الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ندوة في الجزائر تبحث واقع اللغة العربية

24 مارس 2009 03:39
نظم ''المجلس الأعلى للغة العربية'' بالجزائر مؤخراً ندوة فكرية بعنوان''تحديث اللغة العربية ومستقبلها في سوق لغات العالم'' حضرها عشراتُ الخبراء اللغويين من الوطن العربي· وبحثت الندوة واقع اللغة العربية وسبلَ تحديثها وتطويرها ومدى إسهامها في المجالين العلمي والتيكنولوجي ورهاناتِها في ظل العولمة ومستقبلَها في سوق اللغات العالمية، وكما بحثت النقائصَ والمعوقاتِ التي تعترض عملية تعميم اللغة العربية في الحياة العملية والمحيط العام في الوطن العربي· وألقى الدكتور العربي ولد خليفة رئيس المجلس كلمة افتتاحية تطرق فيها إلى التهميش الذي تتعرض له اللغة العربية في عقر دارها وتفضيل اللغات الأجنبية عليها برغم أن دساتير الدول العربية تنص على أن العربية هي اللغة الرسمية· وفضلاً عن ذلك، تواجه العربية تحدِّياً يتمثل في ضعف حضورها في المجالات العلمية والتيكنولوجية، وطالب مجامعَ اللغة العربية ببذل المزيد من الجهود لتحديثها وإثراء متنها ومعجمها، وكذا تفعيل الترجمة المتخصصة لتنشيط الفكر والإبداع· من جانبه قال الدكتور عبد الرحمن حاج صالح، رئيس المجمع الجزائري للغة العربية، إن الوضع الاقتصادي والعلمي للعرب حالياً المتصف بالقليل من الإبداع والابتكار لا يعطي أية فرصة للغتهم لكي تكون لغة إشعاعٍ علمي حضاري، ولولا أنها لغة الإسلام وكانت تحمل الكثير من المفاهيم العلمية التي كانت أساساً لانطلاق الحضارة الغربية لاندثرت منذ زمان أو لانزوتْ إلى لغة تخاطبٍ كباقي اللهجات· وفي نفس السياق قال الدكتور بوعلام الله غلام الله وزير الشؤون الدينية بالجزائر إن تحديث العربية والدخول إلى العالمية في الوقت الراهن أمر ''غير واقعي'' وهناك شعورٌ بالقصور أمام التدفق القوي للمعلومات من كل حدب وصوب بينما لا نجد الطاقة الفكرية الكافية لاستيعابها· أما الدكتور محمد اليملاحي من المغرب فقال إن العربية ستكون من اللغات الخمس أو الست التي ستصمد بعد 50 سنة بينما تنقرض باقي لغات العالم،إلا أن السبب لا يعود لإنتاجها العلمي كالانجليزية والصينية والاسبانية بل لارتباطها بأداء الشعائر الإسلامية· وأبدى أغلبُ المشاركون تشاؤمهم من الوضع الحالي للغة العربية وطرح الدكتور علي قاسيمي من العراق إشكالية تباين المصطلحات بين دول المغرب العربي ومشرقه بسبب عدم الاعتماد على لغةٍ واحدة للترجمة منها، وقال الدكتور سالم الماعوش من لبنان إن مشكلة المصطلح باتت عويصة والأمر لا يحله إلا المجامع اللغوية لنتمكن من مواكبة الاندفاعية المعلوماتية العالمية، وطال متدخلٌ آخر بالإكثار من الإصدارات العلمية من كتب وأقراص مضغوطة بالعربية، بينما اعتبر الدكتور صالح بلعيد من الجزائر أن من آفات العربية عدم وجود مؤسسات مرجعية واحدة تدافع عنها، عكس اللغة الاسبانية مثلاً، حيث أن الأكاديمية القشتالية هي التي تطورها وتقرر وحدها بشأنها، بينما في الوطن العربي هناك 9 مجامع لغوية، لكن كل مجمع يغني على ليلاه، واتحاد المجامع العربية الذي أنشئ سنة 1956 لم يجتمع سوى 4 مرات ولم يتخذ قراراتٍ إلزامية ، وطالب بلعيد بأن تتكفل الجامعة العربية بالموضوع لأنها الوحيدة التي تستطيع توحيده· ونبه عددٌ من المحاضرين إلى أن اللغة العربية لا تزال محصورة بين أسوار المدارس والجامعات بينما المحيط يسير بلهجاتٍ ''هجينة'' ولغات أخرى في المشرق والمغرب العربيين وهو ما أدى إلى ''تلوُّثٍ لغوي'' مما دفع أحدَهم إلى القول بأنه يجب تحديث المجتمعات العربية أولاً قبل الحديث عن أي تطوير للغة العربية؛ إذ لا يمكن أن تتقدم أية لغة في مجتمع متخلف· وانتهت الندوة بإصدار عددٍ من التوصيات أهمها دعوة الدول العربية إلى وضع مخططٍ مرحلي لتعميم التعريب خلال فترة انتقالية لا تزيد عن 10 سنوات، والإعلان عن قرارات ملزمة باستخدام العربية في كلِّ المجالات بما يجعلها اللغة الأساسية للتواصل والتعليم في كلِّ مراحله بما فيه التعليم العالي، ودعت كلَّ الأقطار العربية وكذا جامعة الدول العربية إلى إعلان 2010 سنة للتعريب، كما طالبت بالعناية بالترجمة العلمية والتيكنولوجية بما يسدُّ حاجيات الجامعات وقطاعات الإنتاج من الكتب المرجعية والتعليمية اللازمة، والاعتناء باللسانيات الحاسوبية بحثاً وتطبيقاً وتدريساً وتأهيلاً بما يساعد على استخدام اللغة العربية لدخول مجتمع المعرفة وتحقيق التنمية الشاملة·
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©