أولمرت:إسرائيل ستُعزل دولياً إذا رفضت حل الدولتين

حذر رئيس الوزراء الاسرائيلي المنتهية ولايته إيهود اولمرت، من مخاطر عزل اسرائيل على الساحة الدولية في حال واصل بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة المكلف، رفض صيغة ''دولتين لشعبين''· ووجه اولمرت نقدا عنيفا الى وزير الدفاع إيهود باراك رئيس حزب ''العمل'' لمفاوضته رئيس الوزراء المكلف بنيامين نتنياهو الذي لا يؤيد قيام دولة فلسطينية،بينما ''العمل'' يؤيد ذلك· وفي الوقت نفسه عقد نتنياهو اتفاقا مع حزب ''شاس''الديني المتشدد للمشاركة في حكومته،هو الثاني بعد الاتفاق مع حزب ''اسرائيل بيتنا'' المتطرف،مما يشير الى اتجاهه لتشكيل حكومة يمينية متطرفة· وذكرت الصحافة الاسرائيلية امس،أن اولمرت ذكَّرَ خلال اجتماع مجلس الوزراء يوم الاحد، بأن المفاوضات مع الفلسطينيين تنطلق من مبدأ إقامة دولة فلسطينية في المستقبل الى جانب اسرائيل، محذرا من أن أي حكومة اسرائيلية تتخلى عن ذلك ''ستفقد الدعم الدولي لها''· واضاف اولمرت أن ''الخيار الفعلي هو بين دولتين (إسرائيلية وفلسطينية) لشعبين او دولة لشعبين، والذين لا يرون ذلك يخدعون انفسهم ويجازفون بالتسبب بأكبر إساءة لاسرائيل''· وتابع إن ''التاريخ لن يغفر لهم'' في اشارة زعيم حزب ''العمل'' وزير الدفاع إيهود باراك الذي كان يفاوض حول مشاركته في الحكومة اليمينية المقبلة، رغم أن بنيامين نتنياهو يرفض قيام دولة فلسطينية،وحزب ''العمل'' يؤيد مبدئيا، إقامة دولة فلسطينية· ورد باراك امس بقوله في بيان اصدره،إنه ''لن يرد على تصريحات اولمرت المثيرة للشفقة''· وقد وعد رئيس الوزراء المكلف نتنياهو بمواصلة المفاوضات مع الفلسطينيين، مع الالتزام بتكثيف الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة رافضا اعتماد مبدأ ''دولتين لشعبين''· وأمام نتنياهو مهلة تنتهي في الثالث من أبريل لتشكيل حكومة، بعد أن اسند اليه الرئيس شيمون بيريز هذه المهمة الشهر الماضي· وبدأ نتنياهو امس،محادثات ائتلاف مع حزب ''العمل'' الذي يمثل يسار الوسط في مسعى لتجنب تشكيل حكومة يمينية قد تؤدي الى خلاف مع الولايات المتحدة حول السلام في الشرق الاوسط· والتقى مفاوضون من حزب ''الليكود'' اليميني الذي ينتمي اليه نتنياهو، مع نظرائهم في حزب ''العمل'' بعد ساعات فقط من انضمام حزب ''شاس'' الديني المتشدد كشريك في ائتلاف نتنياهو· وحصل ''شاس'' على وعد باربع حقائب وزارية بينها الداخلية والاسكان والديانات· كما حصل الحزب الذي يشغل احد عشر مقعدا في البرلمان (من اصل 120) على زيادة كبيرة في الاعانات العائلية خلال ثلاث سنوات، كان يطالب بها· ويقود وزير الدفاع ايهود باراك حزب ''العمل'' ويواجه معارضة شديدة من داخل حزبه لإبرام اتفاق مع ''الليكود''· وقال باراك إنه سيطلب من اللجنة التنفيذية لحزبه تفويضا للانضمام لحكومة يقودها الليكود لدى اجتماعها اليوم الثلاثاء· صرح عوفر ايني المفاوض عن حزب ''العمل'' بعد جلسة محادثات عقدت صباح امس مع مسؤولي ليكود:''لا يزال امامنا طريق طويل''· والمفاوضات التي ركزت على قضايا اقتصادية استؤنفت في المساء· ويقول خصوم باراك في حزب ''العمل'' إن الانضمام لحكومة نتنياهو سيكون إعلان وفاة لحزبهم الذي كان القوة المهيمنة على السياسة الاسرائيلية في الماضي، وتحول الآن رابع اكبر حزب في الكنيست بحصوله على 13 مقعدا· وحصل حزب ''الليكود'' في انتخابات الشهر الماضي على 27 مقعدا وحزب ''كديما'' الذي تتزعمه ليفني على 28 مقعدا في حين حصل حزب ''اسرائيل بيتنا'' على 15 مقعدا وحزب ''شاس'' على 11مقعدا· وبانضمام حزب ''شاس''بعد اتفاق شراكة في وقت سابق من الشهر الحالي مع حزب ''اسرائيل بيتنا'' بقيادة السياسي القومي المتشدد أفيجدور ليبرمان، أصبح نتنياهو أقرب الى تشكيل حكومة يمينية ضيقة· وقد يضع ذلك نتنياهو في مسار تصادمي مع ادارة الرئيس الاميركي باراك أوباما الذي تعهد بالتحرك سريعا لإبرام اتفاق لمبادلة الارض بالسلام بين اسرائيل والفلسطينيين· وثارت مخاوف دولية أيضا، بسبب وعد قطعه نتنياهو بتعيين ليبرمان وزيرا للخارجية الاسرائيلية· واقترح ليبرمان تحويل الاراضي التي يعيش فيها ''عرب اسرائيل'' البالغ عددهم 1,5 مليون نسمة، الى دولة فلسطينية في المستقبل مقابل ضم اسرائيل المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة· ويريد نتنياهو الذي لا يزال بحاجة لأغلبية حاكمة في البرلمان الاسرائيلي (الكنيست) المكون من 120 مقعدا، أن ينتقل تركيز محادثات السلام التي تدعمها الولايات المتحدة، والمتعثرة حاليا، من القضايا المتعلقة بالارض الى قضايا اقتصادية· وقال موشي يعلون النائب في الكنيست عن حزب ''الليكود'' والذي اختاره نتنياهو لمنصب وزير الدفاع، إن باراك قد يتولى حقيبة الدفاع اذا ما وافق ''العمل'' على الانضمام للحكومة· وأضاف يعلون الرئيس السابق للقوات المسلحة في تصريحات لراديو اسرائيل :''يجب أن ينضم ''العمل'' للحكومة من أجل مصلحة البلد''· وقال نتنياهو مراراً منذ الانتخابات التي أجريت الشهر الماضي، انه يفضل تشكيل ''حكومة وحدة'' لكنه فشل حتى الآن في كسب تأييد حزب ''كديما'' الوسطي الذي يترأس الحكومة المنتهية ولايتها، ليشكل ائتلافاً واسعاً· وطلبت وزيرة الخارجية وزعيمة حزب ''كديما'' تسيبي ليفني من نتنياهو الالتزام بقيام دولة فلسطينية· وقال جدعون ساعر النائب عن ''الليكود'': ''الآن لدينا 53 نائبا مرتبطون باتفاقات ائتلاف برئاسة بنيامين نتنياهو، وسنعمل في الايام المقبلة على توسيع القاعدة البرلمانية لدعم حكومته''