الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المساعدات الخارجية··· طموح يتراجع أمام الأزمة

المساعدات الخارجية··· طموح يتراجع أمام الأزمة
24 مارس 2009 03:55
ألمحت إدارة أوباما إلى احتمال تراجعها عن الهدف الذي أعلنته سابقاً بزيادة معدل العون الخارجي الأميركي إلى الضعف بحلول نهاية ولايته الأولى، وذلك بسبب الأزمة الاقتصادية التي تواجهها بلاده· ويثير التراجع عن ذلك الهدف الطموح، قلقاً على صورة أميركا في نظر العالم الخارجي، خاصة الدول النامية، بقدر ما يثير المخاوف من التأثيرات السلبية لهذا القرار على التنمية والصحة العالميتين· يذكر أن الولايات المتحدة قد زادت مساعداتها المالية خلال السنوات الأخيرة الماضية للحملات الدولية التي تستهدف وباء الإيدز وفيروس HIV المسبب له، وكذلك مرض الملاريا، في إطار زيادة الإنفاق الدولي على الصحة· وقد حققت هذه الزيادات نتائج باهرة للغاية، خاصة في بعض الدول الأفريقية· ومصدر القلق الآن هو التراجع عن هذا الاتجاه· لكن ومع ذلك، لاحظ بعض خبراء التنمية أن ميزانية الرئيس أوباما للعام 2010 تضمنت زيادة نسبتها 10 في المئة تقريباً في العون الخارجي، وهي تعد إيجابية بالنظر إلى سوء الأوضاع الاقتصادية في الوقت الحالي· ومع تزايد احتمالات تفاقم الأزمة إلى أسوأ مما أشارت إليه التقديرات السابقة، ألمح ''مكتب الإدارة والميزانية'' التابع للبيت الأبيض، إلى تأجيل هدف مضاعفة العون الخارجي الأميركي إلى الولاية الثانية للرئيس أوباما، بدلا من تنفيذه خلال ولايته الأولى حسبما وعد· وعلى رغم إيجابة استجابة الوسط التنموي لهذا التلميح على حد قول ستيف رادليت -من مركز التنمية الدولية بواشنطن- إلا إنه لا يزال يسود سلوك ''دعنا ننتظر ونرى ما يحدث'' بين الخبراء التنمويين· وكانت فكرة مضاعفة العون الخارجي بمعدل 50 مليار دولار سنوياً بحلول عام ،2012 من بين الوعود الرئيسية التي قطعتها الحملة الانتخابية لأوباما على نفسها، بهدف تحسين صورة أميركا عالمياً وتمتين علاقاتها مع العالم الخارجي، لا سيما مع الدول النامية· وكثيراً ما يتحدث المنتقدون عن ضعف مساهمة أميركا في العون الخارجي العالمي، قياساً إلى إجمالي دخلها المحلي، حيث لا تزيد نسبة مساهمتها عن 0,16 في المئة فقط· وبالمقارنة تنفق دولة مثل النرويج ما نسبته 0,95 في المئة من إجمالي دخلها المحلي في برامح العون الخارجي، وفقاً لمعلومات ''منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية'' في باريس· ويرى بعض الخبراء التنمويين أن الركود الاقتصادي العالمي، يمثل فرصة ملائمة لإصلاح نظام العون الخارجي الأميركي، حتى يكون مواكباً لظروف عصرنا الحالي· ولكن تبقى التساؤلات حول ما إذا كان الكونجرس سوف يساند المقترحات التي يتبناها أوباما في هذا الشأن، في وقت يحسب فيه ألف حساب لكل دولار ينفق في ظروف الأزمة المالية الاقتصادية الخانقة· يذكر أن آمال دعم الكونجرس لمقترحات كهذه تراجعت الآن أكثر من ذي قبل· والسبب إصدار ''مكتب الميزانية'' التابع له، بيانات مالية يوم الجمعة الماضي لا تبشر بقرب التعافي الاقتصادي مطلقاً· أشارت البيانات المالية إلى عجز قياسي في الميزانية العامة، بلغ حجمه 1,8 تريليون دولار خلال العام الحالي، بينما يرجح حدوث انخفاض طفيف للغاية لذلك العجز بحلول العام المقبل، إذ يتوقع له أن ينخفض إلى 1,4 تريليون دولار فقط· ومما لا ريب فيه أن هذه البيانات المالية سوف تعزز معارضة كل من ''الديمقراطيين'' و''الجمهوريين'' من أعضاء الكونجرس للزيادة التي تقترحها ميزانية أوباما· وكان الكونجرس قد صادق مؤخراً على ميزانية قياسية بلغ حجمها 900 مليون دولار في شكل منحة لـ''الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والملاريا والسل الرئوي''· وتعد تلك المنحة أكبر مساهمة مالية منذ إنشاء الصندوق في عام ·2002 غير أن مسؤولي ''الصندوق'' قالوا إنهم ســـوف يراقبون عن كثــــب ميزانية أميركا لعام ،2010 ليروا ما إذا كانت تتضمن أي تطور إيجابي في القسم المخصص منها للعون الخارجي· ومن رأي ''رادليت'' أن البيئة المالية الاقتصادية الراهنة بالذات، تعد وقتاً سيئاً للغاية لخفض العون الخارجي الذي تقدمه الولايات المتحدة لمساعدة الدول الفقيرة والنامية بصفة خاصة· والسبب أن شعوب تلك البلدان تعتقد أن أميركا هي المتسببة في الأزمة التي يعاني ويلاتهــــا الفقـــراء أكثر من غيرهم· فهذه هي الحقيقة سواء اقتنعنا بها أم لم نقتنع، وسواء شئنا أم أبينا· وطالما أن الفقراء في مختلف أنحاء العالم يحملون أميركا مسؤولية ما حل بهم، ثم تأتي واشنطن لتعلن تراجعهـــا عن تقديم العون اللازم لهم، فإن في ذلك ما يؤذي جداً صورة أميركا خارجياً، ويحد من دورها القيادي العالمي· ومن رأي ''رادليت'' وغيره من الخبراء والقادة التنمويين الدوليين، أن الوقت الحالي ليس فرصة ملائمة لزيادة ميزانيات العون الخارجي فحسب، بل فرصة لإصلاح برامجه ونظامه في ذات الوقت· ''فهناك فرصة لتحسين أدائنا في مجال العون الخارجي، وإنفاق ما لدينا من ميزانيات مخصصة له على نحو أكثر كفاءة''· ذلك هو تعبير ''رادليت'' الذي يشارك كذلك في رئاسة ''شبكة تحديث العون الخارجي''· هذا ويدعو تحالف يضم ما يزيد على 150 خبيراً من خبراء التنمية والضباط العسكريين والمنظمات غير الربحية وقادة الاستثمارات، إلى إجراء إصلاحات جوهرية في نظام العون الخارجي الأميركي خلال القرن الحالي· هوارد لافرانشي محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©