الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

جاسم عبد الرضا.. قصة بطل انتصر على المرض

جاسم عبد الرضا.. قصة بطل انتصر على المرض
29 نوفمبر 2015 00:30
علي معالي (دبي) كما في الملاعب، هناك في الحياة قصص من التحدي، وصور وبطولات ومشاهد تجمع مابين الشجاعة والصلابة والإصرار. جاسم عبد الرضا كابتن منتخبنا الوطني وفريق نادي الشباب أحد هؤلاء الأبطال الذين سطروا أروع قصص الكفاح داخل الملاعب وخارجها، وأنتصر على المرض اللعين وعاد متألقاً لملاعب كرة السلة من جديد. واعتلت الفرح والسعادة وجوه عشاق اللعبة بعد أن خاض رحلة طويلة وشاقة وصعبة تسلح فيها كابتن منتخبنا الوطني بالصبر والإيمان والثقة ليواصل مسيرة التألق والأبداع مع اللعبة التي قضى فيها أجمل سنوات عمره ، وقدم درساً رائعاً في قوة الإرادة ورفض الاستسلام للمرض. ويروى جاسم عبدالرضا أحد أبرز نجوم كرة السلة في الخليج تفاصيل لحظات المرض والآلم والشجاعة والإصرار قائلاً: «الحكاية بدأت في إحدى مباريات الموسم الماضي، وكانت في مسابقة الدوري ضد نادي الوصل في الدور الثاني، حيث خرجت للعشاء بعد المباراة، وبعدها شعرت بألم شديد في البطن، وهذا الألم من قوته كان يضربني في الكتفين، وذهبت إلى المستشفى في نفس الليلة وأجريت فحوصات طبية متنوعة، فإذا بالتحليل يكشف أنني مريض بالسرطان في الدم». أضاف: «الخبر كان صدمة عنيفة لوالدي ووالدتي وأسرتي بشكل عام، وذهبنا إلى أكثر من مستشفى للتأكد من هذا المرض، وجاءت كلها بأنه سكن جسمي، تماسك والدي ثم قام بالاتصال وقت علمه مباشرة بالمرض بعبدالله الحمادي مشرف الألعاب الجماعية بالنادي، وفوراً قام الحمادي بالاتصال برئيس مجلس إدارة النادي سامي القمزي، والذي كانت تعليماته واضحة تماماً بالعلاج في أي مكان أريده في العالم». تابع: «نصحنا سامي القمزي بالذهاب إلى سنغافورة للعلاج حيث أكد رئيس النادي أن المكانين الأفضل في العالم للعلاج هذا المرض اللعين هما أميركا أو في سنغافورة، وكانت نصيحته الأقوى بالتوجه إلى سنغافورة، وعلى الفور تم الاتصال والحجز في أحد المستشفيات المتخصصة هناك». قال جاسم: «جميع المحبين والعاشقين للعبة علموا بهذا الخبر، فأصبح بيتي كأنه فرح من كثرة الزوار، وذلك قبل بدء رحلة العلاج، وهذا الوجود الكبير حولي من جميع المحبين دفعني إلى اتخاذ قرار التحدي وعدم الاستسلام لهذا المرض اللعين، ولذلك عندما دخلت المستشفى في سنغافورة كان سؤالي الأول للطبيب المعالج هو: «هل أستطيع العودة مرة أخرى لخوض مباريات السلة؟ وكانت إجابة الطبيب الهندي «شوبرا»، وقتها إيجابية جداً بقوله: «نعم يمكنني العودة وممارسة السلة كما أريد لكن بعد الدخول في رحلة علاج مكثفة ومتنوعة، وأعلنت التحدي في ذاك اليوم، والذي لن أنسى تاريخه وهو 26 مارس 2015، وهو اليوم الذي بدأت فيه رحلة العلاج مع «سارق الفرح اللعين». أضاف: «استمر العلاج حتى سبتمبر الماضي ولمدة 6 أشهر جلست فيها في سنغافورة تحت ضغط العلاج الصعب لهذا المرض، ولكن روحي ولياقتي ومعنوياتي كانت عالية جداً لرغبتي في النجاح في هذا التحدي الكبير، وكانت أصوات محبيني عبر التليفون بمثابة الدافع الكبير لي حيث وجدت الحب من الكثيرين بوقوفهم خلفي بمنتهى القوة خاصة نادي الشباب من خلال تواصل سامي القمزي المستمر وتسخير كل الإمكانيات، أضف إلى ذلك تواصل رئيس الاتحاد الآسيوي للعبة القطري الشيخ سعود بن علي آل ثاني». استطرد جاسم (34 سنة) بقوله: «بعد الانتهاء من فترة العلاج التي استمرت 6 أشهر طلب مني الطبيب عدم اللعب لمدة شهرين، على أن أقوم بالفحوص كل أسبوعين، وأقوم بإرسالها له في سنغافورة، ثم بعدها قال لي الفحوص سليمة ويمكنني بدء ممارسة اللعبة مجدداً، وكانت سعادتي لا توصف بهذا القرار من الطبيب المعالج». قال: «لم يكن نجلي أحمد (9 سنوات) ونجلتي ميرا (7 سنوات) يعلمان شيئاً عن مرضي، حيث عرف أحمد بمرضي من خلال التليفزيون، وكان ذلك في نهاية دوري الموسم الماضي في لقاء الشباب مع الأهلي في الختام، حيث تم تعليق لوحة كبيرة تحمل اسمي وتدعو لي بالشفاء، ونجلي أحمد عاشق لكرة السلة ومتابع لها، وعندما شاهد اللوحة الموجودة في الملعب، اتصل بي مباشرة، وسألني ولم أتمالك نفسي بالاعتراف له عبر الهاتف بأنني في محنة، وسأعود قريباً ودعوته إلى عدم القلق، فصحتي جيدة وسأعود أفضل مما كنت، وكان صعباً جداً على نفسي عندما علم أطفالي بمرضي، حيث زادني ذلك إصراراً على التحدي وهزيمة السرطان، وبقدر التألم من العلاج الكيماوي بقدر رغبتي الجامحة في أن أعود لوطني سالماً ومعافى وأن أُوجد في الملاعب مرة أخرى لأرد الجميل للنادي ولكل من وقف إلى جواري وحتى أكون نموذجاً لشباب بلدي في أن الإدارة والعزيمة القوية تهزمان أي مرض مهما كان». قال: «في البطولة العربية الأخيرة التي جرت في ضيافة نادي الشباب كانت رغبتي كبيرة في اللعب وطلبت من المدرب أحمد عمر بأن أشارك في البطولة، ولكنه رفض حرصاً على صحتي، ولكنني رفضت ودخلت مع المدرب في جدل وحوار كبير وصل إلى درجة الحدة مني في الكلام، ولكن المدرب هدأ من روعي وأقنعني بعدم التسرع، وكنت وقتها أرغب في أن أقول للعالم كله من خلال البطولة العربية أنني انتصرت على هذا المرض». أضاف: «جاءت الفرصة مناسبة لي في كأس صاحب السمو نائب رئيس الدولة وشاركت في 3 مباريات أمام الشارقة والنصر والشعب، وكانت سعادتي لا توصف، ليس هذا فحسب بل سعادة كل من شاهدني في أرض الملعب، حيث رأيت الفرحة بالانتصار في عيون على وجوه الجميع الزملاء اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية والجماهير، وهو ما سيجعلني أذهب اليوم إلى سنغافورة للمتابعة الدورية والفحص بمنتهى الحماس والتحدي، بل الفخر والإيمان بقدرتي على الانتصار في معركة المرض اللعين».. وفي ختام حديثة قال: «لا أملك سوى أن أحمد الله كثيراً نعمة الشفاء، وأتقدم بالشكر لكل من سأل عني وأطالبهم بالدعاء أن يتم الله الشفاء وأدعو الله للجميع أن يحفظهم من شرور هذا المرض اللعين».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©