الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

دمشق: اجتماع المعارضة في الدوحة «إعلان حرب»

دمشق: اجتماع المعارضة في الدوحة «إعلان حرب»
15 نوفمبر 2012
دمشق (وكالات) - نددت دمشق أمس باجتماع المعارضة السورية في الدوحة، معتبرة أنه “إعلان حرب” ضد نظام الرئيس بشار الأسد، وأن اعتراف فرنسا بالائتلاف الموحد الذي نتج عن هذا الاجتماع، هو أمر “غير أخلاقي”. وانتقد رئيس الوزراء الروسي ديميتري ميدفيديف المواقف “المنحازة” التي تتخذها الدول الداعمة للمعارضة السورية، فيما توجه وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى الرياض لحث السعودية على السماح لإيران بالانضمام إلى مساعي إنهاء الصراع الدائر في سوريا، بينما أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون من أستراليا أن بلادها قدمت مساعدة إضافية قيمتها 30 مليون دولار للمتضررين من النزاع السوري. وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد “قرأنا اتفاق الدوحة الذي توصلت اليه المعارضة الذي يتضمن رفضا لأي حوار مع الحكومة”، معتبرا أن هذا الاجتماع “هو إعلان حرب”. وأضاف “لا يريد هؤلاء المعارضون حل المسألة سلميا”، مؤكدا أن النظام يدعو “إلى حوار وطني مع كل من يريد الحل السلمي”، وهو مستعد “للحوار مع المعارضة السورية التي تكون قيادتها في سوريا، وليست بقيادة الخارج أو صنيعة منه”. ويأتي هذا الموقف بعد توقيع المعارضة الأحد على اتفاق نهائي لتوحيد صفوفها تحت لواء كيان جديد هو “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” الذي التزم “عدم الدخول بأي حوار أو مفاوضات مع النظام”، في ختام اجتماع موسع في الدوحة. وفي تعليق أول على اعتراف أطراف عدة أبرزها الولايات المتحدة وفرنسا بالائتلاف كممثل شرعي للشعب السوري، رأى المقداد أن الاعتراف الفرنسي “موقف غير أخلاقي لأنه يسمح بقتل السوريين، الفرنسيون يدعمون قتلة وإرهابيين، ويشجعون على تدمير سوريا”. ورأى المقداد في الخطوة “خطأ كبيرا” يقوم على “تعارض مع التاريخ الفرنسي في العلاقات الدولية”. وأضاف “لا يمكنني أن أفهم أي طريقة اتخاذ القيادتين الحالية والسابقة موقفا متعجرفا كهذا”، معتبرا الحديث عن التسليح “غير مقبول”. وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند أعلن أمس الأول “أن فرنسا تعترف بالائتلاف الوطني السوري الممثل الوحيد للشعب السوري، وبالتالي الحكومة الانتقالية القادمة لسوريا الديمقراطية”، مؤكدا أن فرنسا “ستسلح المعارضة السورية بعد تشكيل الحكومة الانتقالية”. ولقي الائتلاف أيضا دعم دول مجلس التعاون الخليجي الذي بدأ وزراء خارجيته لقاءات أمس مع نظيرهم الروسي سيرجي لافروف في الرياض، تتمحور حول النزاع السوري.وقالت مصادر دبلوماسية إن من المتوقع أن تحث روسيا السعودية على السماح لمنافستها الإقليمية إيران بالانضمام إلى مساع لإنهاء الصراع الدائر في سوريا خلال الاجتماع الوزاري. ويأمل وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في تعزيز مكانة موسكو في المنطقة التي أصبح نفوذها فيها مهددا بعد أن عطلت ثلاثة قرارات لمجلس الأمن تهدف الى فرض ضغوط على الرئيس السوري بشار الأسد لإنهاء إراقة الدماء. وزيارة لافروف للرياض هي ثاني رحلة له للشرق الأوسط في أقل من أسبوعين. وفي زيارته للقاهرة الأسبوع الماضي تبنى مسعى تدعمه مصر يجمع القوى الإقليمية الأربعة لإيجاد حل للأزمة السورية. ويستبعد أن تنجح مساعي لافروف في إقناع السعودية بضم إيران لجهود السلام.وقال فيودور لوكيانوف رئيس تحرير مجلة رشا إن جلوبال أفيرز “أيد لافروف مبادرة مصر الرباعية الإقليمية لكن المشكلة هي أن السعوديين لا يريدون المشاركة في إطار يضم إيران، لذلك سيحاول إقناعهم بتغيير رأيهم”. من جهته، انتقد رئيس الوزراء الروسي ديميتري ميدفيديف الذي تدعم بلاده النظام السوري، المواقف “المنحازة” التي تتخذها الدول الداعمة للمعارضة السورية. وأضاف في حديث لصحيفة هلسينجين سانومات الفنلندية “للأسف وجهة نظر بعض الدول منحازة، بعضها يقول يجب أن يرحل الأسد فورا، والبعض الآخر يريد إرسال أسلحة، وهذا خطا حسب رأيي”. وأكد “أننا لا ندعم أحدا في هذا النزاع، لا الرئيس الأسد ولا المعارضة خلافا لما يظنه الناس عموما”. ومن استراليا أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس أن بلادها ستقدم 30 مليون دولار إضافية كمساعدة إنسانية لتوفير الغذاء للذين يعانون من الجوع في سوريا واللاجئين المتضررين من الصراع، مرحبة بالائتلاف الجديد للمعارضة السورية. وقالت كلينتون في بيرث غرب أستراليا “يسعدني أن أعلن أن الولايات المتحدة ستقدم ثلاثين مليون دولار إضافية كمساعدة إنسانية لتوفير الغذاء للذين يعانون من الجوع في سوريا واللاجئين الذين فروا الى تركيا والأردن ولبنان والعراق”. وزادت واشنطن الأسبوع الماضي مساعدتها إلى 165 مليون دولار بسبب تزايد عدد السوريين النازحين في بلادهم وخارجها مع حلول فصل الشتاء. وعقب مناقشات حول الأمن والدفاع مع مسؤولين أستراليين، قالت كلينتون “اتفقنا اليوم على أن تكوين ائتلاف للمعارضة السورية يعد اختراقا كبيرا سيساعد المجتمع الدولي على تحسين توجيه مساعدته لمن هم أكثر حاجة إليها”. وأضافت “طالبنا بمثل هذا التنظيم منذ فترة طويلة” موضحة أن واشنطن تريد الآن استمرار هذه الديناميكية. وشددت كلينتون أمس على أنه “عندما تجتاز المعارضة السورية تلك المراحل وتثبت فعاليتها في الدفع نحو سوريا موحدة ديمقراطية وتعددية، سنكون مستعدين للعمل معها لتوفير المساعدة للشعب السوري”. وفي شأن متصل، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس، أن رئيس الائتلاف السوري المعارض الجديد أحمد معاذ الخطيب سيقوم خلال الأيام المقبلة بزيارة لفرنسا، بناء على دعوة من باريس. وقال فابيوس أمام النواب الفرنسيين “إن المسؤول الجديد للائتلاف الوطني السوري مدعو للمجيء إلى باريس. وسيكون هنا خلال الأيام المقبلة”، لكنه لم يوضح بدقة موعد هذه الزيارة. ورأى فابيوس في تشكيل هذا الائتلاف لقوى المعارضة السورية في 11نوفمبر في الدوحة، “بصيص أمل”. وتابع “أن هذا القرار يفتح آفاقا جديدة، فبناء على الطلب الذي تقدمنا به في شهر أغسطس سيكون هناك حكومة موحدة انتقالية لقوى المعارضة في سوريا”. وأوضح أيضا أن الأموال لمساعدة اللاجئين والنازحين السوريين ستوجه من الآن فصاعدا إلى هيئة موحدة. كما ذكر بأن هناك عملا جاريا لـ”تتمكن مختلف القوى المسلحة من التوحد”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©