مواطنات يصنعن أجزاء ومكونات طائرات «إيرباص» و «بوينج» في «ستراتا»

يوسف البستنجي (أبوظبي) - تسلمت 7 مواطنات قيادة فرق العمل لخطوط تصنيع وتجميع ومراقبة الجودة لإنتاج أجزاء ومكونات طائرات “أيرباص” و”يوينج” و”ألينيا” بمصنع “ستراتا” بالعين، المتخصصة بصناعة مكونات هياكل الطائرات، بحسب بدر العلماء، الرئيس التنفيذي للشركة. وقال العلماء لـ”الاتحاد” إن “ستراتا” المملوكة بالكامل من قبل شركة المبادلة للتنمية، استكملت تأهيل وتدريب 7 مواطنات للقيام بمهام قيادية في مجال الإشراف على عدد من فرق العمل في خطوط إنتاج أجزاء هياكل الطائرات في الشركة. وستتحمل المشرفات مسؤولية سير العمل في تصنيع أجزاء هياكل الطائرات من المواد المركبة، وهي المهمة التي تتطلب امتلاكهن العديد من القدرات المتقدمة مثل المعرفة التقنية المتخصصة، والقدرات الإدارية المتقدمة، إضافة إلى الخبرة المعمقة في قطاع متقدم للغاية مثل قطاع صناعة الطيران، بحسب العلماء. ترقيات وأوضح العلماء أنه بموجب قرار الشركة ترقية المواطنات اللواتي تأهلن لهذه المهام فقد أصبحت نورا الخيلي مشرفة فريق تجميع ذيل طائرات “أيه تي آر”، لشركة ألينيا الإيطالية، كما أصبحت كل من منيرة خالد ومريم الكعبي مشرفتا فريق تصنيع الأسطح الخارجية لرفارف أجنحة طائرات “إيرباص A330”، فيما عينت فاطمة الكثيري مشرفة فريق تصنيع الأسطح الخارجية لرفارف أجنحة طائرات “إيرباص A380”، وعينت كل من مريم الجابري وخولة الشامسي مشرفتا فريق تجميع الأسطح الخارجية لرفارف أجنحة طائرات “إيرباص من طراز A330 و A340”. كما تم تعيين حليمة الكعبي مشرفة فريق مراقبة الجودة في الشركة، باستخدام الفحوص غير المدمرة على أجزاء هياكل الطائرات. وقال العلماء “يعتبر هذا التطور أهم إنجازاتنا، فنحن في “ستراتا” لا نقيس نجاحنا بحجم العقود التي نوقعها أو الإيرادات التي نحققها فحسب، بل بقدرتنا على دعم جهود تحقيق رؤية أبوظبي الاقتصادية 2030 والهادفة إلى بناء اقتصاد معرفة مستدام”. وأضاف “تقع على كاهل الشركات الوطنية مهمة تأهيل الكوادر الوطنية لدفع عجلة الاقتصاد وتنويعه بعيداً عن النفط والغاز من خلال دخولهم بقوة إلى قطاعات النمو المستهدفة”. الجودة وتقول حليمة الكعبي “لقد حصلنا على تأهيل وتدريب على مستويات عالمية بفضل رعاية القيادة الحكيمة التي وفرت لنا هذه الفرصة لكي نأخذ مكاننا في المجتمع والاقتصاد والإنتاج”. وأضافت “بكل ثقة نستطيع اليوم المنافسة ليس في سوق العمل المحلي فحسب بل في الأسواق العالمية، في مجال الأعمال التي نقوم بها في صناعة أجزاء الطائرات ومكوناتها”. وأكدت أن المواطنات الإماراتيات في “ستراتا” هن أول مواطنات خليجيات يعملن فعلياً في الصناعة والإنتاج الحقيقي لمكونات الطائرات، بما يتوافق مع أفضل المعايير العالمية ولإنتاج وصناعة أجزاء طائرات تعتبر الأكثر تطورا في العالم. والتحقت الكعبي بالشركة في أبريل عام 2010، بعد أن تخرجت من جامعة أبوظبي بدبلوم تأهيل وظيفي عام 2008، وحصلت على فترة تأهيل في شركة “ستراتا” لمدة 10 أشهر، وبعد انضمامها لفريق العمل في الشركة حصلت على شهادة مفتش جودة بنهاية عام 2011، بعد دورات في المجال بإشراف خبراء عالميين. وقالت “إن عملي يركز على مراقبة جودة الإنتاج في جميع مراحله والتأكد من أن جميع الخطوات المتبعة في عمليات التصنيع والتجميع متوافقة مع المعايير العالمية”. وأضافت “نحن محظوظون في دولة الإمارات عامة وأبوظبي على وجه الخصوص أن القيادة الحكيمة وفرت لنا هذه الفرصة للعمل والتطور، وذلك في مدينة العين بالقرب من عائلاتنا ومنازلنا”. تجميع من جهتها، قال نورا الخييلي “حصلت على دورات تأهيل وتدريب في شركة “ستراتا”، كما حصلت على دورة لمدة شهرين في مصانع شركة ألينا المنتجة لطائرات “أيه تي آر” في إيطاليا، لتجميع وتركيب قطع ذيل الطائرة، التي تنتجها الشركة”. وأضافت “أقوم حاليا بالإشراف على فريق عمل يعمل في قسم التجميع ومن ضمنهم مواطنون ومقيمون”. وقالت “استطاعت المواطنات أن تثبت كفاءة عالية في التعامل مع أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا العالمية في صناعة أجزاء الطائرات ومكوناتها”. وأضافت أن المواطنات والمواطنين الذين أتيحت لهم الفرصة في “ستراتا” أثبتوا أن لديهم الكفاءة لينافسوا أفضل الكفاءات العالمية في هذا المجال. تصنيع واتفقت مريم الكعبي مع الخييلي في أن المواطنات والمواطنين حصلوا على فرصة ذهبية من خلال وجود شركة “ستراتا” في العين، وأنهم تمكنوا من إثبات قدرتهم على العمل والالتزام والوفاء بأفضل المعايير الدولية في تصنيع أجزاء ومكونات الطائرات الأحدث في العالم. وتقول مريم الكعبي، التي تقود فريقاً مكوناً من 16 شخصاً منهم 11 مواطنة في قسم تصنيع رفارف الأسطح الخارجية لأجنحة طائرات إيرباص A330، إن الفريق الذي تقوده يقوم بصناعة المادة المكونة للأسطح الخارجية للرفارف، وهي تتابع جميع الخطوات والمراحل اللازمة للتصنيع وفقا للمعايير العالمية في هذا المجال. وأوضحت أنها تلقت تدريباً ودورات في شركة “ستراتا”، وذلك بعد أن استكملت دراسة الثانوية العامة في العين، حيث تم تأهيلها وتدريبها في شركة “ستراتا”. برامج وأوضح العلماء أن جميع المواطنات المشرفات كن من المستفيدات من برنامج تدريب الفنيين المواطنين في “ستراتا”، والذي تنظمه الشركة بالتعاون مع جامعة الإمارات العربية المتحدة وشركة لوكهيد مارتن العالمية. وأشار إلى أن البرنامج يمتد لعشرة شهور، ويخضع خريجوه بعد ذلك إلى برنامج تدريب مكثف خلال العمل ينهون فيه 1700 ساعة تدريبية، ثم يخضعون إلى فحوص عملية ونظرية تؤهلهم كفنيين في إنتاج هياكل الطائرات. وكانت المشرفات قد عملن كفنيات لسنوات تتراوح بين سنتين و ثلاث لكل منهن قبل حصولهن على الترقية. وقال العلماء “إن مسيرة المشرفات لن تقف عند حدود مهامهن الجديدة بل ستتواصل حتى بلوغ أهم المواقع الوظيفية في الشركة”. وبلغ مجموع الكوادر البشرية العاملة في “ستراتا” 599 موظفاً، منهم 186 مواطناً، بنسبة تصل إلى 31%. وأوضح العلماء أنه مع الانضمام الوشيك لما مجموعه 28 من المواطنين المتدربين إلى “ستراتا”، ستتجاوز نسبة التوطين35%. وتعد “ستراتا” الآن مورداً لبرامج “إيرباص إيه 340/330” و”إيرباص إيه 380”، كما تعمل “ستراتا” على توريد أجزاء لطائرة “إيرباص إيه 350 XWB” من خلال شركة “سابكا”، وكذلك لبرنامجي “بوينج بي 777 و787”، فضلًا عن أنها تقوم بالتوريد لشركة ألينيا في إطار برنامج الطائرات “أيه تي ار”. تطوير وأوضح العلماء أن الشركة تسعى لتطوير قدراتها في مجال التصاميم الهندسية وتعزيز مكانتها التنافسية. وأكد أن الشركة تطمح لأن تكون من الموردين الرئيسيين والشركاء الرواد في مجال تصنيع قطع وأجزاء الطائرات التجارية في العالم بما يضمن تعزيز مكانة أبوظبي ومدينة العين بالأخص مركزاً عالمياً لصناعة الطيران في العالم، وبما يدعم رؤية أبوظبي الاستراتيجية 2030 لتنمية اقتصاد مستدام. وقال “نريد أن نصل إلى مرحلة تصبح معها جميع الطائرات التي تحلق في السماء من “إيرباص” و”بوينج” تحتوي على قطع مصنعة في دولة الإمارات”.