الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«الغربية» تجمع عشاق الصقور: تراث وثقافات وحياة الصحراء

«الغربية» تجمع عشاق الصقور: تراث وثقافات وحياة الصحراء
8 ديسمبر 2014 00:25
إيهاب الرفاعي (المنطقة الغربية) جمعت المنطقة الغربية عشاق الصقور من مختلف أنحاء العالم ضمن فعاليات الدورة الثالثة من «مهرجان الصداقة الدولي للبيزرة» الذي انطلق صباح أمس تحت رعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، والذي تنظمه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية ونادي صقاري الإمارات، بمشاركة أكثر من 800 صقار وخبير وباحث يمثلون 82 دولة، فضلا عن مسؤولي وممثلي اليونسكو والمؤسسات الدولية المعنية بالحفاظ على تراث الصقارة وصون البيئة. وتضمنت فعاليات اليوم الأول افتتاح المؤتمر الدولي للصقارة بمشاركة نخبة من المهتمين بالصقور وفي حضور العشرات من عشاق التراث وصيد الصقور من عدد من الدول المشاركة في جولة تدريبية على الصيد في صحراء المنطقة الغربية، حيث الطبيعة المتميزة والتجهيزات الملائمة لهذه الرياضة بحيث توفر فرصة مميزة للصقارين والمهتمين بالصقارة للتواصل والتفاعل فيما بينهم، وتبادل الخبرات، والتعرّف على التقاليد المتنوعة لهذه الرياضة العريقة في أماكن مختلفة من العالم، إضافة إلى تقديم خبرة عملية لتجربة الحياة في الصحراء. وحرصت اللجنة المنظمة على اتخاذ كافة الترتيبات والتجهيزات اللازمة لإضفاء مزيد من المتعة والإثارة سواء للمشاركين أو زوار المهرجان من عشاق التحدي والمغامرة فانتشرت المجالس التراثية التي تجاوز عددها أكثر من أربعة مجالس على مساحة 1200 متر مربع لإبراز الجانب التراثي الإماراتي وما يتميز به من عراقة وأصالة أمام الحضور كما انتشرت الحرف اليدوية والمشغولات التراثية لتضفي مزيداً من المتعة لدى زوار المهرجان والتعريف بكيفية صناعة تلك المشغولات التي تميزت بها المرأة الإماراتية قديما. مخيم الصقارين وبجانب الماضي العريق والتراث الأصيل، كان العلم والمعرفة حاضرين في مخيم الصقارين، حيث شيدت خيمة المؤتمرات والمحاضرات لتنير درب عشاق الأصالة والتراث بأحدث ما وصل إليه العلم الحديث في تربية الصقور والحفاظ عليها ووقايتها من الأمراض بجانب استعراض لاحدث وسائل تدريب الصقور. وكون كرم الضيافة جزءا أصيلا من الموروث الإماراتي، فقد حرصت اللجنة المنظمة على تجهيز خيمة ضيافة على مساحة 1200 متر مربع تتسع لكافة زوار الفعاليات والمشاركين بها لتقديم الوجبات اليومية المجانية طيلة أيام المخيم. وساهم الطقس المعتدل والشمس الساطعة في إضفاء مزيد من المتعة والبهجة وساعد في زيادة جذب عشاق ومربي الصقور الى مخيم الصقارين للاستفادة بما يتم تقديمه من خبرات عملية ودراسات علمية بجانب تجارب دولية في مجال القنص والصيد بالصقور فامتلأ موقع الفعاليات بالمشاركين والزوار من مختلف الجنسيات، ليرسموا لوحة فنية تمتزج فيها الالوان بالثقافات والمعارف والخبرات. الموسيقى الفلكولورية ومع نغمات الموسيقى الفلكلورية استمتع الزوار بالفقرات الفنية المتميزة التي تم تقديمها لجمهور المهرجان الذين اصطفوا للاستمتاع بما يتم تقديمه من عروض فلكلورية تقليدية للعديد من الدول المشاركة في محاول لتبادل الخبرات الشعبية المكتسبة عبر الأجيال، ونقلها للعالم للتعرف أكثر على حضارة هذه الشعوب من خلال ما تقدمه من فنون تراثية ما زالت تمارس حتى اليوم. وأمام خيمة الطيور تواجد العديد من المهتمين ليتعرفوا عن قرب على مختلف أنواع الصقور المتواجدة في الخيمة مع فرصة لالتقاط صور مع تلك الطيور وحملها، إلى جانب وجود صقار من كل بلد ليطلع المشاركين كل ما يرغبون في معرفته عن الصقر ورياضة الصيد بالصقور. المجالس التراثية وقدمت المجالس التراثية التي أقيمت ضمن فعاليات المخيم نموذجا متميزا لتمازج الحضارات وتبادل الخبرات، حيث اصطف العشرات من مختلف الدول داخل المجلس التراثي يتبادلون الأحاديث عن مختلف المواضيع المتعلقة بالتراث وطرق المحافظة عليها، فضلا عن تبادل معلومات وخبرات عن رياضة الصيد بالصقور. وأوضح عبدالله بطي القبيسي مدير المهرجان ومدير المشاريع في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، أنّ هذه المشاركة الدولية الواسعة تعزز أحد الأهداف الأساسية للمهرجان بتكريس مكانة أبوظبي كوجهة سياحية ثقافية متميزة ليس على الصعيدين المحلي والخليجي فحسب، وإنما على الصعيد العالمي، ما يوفر بيئة متميزة لاحتكاك الحضارات والثقافات والتقاء الشعوب والمنظمات والأفراد المهتمين بالصقارة لدعم هذا التراث والحفاظ عليه وتطويره. وقال عبيد خلفان المزروعي مدير مخيم الصقارين بالمهرجان، إنّ تجمع هذا العدد من المتخصصين من مختلف أنحاء العالم في أبوظبي، يُشكل فرصة مميزة لتبادل الخبرات في مجال الصقارة، ويعزز فرص التعارف والتواصل، والتنسيق المستقبلي بين الصقارين بما يعود بالنفع على رياضتهم المفضلة، والتأكيد على أهميتها كفن مستمر تتوارثه الأجيال، ولم يُهزم أمام الحداثة والتطور الهائل الذي طال المجتمعات البشرية. وأضاف إنّ المهرجان يشكل فرصة لإحياء التراث الإماراتي الأصيل ولا سيما الصقارة التي كان يوليها المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» قدرا كبيرا من الاهتمام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©