمحيطات بأوقات تواجدهم على كورنيش ابوظبي، ومن المنتظر أن تكون هناك عروض مبهرة من قبل الهيئة خلال تلك الفترة.
6 يخوت في السباق
الجدير بالذكر أن السباق يشارك فيه ست فرق من مختلف أنحاء العالم، يتقدمها فريق ابوظبي للمحيطات، بقيادة البريطاني أبان ووكر، ويخوض الفريق التحدي على متن يخته “عزام”، أما الفريق الثاني فهو كامبر مع فريق الإمارات نيوزيلندا، ويقوده كريس نيكلسون، كما تضم قائمة الفرق المشاركة، جروباما الذي يقوده الفرنسي فرانك كاما، وتشارك “بوما” الماركة العالمية الشهيرة بفريق يحمل اسمها بدعم من بيرج بروبالسون، ويقوده كين ريد، وتشارك الصين لأول مرة في السباق بفريق سانيا، إلى جانب حامل اللقب فريق تيليفونيكا الذي يشارك للمرة الثالثة على التوالي.
ويعد سباق فولفو للمحيطات أحد أهم الأحداث التي تستضيفها أبوظبي على مدار العام، إلى جانب العديد من الأحداث العالمية الأخرى، مثل سباق جائزة “الاتحاد للطيران” الكبرى للفورمولا - 1، وكذلك بطولة أبوظبي للجولف، فضلاً عن بطولة مبادلة العالمية للتنس، وكذلك استعراضات ريد بول الجوية، إضافة إلى الأحداث الأخرى التي دوما ما تمتع أبوظبي العالم بها، من خلال حالة الإبهار التي تخلقها على الدوام، من خلال استضافتها لتلك الأحداث بشهادة الجميع.
ومن خلال رؤيتها في هذا السباق تحديداً الذي يحظى بمشاهدة، حوالي مليار فرد على مستوى العالم فقد أرادت أبوظبي ان يمثلها فريق في هذا الحدث ومن بينه أبناء الدولة، من أجل الاستفادة من خبرات الآخرين، تمهيدا لتوليهم قيادة فريق أبوظبي للمحيطات، وقد وقع الاختيار على اثنين من شباب الوطن، هما عادل خالد أحد بحاري الفريق صاحب الـ 23 عاماً، والثاني بطي المهيري البحار الاحتياطي صاحب الـ 27 عاماً.
وأكد عادل خالد أنه كان يعشق حياة البحار بشكل عام، لكنه لم يكن يتوقع في يوم من الأيام، أن يجوب العالم، في سباق بحري بحجم فولفو للمحيطات، الذي يعبر قارات العالم في واحد من أبرز الفعاليات البحرية على مستوى الكرة الأرضية، ووجه الشكر إلى هيئة أبوظبي للسياحة، على اختيارها له متمنياً أن يكون عند حسن الظن به دائماً، وأشار إلى أنه سيبذل قصارى جهده للاستفادة من خبرات طاقم الفريق العالمي، بهدف أن يكون صورة مشرفة للإمارات، في هذا المحفل الكبير.
وأضاف: من دون شك أن تكون على متن، يخت بحجم وإمكانات “عزام” فهو أمر يجعلك تشعر بالفخر كونك من أبناء هذا الوطن، فدائماً نسعى للتفوق في شتى المجالات ولا شك أننا في عالم البحر يجب أن يكون لنا دور فعال في السباقات العالمية، لاسيما وأن خبراتنا في هذا المجال طويلة منذ أيام الأجداد، ومهنة الصيد التي كانت أحد أهم مصادر الدخل للكثير من أبناء الوطن، سواء صيد الأسماك أو صيد اللؤلؤ.
وتابع: لقد خضت سباقات عديدة من بينها سباق إبحار الليزر في أولمبياد بكين عام 2008، لكن بكل تأكيد الوضع مختلف، والسباق يختلف شكلاً وموضوعاً، خاصة وانه يتطلب إمكانات وتجهيزات، مغايرة تماماً.
«حلم المهيري»
من جانبه قال بطي المهيري: لقد ظل حلم ارتياد مياه المحيطات يراودني، منذ الصغر، وعلى الرغم من أن وظيفتي في مجال البترول، صعبة جداً إلا أنني لم اترك البحر على الإطلاق، فهو عشقي الأول والأخير، واكتسبت هذا العشق بالوراثة من الآباء والأجداد الذين كانوا يعتمدون على كنوز البحر في معيشتهم، منذ زمن بعيد.
وعبر المهري عن فرحته بالتواجد، ضمن فريق أبوظبي للمحيطات، أملاً أن يشهد المستقبل القريب، عددا كبيرا من ابناء هذا الوطن، يتسابقون في هذا المحفل العالمي، وأضاف: أعد الجميع بأن أبذل قصارى جهدي، من أجل رفع راية الوطن عالية، في المستقبل القريب، ووجه الشكر إلى هيئة أبوظبي للسياحة، على اختيارها له ليكون ضمن الفريق الذي يمثل الدولة في سباق فولفو للمحيطات مؤكدا أنها حققت له حلم حياته.
وينظم نادي أبوظبي للرياضات الشراعية واليخوت مجموعة من الأنشطة البحرية في “قرية سباق فولفو للمحيطات” بمنطقة كاسر الأمواج على كورنيش أبوظبي التي تستقبل اليوم أسطول يخوت السباق وأطقمها المؤلفة من أبرع بحارة العالم. وتضمن هذه الفعاليات المتنوعة استمتاع كافة أفراد العائلة بإثارة سباقات اليخوت الشراعية، واكتشاف تجربة الإبحار وسط الأمواج.
أنشطة بحرية
وتتوجه أنظار الجمهور يوم السبت المقبل إلى سباق بين ما يزيد على 100 من قوارب الداو التقليدية فئة 60 قدماً قبالة كورنيش أبوظبي، ويشارك في السباق أبرز المواهب الإماراتية في مجال الإبحار الشراعي، على أن يكون بحارة “سباق فولفو للمحيطات” ضيوف شرف الحدث، وستبحر قوارب الداو لمسافة 14 ميلا بحريا في مسار ينتهي عند الكورنيش، قبل رسوِّها قرب القرية، استعداداً لمراسم تسليم الجوائز على المسرح الرئيسي للقرية، ويعتبر ماجد أحمد المهيري أقوى المرشحين للفوز بهذا السباق.
ويقام الثلاثاء المقبل سباق آخر لقوارب الداو فئة 22 قدماً بمشاركة أطقم من البحارة المواطنين الشباب تحت قيادة ملاحين مخضرمين، والذي يبدأ من نادي شاطئ هيلتونيا إلى جزيرة اللولو، قبل العودة مجدداً إلى منطقة الكورنيش، ويهدف هذا السباق إلى تشجيع المواهب الصاعدة في مجال الإبحار الشراعي، إلى جانب رسم لوحة رائعة ليخوت الداو بأشرعتها التي تحمل ألوان علم الإمارات.
علاوة على ذلك، ينظم النادي فعالية “عالم الرياضات البحرية”، التي تتيح المجال أمام الجمهور من مختلف الأعمار لتجربة الإبحار الشراعي والتنافس في التجديف على ألواح التزلج والتجديف بزوارق الكاياك إلى جانب توفير عدد من ورش تعليم الإبحار الشراعي لهواة الرياضات البحرية، ومنها “مهرجان الإبحار للناشئين” الذي ينظمه النادي و”شركة الاتحاد للطيران”، أحد رعاة “فريق أبوظبي للمحيطات” ومرحلة توقف “سباق فولفو للمحيطات” في أبوظبي.
ويضم المهرجان دورات تدريبية لهواة الإبحار من المبتدئين والمستويات المتقدمة لمن تتراوح أعمارهم من الثامنة إلى الثانية عشرة، ويرمي إلى تشجيع الأطفال على ممارسة هذه الرياضة وتنمية مهارات الناشئين من المستويات المتقدمة، ويشهد الحدث إبحار الأطفال بيخوت شراعية صغيرة.
تحديث جهاز التعقب كل دقيقة
أبوظبي (الاتحاد) - للمرة الأولى في تاريخ السباق سوف يتم تحديث جهاز التعقب الخاص بالسباق على الموقع الالكتروني كل 60 ثانية للسماح للجماهير متابعة السباق دقيقة بدقيقة، ومن المتوقع أن تعبر اليخوت خط النهاية قبالة كورنيش أبوظبي من الثالثة وحتى الرابعة عصر اليوم.
ويحظى عشاق السباق في جميع أنحاء العالم عبر الموقع الالكتروني بفرصة متابعة السباق إلى نهاية المرحلة الثانية ومعرفة مجموع النقاط عبر الانترنت.
عدد اليوم
