الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

7 أخطاء في خطابات القمم

24 نوفمبر 2013 21:12
نادراً ما يهتم النقاد العرب بفنون الخطابات الرسمية وتحليلها، وكيفية تحسينها، علما أن كتابتها نوع من فن وأدب وجزء مؤثر جدا في الإدارة العامة العصرية، ولاسيما تلك التي تطبق مفاهيم المؤسسات. ويستطيع المراقب لجلسات القمم وخطب الاجتماعات الرسمية بين الدول أن يُميّز بسهولة بين الخطاب الجيد والخطاب السيئ، فمن علامات الأول إثارة انتباه الوفود والمستمعين بشكل جلي وواضح لدرجة تشعر معها بأنهم ينتظرون المزيد منه. ومن علامات الثاني تململ الوفود في المقاعد و»تنحنح» بعض الذين تغلب شجاعتهم أدبهم ومجاملتهم. طبعاً، يمكن سوق الكثير من الأمثلة والحالات ذات الدلالة، كذلك يمكن سرد العديد من معايير الخطابات الناجحة، لكن الأكثر دلالة من وحي متابعة اجتماعات القمم الرسمية، هو الأخطاء «المكررة» التي يجب تجنبها من قبل رؤساء الوفود وكُتّاب خطاباتهم ومن يفترض به أن يعاونهم. على رأس هذه الأخطاء الإكثار من المبالغة والإنشاء والحشو الناتج أحياناً عن افتقار كاتب الخطابات لمعلومات وافية أو توجهات مؤثرة. بعض المتخصصين يشددون على قدرة كاتب الخطابات على العمل مباشرة مع المسؤولين التنفيذيين للتحقق من النقاط والأمور والرسائل التي يرغبون بشمولها في خطاباتهم، لكن يجب الانتباه كذلك لأهمية أن يكون هؤلاء المسؤولون مستعدين من جهتهم، للتعاون مع كاتب الخطابات لتحديد الإطار لهذه الغاية. وثاني أهم الأخطاء هو الإطالة، حيث يخيّل إليك وكأنّ كاتب الخطاب الرسمي غفل تماماً عن أن خطابه ليس الوحيد الذي سيتلى في القمة، وأن الاستهلال والبسملة والشكر والترحيب والتوضيح لا تترك لكل خطاب إلا وقتاً ضئيلاً للغاية للمتن، ولا عذر لغير ذلك، وإلا تشتّت الاستماع لما فيه. حتى الأفكار أو الرسائل القيّمة، لا وقت لها كثيراً في خطابات القمم ولهذا يجب التركيز على واحدة منها أو اثنتين فقط، وإلا وقع الخطأ الثالث، وهو الاستطراد، فإذا كان تثبيت الفكرة ضرورة مهمة ويتطلب سرد معلومة أو واقعة إضافية، إلا أن الاستطراد في الخطاب يأتي بأثر عكسي، مهما اعتقدته مهماً. فحذار الاستطراد في سرد التاريخ، أو في التذكير المستفيض بإنجازاتك أو إنجازات بلدك. دع الآخرين يتحدثون عنها وليس خطابك أبداً، وإلا وقعت في الخطأ الرابع. أما الخامس فهو المفردات الوعرة والجمل الطويلة التي قد تصلح للقراءة المكتوبة، لكنها تشتت السمع وتبعث على اللامبالاة أو الانزعاج وتشوش ممثلي وسائل الإعلام. ويتعلق السادس بخطأ عدم تركيب الخطاب وتقسيمه وانتقاء مفرداته، بما يتناسب مع ظروف الإلقاء وشخصية وقدرة من يتلو الخطاب. في كل خطابات القمم يجب تجنّب هذه الأخطاء، وإلاّ وقعنا في الخطأ السابع الذي يحدث عندما يصادف أن يرأس موظفٌ مسؤول من رتبة دنيا وفد بلاده إلى القمة، مُصطحباً معه خطاباً مُحبكاً وممهوراً بدراية وخالياً من الأخطاء بشكل ينال من التأثير والاستحسان والتصفيق ما يحرج جداً باقي الوفود.. ومن كتب خطبهم طبعاً. barragdr@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©