الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«صير بونعير».. جزيرة الأحلام بطبيعتها الخلابة وشواطئها الذهبية

«صير بونعير».. جزيرة الأحلام بطبيعتها الخلابة وشواطئها الذهبية
24 نوفمبر 2013 21:08
الشارقة (الاتحاد) - تحرص العديد من البعثات العلمية على زيارة محمية جزيرة صير بونعير، إحدى المحميات البحرية المهمة في دولة الإمارات، لما تحويه من عناصر بيئية مهمة مثل تكويناتها الجيولوجية ونباتاتها الطبيعية وطيورها البحرية، بالإضافة إلى حيدها المرجاني الزاخر بأغرب أنواع الحياة البحرية، وبسبب تنوعها الحيوي يجد فيها الباحثون مكاناً غنياً لإجراء بحوثهم على الطيور أو السلاحف أو غيرها من الكائنات الحية، وتتميز جزيرة الأحلام بطبيعتها الخلابة وشواطئها الرملية التي اتخذت منها السلاحف البحرية مركزاً للتوالد، ومما لا شك فيه أن جزيرة صير بونعير هي واحدة من أهم مواقع تعشيش السلاحف البحرية في منطقة الخليج العربي بأكملها، وبالتأكيد فإنها المكان المهم كمحمية رئيسية في دولة الإمارات. هذا ما أكدته هنا سيف السويدي رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة، موضحة أن باطن أرض جزيرة صير بونعير غني بالمواد المعدنية مثل أكسيد الحديد والكبريت، والتي تم استغلالها بكثافة في السابق، حيث تم استخدامها سابقاً في رصف أحد الشوارع في بريطانيا، وما يؤكد حقيقة ذلك وجود بعض المناجم في الجزيرة، ويتم حالياً إجراء العديد من الدراسات العلمية والمسوحات، ومنها دراسة لإنشاء مرافق في الجزيرة، من أجل تشجيع السياحة البيئية فيها في مواسم معينة للمهتمين وذوي الاختصاص. تعقب السلاحف وأضافت: ضمن برنامج رصد الحياة الفطرية في محمية جزيرة صير بونعير، قامت هيئة البيئة والمحميات الطبيعية، بتعقب سلاحف منقار الصقر البحرية في الجزيرة عن طريق الأقمار الصناعية، وذلك بالتعاون مع الصندوق العالمي لصون الطبيعة، وجمعية الإمارات للحياة الفطرية، حيث تم تركيب أجهزة رصد السلاحف بنجاح، وأمكن تتبع حركة السلاحف بشكل مفصل، من خلال الموقع الإلكتروني الذي أنشئ لهذه الغاية، مشيرة إلى أن النظام الإيكولوجي البحري والبري المتنوع، والطبيعة الخلابة والشواطئ الرملية والتكوينات الجيولوجية الفريدة للجزيرة، جعلتها ذات خصوصية استثنائية وأضفت عليها جمالاً طبيعياً فريداً. وفي سابقة تم اكتشاف أعشاش السلاحف الخضراء في الجزيرة، لأنه من المعروف أن هذه السلاحف لا تعشش في الخليج العربي، كما تحيط بها أنواع مختلفة من الشعاب المرجانية والتي تحدد بنحو عشرين نوعاً، مثل مرجان المخ وخلية النحل والشجيري وقرون الغزال وغيرها، إلى جانب أسماك الشعاب المرجانية، حيث تم تسجيل ما مجموعه 58 نوعا من أسماك الشعاب المرجانية خلال الدراسات الاستقصائية، التي أجريت في المناطق المرجانية الشمالية والغربية في جزيرة صير بونعير، كما عثر على سمكة وهي نوع غير موجود حالياً في مياه إمارة دبي وإمارة أبوظبي وغير مألوف في خليج عمان، وكذلك هناك أنواع من النباتات البحرية، حيث توجد أنواع مختلفة من الأعشاب والطحالب البحرية، كما تحتوي الجزيرة على أنواع هامة من الحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض. الحياة البرية ومؤخراً تعاونت الهيئة مع مركز الإمارات للخدمات البيئية في تنظيم البعثة البيئية العلمية الثانية، وكانت في الأسبوع الثاني من نوفمبر 2013، بمشاركة 35 شاباً إماراتياً لدراسة الحياة البرية هناك، واشتمل برنامج البعثة على دورات تخصصية وتدريبات على الاستعداد للحالات الطارئة، وأساسيات الإسعافات الأولية والسلامة من الحرائق ودورات استكشافية لمسح الجزيرة ميدانياً، وتوثيق التنوع الحيوي للجزيرة، وورش عمل عن الحياة البرية في الجزيرة وأنظمة وطرق عمل الطاقة الشمسية، بالإضافة إلى إعادة تأهيل إحدى المنشآت بالجزيرة لكي تكون منشأة صديقة للبيئة. ولفتت هنا السويدي إلى أن هذه المبادرة التي ينظمها مركز الإمارات للخدمات البيئية فريدة من نوعها في الدولة، حيث تشمل رحلات بيئية متعددة إلى بقاع مختلفة من العالم تتميز بالتنوع الحيوي والبيئي، حيث تهدف مبادرة بعثات الإمارات البيئية إلى نشر مفهوم السياحة البيئية، ويلاحظ السائح من خلالها دور التنوع الحيوي في التوازن البيئي على كوكب الأرض، والمخاطر التي تهدد التنوع الحيوي، كما تهدف المبادرة إلى إيجاد طرق جديدة للترفيه دون الإضرار بالموارد الطبيعية للبيئة. مفهوم السياحة وقالت رئيس الهيئة إن مبادرة هيئة البيئة بتنظيم هذه البعثة للسنة الثانية على التوالي، تهدف إلى نشر مفهوم السياحة البيئية وتأكيد نهج هيئة البيئة الاستراتيجي، والتزامها المسؤول بمبدأ الشراكة في العمل البيئي، وأيضاً دعم الجهود البيئية والبحوث والدراسات العلمية، حيث سيتم توثيق وجود العديد من الطيور التي تسكن الجزيرة، والتي تزور الجزيرة في بعض المواسم من أجل التزاوج والتكاثر، بالإضافة إلى القيام بدارسة ميدانية لقاع البحر حول الجزيرة، من أجل رسم خرائط للشعاب المرجانية وتوثيق أنواع المرجان والأسماك التي تتميز بها بيئة الجزيرة. مبررات القيمة العالمية بالنسبة لمبررات القيمة العالمية المتميزة للجزيرة ترى هنا السويدي أن ما يميز جزيرة صير بونعير نظامها البيئي الغني بالتنوع البيولوجي، حيث تشكل ملجأ للسلاحف البحرية والطيور والمجتمعات المرجانية وأسماك الشعاب المرجانية، كما أن البعد التاريخي للجزيرة يشكل ارتباطاً وثيقاً بتاريخ المنطقة، كون الجزيرة كانت نقطة التقاء وتجمع للصيادين وملجأ من العواصف والرياح، وتعتبر محمية جزيرة صير بونعير ثروة بيئية وتاريخية وثقافية وحضارية، وتتمثل تلك الثروة في تلك الكنوز من العناصر البيئية النادرة ضمن نظامها البيئي، حيث تضم مياهها البحرية أصنافاً متنوعة من القشريات والأسماك، وأيضاً الشعاب المرجانية والسلاحف النادرة والحشائش البحرية المختلفة، كما تضم الجزيرة مناجم التعدين وبئر الغواصين والمقبرة التاريخية، إلى جانب أنها تعد غنية بمستعمرات الطيور المستوطنة والمهاجرة، وتوجد على اليابسة أنواع من الحيوانات والكائنات ومنها الغزلان والسحلية وأيضاً الضب، إلى جانب شواطئها الرائعة وجمالها الطبيعي مما يؤكد ثروتها الاستراتيجية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©