الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أكبر من الهموم

29 نوفمبر 2015 01:05
سقط حصان أحد المزارعين في بئر، وكانت جافة من المياه.. بدأ الحصان بالصهيل واستمر لساعات، وكان المزارع خلالها يفكر بطريقة لاستعادة الحصان، ولم يستغرق التفكير، وأقنع نفسه بأن الحصان قد أصبح عجوزاً، وأن تكلفة استخراجه توازي تكلفة شراء حصان جديد. نادى المزارع جيرانه لمساعدته في ردم البئر، فيضرب عصفورين بحجر، دفن الحصان وردم البئر مجاناً بمساعدة جيرانه. بدأ الجميع باستخدام المجارف والمعاول لجمع التراب تمهيداً لإلقائه بالبئر، وأدرك الحصان ما صار. وبدأ الجيران بردم البئر.. فجأه سكت صوت صهيل الحصان، استغرب الجميع واقتربوا من حافة البئر لاستطلاع السبب في سكوت الحصان، وجدوا أن الحصان كلما نزل عليه التراب.. هزَّ ظهره فيسقط التراب عنه ثم يقف عليه، وهكذا كلما رموا عليه تراباً نفضه عن ظهره واعتلاه..! ومع الوقت استمر الناس بعملهم، والحصان بالصعود فوق التراب.. وأخيراً قفز الحصان إلى خارج البئر!! كذلك هي الحياة، تلقي بأثقالها وأوجاعها عليك، وكلما حاولت أن تنسى همومك لن تنساك، وكل مشكلة تواجهك تلقي بهمومها عليك. يجب أن تنفضها عن ظهرك حتى تتغلب عليها.. انفضها جانباً وقف عليها، واستمر بذلك لتجد نفسك يوماً في القمة. لا تتوقف ولا تستسلم أبداً مهما شعرت أن الآخرين يريدون دفنك حياً. دائماً خذها قاعدة (لن يشعر أحد بما تشعر به)، حتى لو أمضيت ساعات تشرح لهم شعورك وما تمر به فهم لم يلمسوا قرارة قلبك ولم تصلهم حرارة دموعك.. التزم الصمت أفضل وكف عن مناجاتهم، (فالله أحق بأن تناجيه وتبث له شكواك). محمد أسامة - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©