لا يخلو منزل في عصرنا هذا من الكمبيوتر، ذلك الجهاز الذي قتل التواصل والعلاقات الأسرية والاجتماعية، فالكل أصبح يبعث ''الإيميلات'' للتهنئة أو للتعزية، حيث ترفض الألسنة الكلام بالهاتف والسؤال عن الحال، ففي زمن السرعة لا يوجد وقت لتوطيد هذه العلاقات الإنسانية، والخوف الأكبر أن تقتلنا تلك الأجهزة ونصبح جثثاً هامدة أمامها·
ربما يتعجب البعض حين يسمع هذه الكلمات بأن الكمبيوتر في المنزل يفكك الأسرة، حيث أصبح لكل أخ وأخت كمبيوتر خاص به، وأحياناً للأم أو الأب، حيث يطلب الأخ من أخته أن يناقشا مواضيعهما عبر الكمبيوتر بدلاً من الكلام وجهاً لوجه، ولا يبعد باب غرفته عن غرفتها سوى متر واحد على الأكثر، كيف أصبح هذا الجهاز الصامت وسيطاً لعلاقات الإخوة؟
بالطبع لن أهاجم الكمبيوتر، فهو له الفضل بجعل العالم بأسره قرية واحدة وقرب المسافات البعيدة كما نعرف ذلك، ولكن الكارثة الكبرى أن يصبح هو المقرب والمفرق في وقت واحد، فما الحل؟
نازلي ناصر-أبوظبي
عدد اليوم
