في غرفة صغيرة ضيقة يقف إنسان في العقد الثالث من العمر يمسك بقضبان السجن يحمل كل الصفات الجميلة والأخلاق الرائعة بوجهه الحزين والشاحب وتلك الخدود التي خطت عليها الدموع من شدة البكاء يطل بعينيه الواسعتين والبراقتين من خلف تلك القضبان، يسكن هناك منذ سنين ينتظر الافراج··· والخطأ كان القتل غير المتعمد··· بسبب السرعة الزائدة على الطرقات دون مراعاة لقواعد السير والمخالفات المرورية·· وعدم الاهتمام بحياة الآخرين·
ما ذنب الذي قتل في أفظع حادث؟؟ ماذا فعل بك لتجازيه بذلك الموقف البشع؟؟ ما ذنب أطفاله؟؟·· ربما لا يكون لديه أطفال!!·· ربما كان طالباً للعلم في عمر الزهور·· وأنت أهدرت شبابك خلف تلك القضبان بلا فائدة··· وحرمت من حريتك··· وخسرت احترام الناس لك··· أصبحت أنت القاتل بنظرهم وبنظر المجتمع، تقول إن المجتمع لا يرحم؟ كيف تريده أن يرحمك ويعطف عليك وأنت لا تهتم لقواعد السير؟·· فيا أخي السائق ارحم من في الأرض ليرحمك من في السماء·
مها الكتبي