السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ولا تعتدوا

7 ديسمبر 2014 22:57
كم احتقن الحبر في الأقلام حائراً كيف يعبر عن جريمة الجرائم التي استنكرتها الأحياء ولفظت تفاصيلها الفطر السليمة والعقول السوية، اختير النقاب الذي طلبته العفيفات للاحتشام بعد تلاشي البرقع الإماراتي وصعوبة الغشوة عند البعض، اختير ستارا يواري حقد الماكرين وفساد العابثين، ولم يترددوا في اختيار علم الخير ليحجبوا ما يدل عليهم من رقم السيارة الملطخة بدم أم ومربية بريئة ينتظرها صغارها لتحتضن يومهم بدفء أمومتها، وهل أقسى من تلقي أطفال لخبر وفاة أمهم المسالمة دون سابق عداء أو مشاكل تجمعها بأحد؟ «وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ»، ألم تقرأ هذه الآية ألم تسمع عن سماحة الإسلام، ونهي الرسول عليه الصلاة والسلام عن قتل الأبرياء من النساء والشيوخ والأطفال حتى في الحروب ومع العدو، أليس أصلا في الدين أن من قتل نفساً كأنما قتل الناس جميعا «مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ، فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا». نحن بحاجة لتصحيح مفاهيم الأميركيين، والأوروبيين، والعالم أجمع عن الإسلام والسلام، بعد الأحداث الأخيرة وما صنعته الجماعات المتطرفة من حرق وقتل ونهب وحروب وفساد في الأرض، ولو كانت تلك المجرمة مسلمة تحرص على دينها ونشره، لحرصت أن تكون سفيرة متسامحة لدينها، محبة للخير، تدعو غير المسلمين إلى الإسلام وتغريهم بالدخول فيه بتعاملها السامي، وأخلاقها الدمثة، قدوة برسول الإسلام عليه الصلاة والسلام، أما هي فاختارت صورة مشوهة ما أنزل الله بها من سلطان بيد أنها ستؤثر حتماً بشكل سلبي في تعريف العالم بالإسلام والمسلمين، ولا نظن ذلك سوى مطلبا ابتغته بفعلتها الدنيئة «يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون». كما عجزت ذات الأقلام أن تعبر عن التدابير الآمنة التي انتهجتها شرطة أبوظبي حتى تمكنت من وضع المجرم في يد العدالة، في ظرف زمني يهدد كل من توسوس له نفسه المساس بأمن الدولة والآمنين فيها. نورة علي نصيب البلوشي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©