عبدالرحمن إسماعيل (أبوظبي) - ضاعفت 13 شركة وساطة مالية أرباحها خلال الربع الثالث من العام الحالي بنحو 7 مرات، لتصل إلى 47,3 مليون درهم، فيما قفزت أرباحها للأشهر التسعة 385% لتصل إلى 118 مليون درهم، مستفيدة بذلك من المكسب التي حققتها أسواق الأسهم المحلية منذ مطلع العام، وتصدرت بها بورصات المنطقة كأفضل الأسواق أداءً.
وبحسب النتائج المالية التي أعلنتها شركات الوساطة العاملة في أسواق الأسهم المحلية وعددها 47 شركة، نمت أرباح 13 شركة للأشهر التسعة بقيمة 118 مليون درهم، مقارنة مع 24,3 مليون درهم للفترة ذاتها من العام الماضي، فيما تحولت 24 شركة إلى الربحية بقيمة 112,5 مليون درهم من الخسارة بقيمة 72,5 مليون درهم، وبقيت 9 شركات على خسائرها بقيمة 17 مليون درهم، وتحولت شركة واحدة هي دلما للوساطة من الربحية بقيمة 334 ألف درهم إلى الخسارة بقيمة 4,9 مليون درهم. وارتفع مؤشر سوق دبي المالي منذ بداية العام وحتى الآن بنحو 77?3%، بينما ارتفع مؤشر سوق أبوظبي للأوراق المالية 45?2% وقفز المؤشر العام الصادر عن هيئة الأوراق المالية والسلع بنحو 49%.
واعتبر مديرو شركات وساطة النتائج المحققة تأكيدا لتعافي الأسواق المالية في الدولة، وانحسارا للخسائر المتراكمة التي تكبتها شركات الوساطة على مدار 4 سنوات منذ بداية الأزمة المالية عام 2008، والتي تسببت في تجميد أو خروج 60 شركة من سوق الوساطة المالية.
استئناف النشاط
وبحسب مصادر في هيئة الأوراق المالية والسلع، من المتوقع أن تشجع حالة التعافي التي تشهدها الأسواق، وعودة شركات الوساطة إلى الربحية، عدداً كبيراً من شركات الوساطة جمدت نشاطها طيلة السنوات الماضية إلى استئناف عملها خلال العام المقبل.
وقالت المصادر لـ «الاتحاد» إن هناك طلبات من شركات جديدة راغبة في دخول سوق الوساطة المالية، بعد أن انتشلت حالة النشاط التي تعيشها أسواق الأسهم منذ العام الماضي، شركات عدة من خسائرها، فضلاً عن توقعات بأن تشهد أسواق الإمارات ارتفاعاً أكبر في وتيرة نشاطها لثلاث سنوات مقبلة، خصوصاً في حال فوز الإمارات باستضافة معرض أكسبو 2020.
وقال محمد علي ياسين العضو المنتدب لشركة أبوظبي الوطني للأوراق المالية، إن ارتفاع أحجام وقيم التداولات في أسواق الأسهم منذ بداية العام وفر المزيد من النشاط أمام شركات الوساطة التي نجح العديد منها في الانتقال من خسائر تراكمت على مدار 3 إلى 4 سنوات منذ عام 2008 إلى الربحية.
وأضاف:”حالة النشاط التي تشهدها الأسواق يشجع شركات الوساطة على تحفيز عملائها على التداول كثيراً، ما يزيد من الفرص المتاحة للعمل أمامها”.
وأوضح أن قطاع الوساطة المالية بدأ في التعافي منذ العام الماضي، وتسارع حالة التعافي مع تصدر أسواق الإمارات قائمة بورصات المنطقة كأفضل الأسواق أداءً حتى الآن، مضيفاً أن تعافي شركات الوساطة دفعها إلى تقديم خدمات جديدة، بعدما ارتفعت حدة المنافسة، ومن بين هذه الخدمات الاستشارات المالية والتداول على الهامش.
التحول إلى الربحية
وتحولت شركة أبوظبي الوطني للأوراق المالية من بين 24 شركة أخرى إلى الربحية خلال الأشهر التسعة بقيمة 13,5 مليون درهم من الخسارة بقيمة 11 مليون درهم، وبلغت أرباحها خلال الربع الثالث نحو 8,3 مليون درهم من الخسارة بقيمة 5,9 مليون درهم.
ومن جانبه، قال وائل أبومحيسن مدير عام شركة الأنصاري للخدمات المالية، والتي رفعت أرباحها للأشهر التسعة بنسبة 500% لتصل إلى 6,4 مليون درهم من مليون درهم، إن شركات الوساطة استفادت من الطفرة التي تشهدها أسواق الأسهم منذ بداية العام.
وأضاف أن متوسط أحجام التداول يوميا سجل ارتفاعاً مقارنة بالعام الماضي، حيث يتجاوز المليار درهم، الأمر الذي يوفر نشاطاً كبيراً لشركات الوساطة التي كانت تعاني من ضعف النشاط لسنوات طويلة، كان سببا في خروج العديد منها من الأسواق.
وأشار إلى أن تعافي شركات الوساطة دفعها إلى تطوير خدماتها إلى العملاء، ومن هذه الخدمات التداول على الهامش، والاستشارات المالية، والتوسع في خدمة التداول عبر الإنترنت.
وبحسب النتائج، تصدرت شركة الرمز للأوراق المالية قائمة الشركات الأكثر ربحية بقيمة 30,7 مليون درهم خلال الأشهر التسعة، مقارنة مع خسائر بقيمة 1,5 مليون درهم، فيما بلغت أرباحها للربع الثالث نحو 13,1 مليون درهم، مقارنة مع خسارة بقيمة 1,6 مليون درهم.
وارتفعت أرباح 6 شركات وساطة تابعة لبنوك محلية خلال الأشهر التسعة الأولى من العام، وهى أبوظبي الإسلامي ونمت أرباحها بنسبة 290% لتصل إلى 20,3 مليون درهم، ثاني أكبر حجم من الأرباح بين الشركات العاملة، مقارنة مع 5,2 مليون درهم، وبلغت أرباحها للربع الثالث 9,2 مليون درهم من 588,2 ألف درهم.
وارتفعت أرباح شركة الإمارات دبي الوطني للأوراق المالية، التابعة لبنك الإمارات دبي الوطني بنسبة 346% خلال الأشهر التسعة لتصل إلى 16,8 مليون درهم من 471 ألف درهم، وبلغت أرباحها للربع الثالث نحو 8,2 مليون درهم خمن 231 ألف درهم، ونمت أرباح شركة المشرق للوساطة المالية، التابعة لبنك المشرق بنسبة 380% لتصل إلى 12 مليون درهم من 2,5 مليون درهم، وحققت أرباحاً خلال الربع الثالث بقيمة 6 ملايين درهم من 188,2 ألف درهم.
وحققت شركة الإسلامي للوساطة المالية، التابعة لبنك دبي الإسلامي أرباحاً بقيمة 7,3 مليون درهم من 394,2 ألف درهم، وفي الربع الثالث نحو 3,9 مليون درهم من خسارة بقيمة 107,2 ألف درهم.
ومن أبرز الشركات التي تحولت من الخسارة إلى الربحية خلال الأشهر التسعة، شركة الخليج الأول التابعة للبنك ذاته بقيمة 2,9 مليون درهم من خسارة بقيمة 1,3 مليون دررهم، وشركة الوساطة التابعة لبنك الاتحاد الوطني بقيمة 4,3 مليون درهم، من خسارة بقيمة 3,6 مليون درهم، وشركة الوساطة التابعة لبنك دبي التجاري بقيمة 846,2 ألف درهم من خسارة بقيمة 1,8 مليون درهم.
ومن الشركات، جاءت شركة الرمز التي تصدرت قائمة الشركات الأكثر ربحية بأكثر من 30 مليون درهم، ومينا كورب بقيمة 19 مليون درهم من خسارة بقيمة 3.7 مليون درهم، وشركة دار التمويل بقيمة 3,6 مليون درهم من خسارة بقيمة 2,8 مليون درهم، والمجموعة المالية المصرية” هيرميس” 4,8 مليون درهم من خسارة بقيمة 190,5 ألف درهم.
وبقيت 9 شركات وساطة على خسائرها للأشهر التسعة بقيمة 17 مليون درهم مقارنة مع خسائر بقيمة 17,8 مليون درهم للفترة ذاتها من العام الماضي، وتكبدت خسائر في الربع الثالث بقيمة 2,2 مليون درهم من 3,6 مليون درهم في الربع الثالث من العام الماضي. ومن بين الشركات التي لا تزال تتكبد خسائر، شركة اتش اس بي سي للوساطة المالية التابعة للبنك البريطاني اتش اس بي سي، وبلغت خسائرها خلال الأشهر التسعة نحو 1,86 مليون درهم، مقارنة مع خسائر بقيمة مليوني درهم للفترة ذاتها من العام الماضي، وبلغت خسائر شركة الفردان نحو 271,5 ألف درهم من 1,6 مليون درهم، فيما ارتفعت خسائر شركة الهدف إلى 8,2 مليون درهم من 4,6 مليون درهم، وبلغت خسائر شركة أموال للوساطة نحو 800 ألف درهم من 1,3 مليون درهم.
عدد اليوم
