روما (د ب أ) - عادت الحافلات للعمل مرة أخرى أمس في جنوه، سادس أكبر مدينة في ايطاليا، وذلك بعد انتهاء إضراب غير قانوني لعمال النقل العام استمر لمدة خمسة أيام وأدى إلى إحداث شلل في حركة المرور وأثار مقارنات مع «النموذج اليوناني « للاضطرابات العمالية.
وعلى الرغم من أن إيطاليا تمر بأسوأ كساد اقتصادي في تاريخها في حقية ما بعد الحرب إلا أنها نجت من التوترات الاجتماعية التي عصفت باقتصاديات منطقة اليورو المضطربة الأخرى مثل اليونان وإسبانيا. وقبل ساعات من إنهاء العمال احتجاجهم في عملية تصويت تم فيها اتخاذ القرار بفارق ضئيل من الأصوات اعترضت هيئة البريد خطاب مجهول كان موجها إلى رئيس شركة «إيه.إم.تي» للحافلات ليفيو رافيرا يحتوي على رصاصة عيار 45 ورسالة تقول «سنقطعك انت وجميع المديرين الكبار».
وذكرت صحيفة «لا ريبابليكا» اليومية ذات ميول إلى تيار يسار الوسط في صفحتها الأولى أن جنوة وهي ميناء كبير على الساحل الشمالي الغربي لإيطاليا ويقطنها نحو 600 ألف نسمة «أصبحت الأولى بين المدن الإيطالية التي تواجه مناخ أثينا وسالونيكي للكابوس اليوناني القادم».
وبدأ الإضراب يوم الثلاثاء الماضي بعد أيام من تمرير مجلس المدينة مشروع قانون يتعهد بإصلاح مرافق وشركات الخدمات المحلية التي تتكبد خسائر من بين ذلك شركة الحافلات «إيه.إم.تي». وخرج عمال الشركة وعددهم 2400 عامل في حشود معارضة إلى الشوارع خوفا من الخصخصة على الرغم من أن العمدة ماركو دوريا استبعد ذلك. وتملك شركة «آر.إيه.تي.بي» الفرنسية بالفعل 41? من شركة الحافلات في جنوة والتي تدير مترو باريس.
وتقول السلطات المحلية إن شركة «إيه.إم.تي» تحتاج إلى ثمانية ملايين يورو (10,8 مليون دولار) للحيلولة دون إفلاسها العام المقبل. ويوم الجمعة قام بيبي جريللو المولود في جنوه، فنان ساخر يتزعم أكبر حزب معارض في إيطاليا، حركة الخمس نجوم بتحريض المتظاهرين في الوقت الذي انضم فيه لإحدى مسيراتهم.
وقال جريللو: «إنهم يبيعون كل شيء ... سنقاتل حتى الموت ... كل شيء يتم العبث به بدءا من جنوه»، واصفا الاحتجاج بأنه جزء من معركة للإبقاء على الخدمات المحلية والمدارس في يد القطاع العام . واستبعد الاتفاق الذي أنهى الإضراب - توصلت إليه نقابات عمالية وسلطات محلية في محادثات ماراثونية جرت أثناء الليل - تخفيض الأجور واعتمد بشكل جزئي على أموال الاتحاد الأوروبي لسد العجز في الميزانية.
عدد اليوم
