محمد حامد (دبي) - نجح الألمان بفضل الصراع الملتهب بين بايرن ميونيخ وبروسيا دورتموند في الوصول بالبوندسليجا إلى المكانة التي لم يصل إليها من قبل، فقد أشار تقرير لصحيفة “دي فيلت” أن الملايين حول العالم، وتحديداً من 200 دولة شاهدوا قمة دورتموند والبايرن في الدوري الألماني، والتي انتهت بثلاثية نظيفة للعملاق البافاري، لتأكيد تربعه على القمة بلا هزيمة في 13 مباراة، نجح في انتزاع الفوز في 11 مواجهة من بينها، ومحققاً الفارق الكبير بين الأهداف التي سجلها، وتلك التي دخلت مرماه.
ويدين الدوري الألماني للأصفر والأحمر في المكانة التي وصل إليها خلال السنوات الأخيرة، فقد كان دوري الألمان قوياً، ولكنه لا يتمتع بشعبية عالمية لافتة مثل نظيره الإنجليزي والإيطالي والإسباني، ولكن المنافسة الحامية بين العملاقين “البايرن ودورتموند” ووصولهما إلى نهائي دوري الأبطال الموسم الماضي، جعل الملايين من عشاق كرة القدم حول العالم يتجهون بأنظارهم صوب الملاعب الألمانية “كاملة العدد”، والتي تتميز بحضور جماهيري هو الأفضل في العالم.
ليلة جوتزه
سيطر نجم البايرن القادم من دورتموند ماريو جوتزه على عناوين الصحف الألمانية، فقد تمكن من تسجيل الهدف الأول في مرمى فريقه السابق، بملعب سيجنال إيدونا بارك، وسط صيحات استهجان من 80 ألف مشجع أصفر، وتسابق الجمهور في رفع لافتات تقول: “أنت شخص غير مرغوب فيه هنا”، والمثير في الأمر أن الهدف هو الأول لجوتزه في الدوري خلال الموسم الحالي، والمفارقة أنه جاء في مرمى فريقه السابق وبين جماهيره.
صحيفة “بيلد” أعادت للأذهان الجدل الذي رافق قصة انتقال جوتزه من دورتموند للبايرن في صفقة بلغت قيمتها 37 مليون يورو، فقد جاء توقيت الإعلان عن الانتقال في فترة حاسمة من عمر المنافسة على البطولات الموسم الماضي، وخاصة دوري الأبطال ليثير أحقاداً بين المعسكرين الأصفر والأحمر، وتفاعلت “بيلد” مع تألق جوتزه أمام فريقه السابق فعنونت:”إنه جنون جوتزه.. لقد ضرب فريقه السابق”.
أما “كيكر” الرياضية، فقالت: “جوتزه قرر كل شيء”، ونقلت الصحيفة تقريراً عن الهتافات التي تعرض لها، وصيحات الاستهجان من المدرجات الصفراء، ولكنه حافظ على أعلى درجات الهدوء والاحترافية في التعامل مع الموقف الصعب، يأتي ذلك على الرغم من أنه يبلغ 21 عاماً، ولكنه يتمتع بنوع من النضج النفسي المبكر، كما رفض جوتزه الاحتفال بالهدف الذي سجله، وفضل رفع يديه لأعلى في إشارة إلى أنه لا ينوي الاحتفال أو إثارة مشاعر الآلاف من عشاق دورتموند.
الملك بيب
حصل الإسباني بيب جوارديولا على ما يستحقه من الإشادة، فقد شكك البعض في قدرته على إضافة الجديد للبايرن في بداية الموسم، وتعرض للهجوم من بعض أقطاب الإدارة البافارية، حيث قال أحدهم إن جوارديولا يتميز بالأناقة والقدرة على اختيار ملابسه، وهي إشارة هدفها التقليل من مكانة جوارديولا على المستوى التدريبي، وإيصال رسالة غير مباشرة إنه لا يملك ما يفتخر به سوى أناقته.
صحيفة “دي فيلت” قالت إن جوارديولا أثبت إنه ملك التكتيك المفاجئ، فقد تمكن من قهر غريمه الكبير يورجن كلوب بعدة مفاجآت تكتيكية، وخاصة في الشوط الثاني الذي تمكن من حسمه بثلاثية نظيفة، وكانت تحركات فيليب لام وتوني كروس، وكذلك آرين روبن في مركز الجناح الأيسر، وهو ليس مركزه الأصلي، الأمر الذي أسفر عن إسقاط دورتموند بالثلاثة.
يملك جوارديولا مع البايرن سجلاً هو الأنجح طوال مسيرته التدريبية، حيث قاد الفريق في 21 مباراة بمختلف البطولات، محققاً الفوز في 17 مواجهة، والتعادل في 3، وتجرع الخسارة مرة واحدة فقط، وسجل البايرن تحت قيادته 55 هدفاً، ودخل مرماه 15 هدفاً، محققاً نسبة نجاح تصل إلى 81% على مستوى النتائج الإيحابية، في حين بلغت نسبة نجاحه مع البارسا 72%، وهو ما يؤكد أن المدرب الإسباني يستحق أن يتعامل معه الإعلام الألماني بمزيد من الاحترام والتقدير.
وعقب الفوز على دورتموند، نقلت “سوديتش زيتونج” عن جوارديولا قوله: “ما يسعدني أننا حققنا الفوز على أخطر فريق يقوم بشن الهجمات المرتدة، وهو ما يعني أن السيطرة أمامهم قد لا تعني الكثير، أعتقد أن عناصر وسط الميدان حسموا كل شيء، لقد تألق جوتزه وكروس ولام وتياجو ألكانتارا، لكي تقدم كرة قدم جيدة يجب أن يكون لديك عناصر موهوبة في منتصف الملعب، ولمن يسأل عن الفارق بين البايرن والبارسا أقول الآن أنا في البايرن”.
ندم كلوب
وقدم دورتموند مباراة جيدة أمام بايرن خاصة في الشوط الأول للمباراة، وأضاع لاعبوه ليفاندوفسكي ومخيتاريان وريوس العديد من الفرص المحققة ليتلقى الفريق ثلاثة أهداف متتالية في آخر 25 دقيقة من اللقاء.
وتجمد رصيد الفريق عقب هذه الخسارة عند 28 نقطة ليهبط إلى المركز الثالث متأخرا بفارق سبع نقاط عن المتصدر بايرن، الذي ارتفع رصيده إلى 35 نقطة في الصدارة. وينتظر الفريق مواجهة مرتقبة أمام ضيفه نابولي الإيطالي في بطولة دوري أبطال أوروبا منتصف هذا الأسبوع، ولا بديل أمام الفريق سوى تحقيق الفوز إذا أراد التأهل إلى الدور الثاني لأمجد الكؤوس الأوروبية.
وبدا يورجن كلوب المدير الفني لدورتموند غاضباً ومحبطاً، خاصة أنه يواجه مع فريقه موسماً ليس على قدر الطموحات، حيث تراجع الفريق بفارق 7 نقاط في الصراع المحلي، ويواجه خطر الإقصاء القاري في حال لم يتمكن من الفوز على نابولي الإيطالي، وعقب المباراة، قال: “أعتقد أن المباراة كانت أقرب إلى الندية، بل إننا أهدرنا فرصاً أكثر من البايرن، وهذا هو الغريب في الأمر، لكنها كرة القدم على أي حال، حينما لا تتمكن من التسجيل في هذه المباريات الكبيرة، فقد يحدث السيناريو العكسي، ما يحسب للبايرن إنه كان أكثر صبراً طوال المباراة، حتى حقق ما سعى إليه”.
فايدنفلر حزين
وأعرب رومان فايدنفلر حارس مرمى دورتموند عن حزنه الشديد بعد خسارة فريقه الثقيلة في الكلاسيكو الألماني صفر-3 أمام غريمه التقليدي بايرن ميونيخ، وقال فايدنفلر عقب الخسارة: “الفرق تفوز بالمباريات عن طريق الأهداف، ونحن لم نحرز أهدافا في اللقاء، قمنا بالكثير من الأشياء بالكرة طوال المباراة، ولكننا لم ننجح في التسجيل”. وأضاف حارس دورتموند: “أسوأ شيء هو أن تلعب مباراة جيدة ولا تفوز بها في النهاية”.
من جانبه، أبدى النجم الهولندي أريين روبن لاعب فريق بايرن ميونيخ سعادته البالغة بفوز فريقه الساحق على غريمه التقليدي بثلاثية نظيفة في الكلاسيكو الألماني، وقال روبن الذي سجل الهدف الثاني لبايرن، عقب المباراة: “أعتقد أن تقدمنا بالهدف الأول كان أمراً مهماً للغاية، لذلك اندفع لاعبو دورتموند نحو الهجوم، كانت النتيجة تشير لتقدمنا بهدف نظيف قبل النهاية بخمس دقائق، ثم تحولت إلى فوز ساحق بثلاثية بيضاء”. ونجح بايرن بهذا الفوز في ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، حيث نجح في إحكام قبضته على صدارة المسابقة بعدما رفع رصيده إلى 35 نقطة متفوقا بفارق أربع نقاط عن ملاحقه باير ليفركوزن، كما أبعد منافسه اللدود دورتموند عن صراع المنافسة بنسبة كبيرة بعدما أصبح الفارق بينهما سبع نقاط. كما نجح بايرن أيضاً في تحقيق فوزه الأول على دورتموند ببوندسليجا بعد غياب طويل، واستطاع أن يعمق رقمه القياسي بتجنب الخسارة في 38 مباراة متتالية في بطولة الدوري.
عدد اليوم
