الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

بالقطع .. نستطيع

15 نوفمبر 2012
لن ننصب «حائط مبكى» ونتسمر أمامه لساعات نبكي خسارة الأهلي السعودي للقب أبطال آسيا، لن نعض الأنامل ندما على ضياع فرصة الاحتفاظ بلقب جاء به السد القطري السنة الماضية من كهوف شرق آسيا. لن نلصق تهمة موت الحلم في إقامة النهائي على أرض أولسان وبين جماهيره المسكونة بسعار غريب. وجب الاعتراف أن الأهلي الذي وقع على مسار بطولي في دوري أبطال آسيا وهو يصل على عكس كل التوقعات إلى المباراة النهائية لم يكن بالصورة الفنية المتطابقة التي تسمح بأن يكون بطلاً للقارة الصفراء، صحيح أنه أقرن الأداء بالشجاعة وصحيح أنه أبرز نوعا من المقاومة لمد أولسان الجارف، ولكن للأمانة نقول بأن الأهلي لم يكن نفسياً، فنيا، بدنيا وتكتيكيا بالصورة التي تسمح له بأن يقهر فريقاً كوريا جنوبيا، قد يكون استفاد من البرمجة الغربية والفريدة من نوعها التي يعتمدها الاتحاد الآسيوي لكرة القدم للنهائي، ولكن كان بأولسان النواة الصلبة لفريق يستحق أن يكون بطلا لأبطال آسيا. كنت أعرف أن للأهلي قدرات ذاتية تستطيع بكل الحوافز النفسية الموجودة أن تتبلور في إطار مشروع أداء متكامل يستطيع أن يخترق تلك القوة الهجومية المكتسبة لأولسان والتي عبر عنها بصور مختلفة على طول وعرض المسابقة والتي لم يخسر فيها أي مباراة، إلا أنني وأنا أتعمق في قراءة المباراة النهائية والتي صاغها نادي أولسان من الألف إلى الياء بما يتطابق مع إمكاناته وجدت أن ما يستحق أن نقف أمامه لنتفحص ونستقرئ ونستخلص الدروس، لا أن نرثي ونشجب ونتذرع لحجب الإخفاق هو هذا التقاطع الغريب الذي حدث في ممشى أنديتنا العربية بغرب آسيا والأندية الكورية الجنوبية واليابانية بشرق آسيا، حتى أنه لم تكن هناك حالات تماس، قد نكون شعرنا بتلك الثورة الهائلة التي حدثت هناك في أقاصي القارة الصفراء، ولكن لنعترف أننا عاملناها بنوع من الاستخفاف إلى درجة اللامبالاة . لو قارنا تاريخيا بين أنديتنا العربية بخاصة تلك التي ملكت قصب السبق في المنافسة على أغلى كؤوس آسيا وبين الأندية الشرق آسيوية لوجدنا ما لا يمكن أن يقوم عليه أي قياس، فارق مهول في المرجعية، ولكنها مرجعية بلا أدنى استثمار، بلا أدنى توظيف وبلا أدنى قدرة على إحداث طفرة نمطية، لذلك كان صعبا أن تنتبه أنديتنا العربية إلى السرعة المدهشة التي بها حلق الآخرون فسبقونا بمئات الأميال وباتوا زبائن دائمين للألقاب.. هل نستطيع أن نقهر الفوارق ونستعيد السيطرة على الألقاب ونردم ما يوجد بيننا وبينهم من هوة حتى لا ندمن البكاء على اللبن المسكوب؟ قطعا نستطيع.. ولكن بعد أن نتغير. drissi44@yahoo.fr
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©