دبي (الاتحاد) - أقام رواق عوشة بنت حسين الثقافي مساء أمس الأول، أمسية شعرية “عراقية”، شارك فيها الشاعرة ساجدة الموسوي والشاعر عباس جيجان، وقدمهما الدكتور داوود حسن كاظم المدير التنفيذي للرواق، بحضور جمهور كان في أغلبه عراقياً.
لم تأت صفة أمسية شعرية “عراقية”؛ لأن الشاعرين هما من العراق فحسب، بل أيضاً لأن القصائد في أغلبها قد دارت حول العراق الراهن بكل تفاصيله وما يجري فيه، إذ تحولت جملة هذه الأحاسيس إلى صور انثالت تباعاً بلغة واضحة ومفهومة بعيدة عن الغموض لا تحتاج إلى الكثير من التأويل مثلما أنها أقرب إلى المعاناة الجمعية التي تطال العراقيين كلهم خاصة المرأة، كما هي الحال في قصائد ساجدة الموسوي.
على هذا النحو، جاءت الأمسية مرفوعة كابتهال إلى عراق آخر آمن، في جانب من الأمسية.
قرأت ساجدة الموسوي قصائد قصيرة غلب عليها الحنين، مثلما انطوى البعض منها على استدعاء للأسطورة البابلية أو للمتخيل الأسطوري البابلي. تقول الموسوي في قصيدتها التي حملت عنوان: “قصيدة البحر”:
“دعوت أميرات بابل
دعوت صبيّات أوروك
والحاملات قرابين يوم خميس النذور ليحملن في موكبي
نسمات صبا الرافدين
وآس وشمع وضوع البخور”
قرأت الموسوي، صاحبة “طفلة النخل” و”يبقى العراق”، قصائد أخرى فيها مسحة من الرومانسية، ربما بسبب ذاك الحنين الباهظ، لتختتم قراءتها بقصيدة “الأم” متمنية أن يأتي يوم يُنحت فيه تمثال للأم العراقية وفي أسفله قصيدتها.
ومع الشاعر عباس جيجان، الذي يحمل الجنسية الهولندية ويقيم في الإمارات، اختلف مزاج الشعر، ليس لأن القول الشعري جاء بالعامية العراقية فقط، بل أيضاً لأن الشعر انطوى على لذعة سخرية محمولاً في قصائد ذات بنية حكائية موزونة ومتبلورة.
بدأ جيجان بقصيدة يهنئ فيها بسخريته الرئيس باراك أوباما بفوزه مرة أخرى بالرئاسة الأميركية؛ قصيدة هي أشبه بعرض حال عن العراقيين في عيشهم اليومي والموقف المسبق منهم ومن العرب، بالمعنى السياسي وكذلك الاجتماعي للكلمة.
على وجه الإجمال، كانت السخرية هي السخرية المرّة لقوة الحضارة، التي سعى الشاعر إلى التغني بها، من حضارة القوة، إذا جاز التوصيف، وذلك بحسب ما جاء في قصائد لاحقة. على هذا النحو حضرت تجربة سجني أبو غريب وجوانتانامو سيئي الصيت، وكذلك بلاك ووتر ضمن قائمة شملت فلسطين وغزة أيضاً.
عدد اليوم
