الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ثواني الرحيل تعرض معاناة الكادحين من طمع أصحاب المال

ثواني الرحيل تعرض معاناة الكادحين من طمع أصحاب المال
24 مارس 2009 03:24
ضمن أيام الشارقة المسرحية قدم مسرح كلباء الشعبي، مسرحية تحت عنوان ''ثواني الرحيل'' وهي مسرحية داخل المسابقة، تأليف جمعة علي، ومن إخراج فيصل الدرمكي، واستغرق العرض 45 دقيقة، وذلك بمعهد الفنون في الشارقة· والمسرحية بطولة جمعة علي ''صاحب المغسلة''، وتمثيل سالم راشد ''السمسار''، وأحمد ناصر''المتسلط''، والوجه النسائي الوحيد إيمان، الذي ظهر لحظات ثم اختفى، والمجاميع التي شاركت في تجسيد العديد من المعاني الدلالية برقصات معبرة على خشبة المسرح· وفكرة العمل، تحمل صفة الرمزية والتجريد، ويمكن تفسيرها من خلال دفاع البطل جمعة علي، الذي مثل دور صاحب المغسلة، وبقي يحافظ عليها ويرفض بيعها للسماسرة، والقوى المستبدة وسلطة المال التي تريد الاستحواذ على كل شيء، وتجريد الفقراء والكادحين من أملاكهم البسيطة، حيث تستخدم القوى الطامعة مختلف الوسائل والأساليب، ورغم كل ما بذله صاحب المغسلة من شجاعة وجرأة في رفض الابتزاز والخداع، إلا أن الطرف الآخر استطاع أن يبطش به، وينتزع منه مغسلته، بصورة لا ترحم· هذا النص يندرج في إطار العروض التجريدية الرمزية الفلسفية في إطار واقعي، حيث سلط الضوء على مشكة الإنسان المقهور في العالم العربي، وهي مشكلة خطيرة، حيث المتاجرة بقوت السواد الأعظم من الشعب، وأملاكه البسيطة، ونعني بذلك الفقراء والكادحين، من قبل المستغلين، وهم أناس لا ضمير لهم ولا أخلاق· لكن اللافت للنظر هو أن الإيحاءات لم تكن عميقة، عمق الفكرة ذاتها، بمعنى أن المغسلة التي أراد شراءها الرجل الجشع كان يمكن أن تستبدل بمغسلة أخرى في مكان آخر، فمثلاً لو تمثل الإيحاء الرمزي ببئر على سبيل المثال لكان في ذلك ارتباط أكثر، ودلالات أعمق، وأبعد، لأنها تنم عن التمسك بالأرض، والعلاقة الحميمية مع المكان· ''الاتحاد''التقت مع بعض الذين شاهدوا العرض، حيث قال إبراهيم الدمناتي نقيب المسرحيين في مدينة فاس المغربية '' العرض غلبت عليه التحركات التي كانت رجالية، وكانت الرؤية الإخراجية تكاد تنعدم، باعتبار أن النص كان قوياً، أما توظيف الرقص فكان في مكانه، وأعطى للعرض المسرحي نكهة تعتمد على العصرية التي أتتنا من أوروبا''· وتابع ''الفكرة اعتمدت على معاناة المواطن العربي من أشياء كثيرة، في مقدمتها مشكلة المعيشة التي يتأطر بها أي مجتمع عربي، وهناك إشارات إلى ما يحدث بين البرجوازية، وطبقة العاملين والفقراء، ومعاناة المواطن في بعض المجتمعات العربية من تسلط من بيدهم أمر إدارة الشأن العام''· وقال الفنان والناقد المسرحي الأردني علي عليان ''هناك رؤية إخراجية تنم عن حرفية عالية المستوى في التعامل مع خشبة المسرح، وتوظيف كافة الجوانب التقنية، والممثلين، وهذا يعتمد على خبرة لدى المخرج في هذه التكوينات، لكن هذه الفكرة الإخراجية لو استندت إلى نص بمعان ودلالات أعمق، لكان العرض متكاملاً، وأدى إلى عنصر إدهاش أكبر، كون النص أعطى إيحاءات دلالية لمعان كبيرة، لكن هذه الإيحاءات والمعاني الدلالية جاءت مصغرة لدى الكاتب حين اختزلها بمغسلة، وكان يمكن أن يعطي منحى آخر لإضفاء صفة دلالية أعمق عن الموضوع الذي يتحدث عنه النص·· لكن في النهاية يمكنني القول إنه عرض ممتع، وأداء تمثيلي بمستوى رفيع، وهذا يحسب لصالح الإخراج''· ويقول الناقد عبدالفتاح صبري '' هناك أشياء جديدة في هذا العرض، وقد حاول الإخراج أن يعمل شيئاً من التجريب، وأعتقد أن التمثيل لم يكن على مستوى الإخراج'' وأشار صبري ''أن اللغة كانت عالية المستوى بالنسبة لصاحب المغسلة الذي كان يلعب على موضوع الوقت، ذلك أن الفكرة تقوم على تنمية الوقت، وسطوة المال في المجتمعات''· أما الناقدة ريم العيساوي فوصفت المسرحية بأنها رمزية عبثية، وفيها رمزية مكثفة، وقالت '' الرمزية الأولى جدلية الإنسان والزمان، إذ لا بد أن يكون الإنسان في مصالحة مع الزمن، حتى يحقق تصالحه مع الذات، أما الرمزية الثانية فإنها في حاجة الإنسان إلى التطهر، وتحقيق حالة من الصفاء لتحقيق وجوده''·
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©